الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاطع الأيديولوجيات وأثره على الواقع السياسي العراقي

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كحال باقي المجتمعات في العالم تتنوع المكونات الفكرية والسياسية والأيديولوجية في المنظومة السياسية العراقية ، من حيث التبعية الفكرية، المتنوعة على أساس اختلاف المرجعيات والولاءات، ومما يؤسف له أن اختلاف مشارب تلك الولاءات المتعددة لم يكن مصدر إثراء فكري للمجتمع، العراقي كما يفترض بالتنوع الفكري أن يفعل، بل كان هذا التنوع مصدر فرقة وضعف وتمزيق للمجتمع، وذلك بسبب ضعف الانتماء الوطني لبعض تلك الأيديولوجيات أو ارتباطها بأجندات خارجية لا تحمل في عقيدتها هم الوطن والمواطن كأولوية بل تقدم مصالح الجهات والدول التي تدين لها بالولاء والتبعية على مصلحة الوطن والمواطن.
وتقاطع مصالح تلك الأيديولوجيات فيما بينها انعكس بالسلب على المواطن من ناحية تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، فالتحاصص الطائفي لتلك الأيديولوجيات في تشكيل الحكومة العراقية أدى إلى التضارب في الأفكار والرؤى الإستراتيجية لعمل الحكومة ما أدى إلى انهيار واضح في الحكومة العراقية، فالمكون السني بأحزابه وكتله البرلمانية الطائفية لم يأت بمشروع علمي وعملي وفق رؤية يحكمها مشروع بناء واضح بل يتهم بأنه يتبع في إيديولوجيته تلبية وتنفيذ رؤية تركيا والسعودية ودول الخليج التي تخدم مصالحها ومخططاتها في العراق، إضافة إلى مصالح تلك الأحزاب والكتل الخاصة والشخصية ، وما المكون الشيعي بأبعد عن التبعية وانعدام الولاء للوطن بل تفوق في تقديم مصالحه الحزبية والطائفية والشخصية على غيره لكونه المتصدر لسدة السلطة التنفيذية في العراق والقائم الأول على إدارة أمور الدولة لكنه يتهم بتنفيذ مخططات إيران وتعهد صيانة مصالحها في العراق وتسهيل تنفيذ مخططاتها في تطبيق شعار تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية وتسهيل مهمتها في تنفيذ هذا المطلب، ولا ننسى أو نقصي المكون الكردي عن هذه القائمة فهو الآخر يعمل على تحقيق الحلم الكردي القديم في تأسيس دولة كردستان الكبرى التي تضم شمال العراق وشمال سوريا وجنوب تركيا والشمال الغربي لإيران فلا يتقدم على هذا الهدف والمطلب هدف أو شيء. وهذا مع الأسف شأن المكونات السياسية الرئيسة في المشهد السياسي العراقي، ونستثني من ذلك التيار المدني الذي يتخذ من الديمقراطية والدولة المدنية هدفا وشعارا، حيث الولاء للوطن والإخلاص والمواطنة والنزاهة ضابطه الأول في اختيار أعضائه. ولم تتمكن المكونات السياسية العراقية على اختلاف اعتقاداتها وانتماءاتها من إيجاد مشتركات جامعة توحد الرؤى السياسية أو الحلول الممكنة لمشاكل الحكومة العراقية من اجل النهوض بواقع العراق السياسي والاجتماعي لمكونات المجتمع أو توحي بوجود أمل أو ضوء في نهاية نفق الواقع العراقي المظلم والمؤلم.
ولا نغفل في تعدادنا لتلك الأيديولوجيات، المتطرفة منها التي تتمثل في قوى الإرهاب العالمي المتمثل في التنظيم الإرهابي داعش ومن تحالف معه من أصحاب المشروع القومي المتمثل في البعثيين الذين ثبت فشل مشروعهم التسلطي الدكتاتوري بنسختيه العراقية والسورية، ويكمل أولئك المتطرفين فكريا المجاميع المسلحة المنفلتة في شوارع العراق تدافع كل منها عن الحزب الذي تنتمي إليه عن طريق التصفية والخطف والتهجير والتهديد والسلب والنهب في أحيان أخرى. ووسط كل ما تقدم نرى ما يضحك ويدعو إلى التعجب والاستغراب في آن معا فكل تلك الأحزاب والجماعات والكتل على اختلافها تدعي أنها الأكثر إخلاصا للعراق وحرصا على مصلحته ومصلحة شعبه مع أنها تشاركت جميعها في ذبح العراق والتفريط في أمنه وأرضه وخيراته بعد أن سلمته لقمة سائدة بيد الإرهاب والفساد والنهب ووسط تلك الادعاءات الكاذبة ينبري قول الشاعر :
وكل يدعي وصلا بليلى* وليلى لا تقر لهم بذاكا
ليفند تلك الأقاويل فقد انبلج صبح الحقيقة للعراقيين وعرفوا حق المعرفة عدوهم من صديقهم، وشخصوا الخلل والخطأ والخطيئة وإن هي ألا مسألة وقت حتى ينسف العراقيون كل مخططات تلك الكتل الفاشلة وينثروها في مهب الريح ويمسحوا تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق الحديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة