الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استغلال العراقيين كورقة ضغط سياسية

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية




ما زالت القوى الامبريالية على عهدها مذ عرفناها تتستر بزي الإنسانية والإحسان كعادتها في كسب ما تريد من مكاسب على حساب الذين يعانون الظلم والعسف والتهميش في دول العالم الثالث، حتى باتت تلك القوى تعرض على المضطهدين والمهمشين وبرحمة وإنسانية منقطعة النضير وغير مسبوقة أن تخفف من معاناتهم الإنسانية المؤلمة التي تتمثل في العنف المتزايد في بلدانهم البائسة والحروب الأهلية العبثية التي دعتهم إلى النزوح عن مساكنهم والهرب بعيدا كلاجئين ومهاجرين، وهنا تتجلى واضحة، رحمة وإنسانية تلك القوى حين يقبلون أولئك اللاجئين في إنسانية بالغة ليؤمنوا لهم الملجأ وفرصة العمل المناسبة ولا شك أن فرصة العمل ستكون مناسبة إذا ما قيست بمثيلاتها في بلدانهم فالعمل الذي يتقاضى عنه في العراق مثلا ما يعادل عشرة دولارات في اليوم الواحد سيتقاضى هناك مثله عن الساعة الواحدة، وهذا ما يجعل أولئك اللاجئين مبتهجين ومسرورين بذلك العمل من دون أن يتساءلوا عن أسباب تلك الرحمة والشفقة والتضامن غير المسبوق، لكن الواقع المؤلم يخفي في ثناياه ما هو اكبر من ذلك فالشعوب الأوربية المتحضرة قد دخلت مرحلة اجتماعية وإنسانية خطرة بسبب التطور التقني والطبي والاجتماعي، وبسبب الاستقرار الأمني والسلام الذي يعم أجزاء أوربا الامبريالية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والتطور والوعي الصحي العالي بسبب التطور العلمي الذي رفع متوسط العمر لدى المواطن الاوربي بحيث أن غالبية أفراد المجتمع هم من الشيوخ والمتقدمين في السن بحيث أصبح الشباب في المجتمع يمثلون أقلية تسبب القلق لدى المهتمين بالشأن الاجتماعي والتخطيط والموارد البشرية، لأنهم أدركوا الحاجة الماسة إلى أياد عاملة تديم حياة المجتمع في مرافق الخدمة المتعددة في اغلب المرافق الخدمية كعمال المصانع وسائقي وسائل النقل المختلفة وعمال النظافة والخدمة في المرافق العامة، وإذا ما علمنا أن أجور العمل الاعتيادية للمواطن الاوربي تعادل خمسة أضعاف أجور اللاجئين لعلمنا سبب قبول إقامة اللاجئين الحقيقية، فأجور اللاجئين المتدنية و متطلباتهم البسيطة التي تحتل ذيل القائمة في متطلبات الإنسان العادي في أوربا سبب مناسب ومقنع لتلك الرحمة المتميزة التي أبدتها بعض تلك الحكومات اتجاه لاجئي الشرق. ولا ينكر منصف احترام تلك الدول لحقوق الإنسان ومعاملتها الإنسانية الرائعة للمتضررين إنسانيا من بني البشر، ولكن ومع كل تلك الظروف والتبريرات لكل الأطراف تبقى حشود اللاجئين والمتضررين من الحروب هدفا ووسيلة للمزايدات السياسية وتجارة إعلامية رائجة ورابحة يدأبون على استعمالها كأداة ضغط سياسي وإعلامي على الحكومات والشعوب في الوقت عينه، وما دعوة روسيا الأخيرة بالتعاون والتأثير من تركيا لمكون معين في المجتمع العراقي للهجرة واللجوء إليها إلا صورة أخرى من صور الاستغلال لمعاناة العراقيين لأغراض سياسية من الداخل والخارج تتمثل بعزل وتقسيم العراق كما خططت أمريكا وفق مخطط بايدن سيء الصيت الذي يدعو إلى تقسيم العراق إلى دويلات ثلاث على أساس قومي وطائفي، وسواء كانت أمريكا أم روسيا أو تركيا أو إيران تعمل صراحة وبصورة مباشرة فالنتيجة واحدة في تأثيرها على العراق وفائدتها للمستفيد أيا كان أو كانوا. وما كان هذا التشظي والضياع ليكون لو كان في العراق دولة مدنية تحترم المواثيق الدولية ولوائح حقوق الإنسان وتحترم قدسية ارض الوطن وتحترم التنوع حق المواطنة والعيش الكريم على ارض الوطن وتحت سمائه وضمن حدوده تحت عباءة الدولة الرشيدة دولة العدل والرفاه والسلم الأهلي، حيث تتساوى مكونات المجتمع كليا تحت سلطة الدولة والقانون والدستور الذي يحفظ الكرامة والحقوق الكاملة التي تقوي وتزيد تمسك المواطن فيها بمواطنته وجنسيته وأرضه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز