الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طعن الجنود ليس عملاً إرهابياً، ولكن .. !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تعرّف الأمم المتحدة " الإرهاب " بأنه ( قتل غير المحاربين )، ولما كان الجنود في الخليل والضفة محاربين مدججين بالسلاح، فإن قتلهم بالطعن أو بالرصاص يدخل في نطاق المقاومة المشروعة !

كنت قد كتبت مقالاً من قبل أتوجه فيه للمقاومة الفلسطينية بالتوضيح أن قتل غير المحاربين ليس مقاومة مشروعة، وربما أراد البعض أن يسيء فهمه، لذا كان هذا المقال وفي هذا الوقت بالذات، ضرورياً.

تسبي ليفني ذاتها وفي محاولة منها للحوار مع قادة المقاومة الفلسطينية عبر الإعلام، قالت حرفياً أن " استهداف الجنود ليس عملاً إرهابياً "، ولكن ماذا بالنسبة للمستوطنين في الضفة ؟؟! هل هم مدنيون مسالمون أم جنود محاربين ؟؟!

في الحقيقة أن المستوطنين يحملون السلاح وهم مدعومون بتدخل الجيش وحرس الحدود، ولولا حماية الجيش لهم لم يتمكن أزعر واحد منهم بالبقاء على أرض الضفة ولو دقيقة واحدة .. هم يعلمون أن الحل في نهاية المطاف سيكون الاعتراف بإسرائيل ضمن حدود 48 مقابل دولة فلسطينية مستقلة في حدود 67 .. الأغلبية منهم جشعون ويطمعون في تعويضات الإخلاء !

المستوطنون يعربدون، يحرقون الزرع والأشجار، يحرقون الأطفال، ينهبون الأرض، حتى أن 80 % من الموارد المائية بالضفة هي عملياً تحت سيطرة المستوطنات، فماذا تريد إسرائيل سوى تفريغ أرض الضفة من السكان الأصليين ليتحقق الحلم الصهيوني المبني على خرافة أرض الميعاد وأن إله اليهود " يهوه " قد منح أرض فلسطين لليهود حصرياً !!!

لا نعلم لماذا لا يصارح علماء الآثار الإسرائيليون شعبهم بأن جميع الحفريات التي تعود لما قبل 5000 عام قبل الميلاد، تؤكد بأن هذه الأرض كانت وما زالت كنعانية ؟! لا نعلم كيف يعلم الصهاينة أولادهم بأن الله قد فضلهم على جميع خلق الله لمجرد أنهم يهوداً ؟؟!

لكن على أرض الواقع أريد أن أضيف شيئاً مهماً، وهو أن معركة القتل المفتوح على مصراعيه ستكون محسومة لمن يحتكر أدوات العنف، وبالتالي فإن على المقاومة في الضفة أن تنأى عن الأطفال لأن إشراكهم في محاولات الطعن يسيء إلى الشعب الفلسطيني الذي يزج بالقصر والأطفال وغير البالغين في مواجهة غير متكافئة مع جنود مدربين، ولأن جنود إسرائيل جبناء فإنهم يقتنصون الفرصة لإعدام الأطفال القصر بذريعة الدفاع عن النفس، رغم أن صراعا قصيرا بين الجنود والأطفال سيؤدي إلى أسر الأطفال دون إراقة دمائهم، لكنهم يستمتعون بتطبيق وصايا العهد القديم " التوراة " !

قلت في عنوان المقال أن طعن الجنود وقتلهم ليس عملاً إرهابياً حسب تعريف الأمم المتحدة ومعاهدات جنيف، لكن يبقى أن نوازن نحن كشعب محتل، ماهية الردود المحتملة من دولة الاحتلال، سيكون هناك المزيد من حواجز الإذلال والمزيد من الإعدامات الميدانية، وربما منع العمال من دخول الخط الأخضر، وهو ما قد يؤدي إلى انسحاب أحادي الجانب من بعض مناطق الضفة، مع إغلاق الكانتونات، وعندها ستعلو الأصوات ويحتد الصراخ، بأن الاحتلال يفعل كذا ويرتكب كذا، وفي الواقع فإن الاحتلال يصطاد الفرص لكي يمارس متعته السادية بالتنكيل والقتل والقمع وكبت الحريات ومنع الناس من السفر والتنقل، فهل يخدم العنف المسلح القضية الفلسطينية ؟! وهل الناس جاهزون لدفع ثمن قد يماثل الثمن الرهيب الذي تدفعه غزة بحصارها وقطع صلاتها بالعالم ؟؟!

ليس كل عمل مشروع كمقاومة هو أفضل ما يمكن فعله، بل يجب أن نتأمل أحوال الناس وحياتهم ومعاشهم، ويكفي أننا نعيش في غزة بنسبة فقر تجاوزت 80 % وبطالة مخيفة وفقدان 250 ألف عامل لأعمالهم داخل إسرائيل، علاوة على أكثر من 85 ألف خريج عاطلون بلا عمل .. فهل هذا هو ما يسعى إليه الأهل في الضفة الغالية ؟؟!

في الحقيقة أن كاتب هذا المقال، ورغم انتشار وشيوع القتل في أماكن كثيرة في العالم، إلا أنني أؤمن بأن الحروب تمثل عاراً على الإنسانية، وتحكم شركات السلاح يمثل عاراً آخر لايقل قبحاً وبشاعة، وقيام النصابين ومحترفي الكذب والتضليل من تبرير الحروب والقتل تحت دعاوى قومية أو دينية أو عرقية أو أثنية، هو عار أيضا، خاصة في عصر امتلاك المفكرين والمثقفين لوسائل النشر ومواقع التواصل .. الحروب تعبير عن فشل للحضارة الإنسانية جمعاء ولا أزيد !

الحروب يجب أن تزول
قتل الإنسان لأخيه الإنسان يجب أن يتوقف
الحوار والتربية الإنسانية ومجتمعات الحرية والعدل هي أهداف نبيلة

لهذا أعتقد أن المؤيدين لهذا المقال قلة من الناس، قلة يتألمون للفقر والبطالة وفقدان الرعاية الصحية ومنع السفر والتنقل، قلة يتألمون لإعدام الأطفال وحرق الزيتون ونهب الأرض، فأنا ببساطة أكره للضفة الغربية مصيرا أسودا مشابهاً لمصيرنا في غزة ! الحل الوحيد المنطقي والعملي هو تبني الشعبين لمشروع دولة واحدة ديمقراطية يتمتع جميع مواطنيها بالمساواة والعدل والرخاء، أما أن يعيش شعب برفاهية ورغد على حساب شعب آخر عريق متأصل في هذه الأرض يواجه الموت المجاني يومياً بسبب أساطير وخرافات، فهو منطق إجرامي وعنصري وعلينا مجابهته، لكن بوسائل غير عنيفة لكي لا ندفع الثمن مضاعفاً بلا طائل، كما دفعناه من قبل في انتفاضتين وثلاث حروب !!

الشعوب والحكومات الغربية تعلم عن الصهيونية أكثر مما نعلم، وها هم قد بدأوا بمقاطعة منتجات المستوطنات، وهذا يعني أن المستقبل والحرية لشعبنا، ولكن علينا أن نتعلم مخاطبة الشعوب التي تكره القتل وتستنكر العنف رغم وقوفها إلى جانبنا .. التحدي الآن هو زيادة عزلة إسرائيل كدولة عنصرية وهو ما سيؤدي إلى سقوطها طال الزمن أم قصر، خاصة بعد توجهات السلطة للمحاكم الدولية !

البديل الوحيد للعنف كخيار في مواجهة دولة عنصرية مدججة بأسلحة الدمار، هو المشاركة في الحملات الثقافية الهادفة لمقاطعة وعزل إسرائيل .. هذا ما يؤلمهم وليس العنف الذي تحتكر الدولة العنصرية أدواته بلا منازع !

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى عبدالله
نبيل عودة ( 2015 / 11 / 28 - 05:25 )
طرح صحيح.. لكني ما زلت اعتقد ان القيام بالطعن لا يخدم الفلسطينيين.. ويؤسفني ان ارى ان الشعب الفلسطيني يدفع ثمنا رهيبا لا ارى انه يخدم قضيته.
صحيح انه ترتكب جرائم حرب باعدام ميداني للفتيات والشباب حتى بعد ان يكونوا غير قادرين
على القيام باي تصرف يشكل خطرا على قوى الاحتلال
طبعا كل انسان حضاري يقبل مواقفك من موضوع الحروب والعنف عامة..
ما جاء في مقالك حول الآثار ليس جديدا ، حتى باحثين يهود اقروا ان الكثير من الآثار التي
نسبت ليشوع بن نون التوراتي هي آثار هسكوسية.
للأسف لا يوجد خبراء آثار عرب ليدخلوا في مواجهة التضليل الاسرائيلي.
في كتاب هام مترجم للعربية ومنشور في الانترنت اسمه - التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها- انا قرته بالعبرية وقرأت مقدمة المترجم العربي التبريرية المضحكة بان قصص التوراة ليست قصص القرآن ووجدتها مقدمةغبية ومتخلفة، وانصح بتجاهلها، الا ان الترجمة ممتازة.. انصح بقراءة الكتاب الذي ينسف قصصا توراتية كثيرة..


2 - إلى العزيز نبيل عودة
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 11 / 28 - 07:01 )
صباح الخير .. شكرا للمرور والتعقيب .. في الحقيقة أن طعن المحاربين كمقاومة هو أمر مشروع وأخلاقي ولكن من جهة موازين القوى يعتبر انتحار ولا يخدم قضيتنا بالفعل
سأقرأ الكتاب إن وجدته ..
دمت بود


3 - هل سيتوقف الاٍرهاب الاسلامي.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 11 / 29 - 16:07 )
تحية أستاذ عبد الله.

لنفرض ان اسراءيل تخلت عن جميع أراضيها للفلسطينيين، اي أعطت جميع ارض اسراءيل للفلسطينيين،

هل سيتخلى المسلمون عن ارهاب وقتل اليهود اليعرب في فلسطين ؟

الجواب كلا، وألف كلا،

لان قتل اليهود هو امر قرآني، واحاديث عديدة لمحمد تدعو لقتل اليهود.

والدليل على ذلك،

حدث في العراق، وقبل قيام دولة اسراءيل، بعد مقتل الملك غازي، عام 1939 ، وحيث شعر المسلمون ان الحكومة ضعفت، هجم المسلمون على اليهود في جميع المدن العراقية، وقتلوا الامنين في بيوتهم ونهبوا اموالهم وهتكوا اعراضهم، بالضبط مثلما تفعل داعش اليوم.

وتكرر الحادث، هجوم المسلمين على اليهود عام 1941، وفي عام 1952، وفي عام 1970، هجم البعثيون على من تبقى من ليهود.
واليوم، يهجم المسلمون على المسيحيين والايزيديين، ويطردونهم من دورهم ، وينهبوا اموالهم ونساءهم، في سوريا والعراق،

فهل ان الايزيديين او المسيحيين احتلوا فلسطين ؟

ان الاٍرهاب الاسلامي، هو سلسلة من الجرائم بحق غير المسلمين عمرها 1400 عام، لا لذنب سوى انهم غير مسلمين.

لذلك، فان قضية فلسطين هي شماعة يعلق عليها المسلمون تاريخهم الأسود في الاجرام.

تحياتي...

اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق