الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف تروتسكي من الصهيونية

أحمد سعد عبيد

2005 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تمسك تروتسكي طوال حياته بالخط الماركسي المتشدد وذلك بأن الحل الاساسي لمشكلة مناهضة السامية ومناهضة التمييز ضد اليهود والاقتصاد اليهودي الحل يكون في الاشتراكية وان الفكرة الصهيونية ماهي الا خيال قومي ولا يمكن تحقيقها تحت الرأسمالية وان انفصالية البنض Bund - وهي حركة أشتراكيةيهودية في بولندا تجمع السياسة الماركسية مع الثقافة اليهودية - يجب ان تقاوم بكل عنف وذلك لآن الراديكالين اليهود يجب أن ينضموا الي حركات البلاد التي يعيشون فيها وان لا يعزلوا أنفسهم في حارات يسارية ضيقة خاصة بهم - في السنين الاولي من القرن الماضي هاجم تروتسكي وبشكل عنيف البنض متهما اياها بأنها مؤسسة وثنية وقد نظر اليه زعماء البنض بأشمئزاز أقوي مما شعروا به نحو الماركسين الروس الاخرين بأستثناء هذا لم يعمل تروتسكي أي شيء فيما يختص باليهودية ولقد شعر تروتسكي كغيره من الماركسيين الروس الذين يرجعون الي اصل يهودي برغبة قوية نابعة من قناعة سياسية وأحساسات شخصية غامضة بأن يتخذ سبيلا مشابها تماما لاحساس الاخرين وطيلة حياته كان يشعر بانه يتصرف بشكل لا يهودي منكرا اهمية الهوية اليهودية ومكتشفا في دوره الثوري مادة كافية للتحديد الشخصي . ويقول جوزيف نيفادا ان تروتسكي في الثلاثينات من 1930 بدأيظهر اهتماما مذهلا في الاستيطان اليهودي في فلسطين وخاصة حركة العمل . ويقول هرتش مندل ( تروتسكي بولوني يهودي ) انه في 1934 عقد نقاشا مطولا مع تروتسكي حول الحركة الصهيونية ومدي تحقيقها لأهدافها في فلسطين ويقول انه في بدء الحرب العالمية الثانية قد اعلن تروتسكي ان اليهود يستحقون بان يسكنوا وطن خاص بهم . وقد كتبت السيدة ببا آيدلسن ( زعيمة يهودية صهيونية اشتراكية ) في مذكراتها تقول تحدثت مع تروتسكي ليس كمن تتحدث الي غريب كنت احس بانه يهودي تائه دون ارض اجداده وقد استمر تروتسكي يسالها عن سياسات واقتصاديات المستوطنات اليهودية وسئلته السيدة ايدلسن هذه بلاد مستعدة بان تستقبلك وتعترف بك ولربما تاتي الي اسرائيل يوما ما فرد الا تخشون استقبالي اجابته لا وفي نهاية الحديث طلب منها عدم نشر الحديث لان العالم لن يفهم . في عام 1937 لدي وصول تروتسكي الي المكسيك تكلم ( خلال ايام شبابي اعتقدت ان اليهود في مختلفالبلدان سيمتزجون مع السكان وهكذا ستختفي حتما المسألة اليهودية بطريقة الية ولكن التطور التارخي لم يؤكد هذا الرأي وتحولت الرأسمالية المضمحلة الي قومية متشددة وكانت احدي مظاهرها مناهضة السامية ولقد ازدهرت المسألة اليهودية في المانيا - واعترف بامة يهودية قائلا - ان اليهود في كل العالم قد خلقوا مطابعهم وطوروا لغتهم العبرية كأداة مستعملة بصورة ملائمة للثقافة العصرية فعلينا ان نعتبر الامة اليهودية ستصون نفسها طيلة العهد القادم .وقد كان تروتسكي متردد في المسألة اليهودية وسيطر عليه شعور بعدم فائدة الاستمرار في المواقف الماركسية القديمة تجاه هذه المسألة فقد اعتبر الصهيونية كحركة غير قادرة علي حل المسألة اليهودية وكان يهزاء من الهجرة الجماعية الكبيرة التي كان يقوم بها اليهود الي فلسطين وذلك ليس انكار منه لذلك ولكن لرؤيته عدم اهمية ذلك في ظل سيطرة الانجليز بقوتهم علي فلسطين وذلك في وجهة نظره كفيل بالقضاء علي الامال الصهيونية وكان يخشي علي اليهود من العرب وبالرغم من ذلك كان يشجع ذلك ولكن ليس باهمية كبيرة كما وضح في احدي خطابته لصديق له في اسرائيل بانه لا يعارض الهجرة الي فلسطين وتجمع اليهود في ارض الميعاد .
المصادر بتصرف من كتاب ارفنج هاو - تروتسكي -اسحق دوتشر - حياة تروتسكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال