الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نريد سلتنا بلا عنب

نور الدين بدران

2005 / 11 / 2
كتابات ساخرة


لكن على ما بدا أن وزير الخارجية السيد فاروق الشرع ذهب ليقنع العالم بقتل الناطور،وهذا إبداع جديد من إبداعات المذكور،الذي لم تعد تفاجئنا بعدما أوصلتنا حصافته(وفريقه) إلى ما نحن فيه.
بدل كل تلك الثرثرة السياسية المملة (حتى لو افترضنا أنها كلها حقائق) كان على السيد الشرع أن يركز على الهدف الرئيس الذي يؤرق كل مواطن سوري،أي إقناع العالم ومنظمته الأممية،ببراءة سوريا،أو على الأقل بالفصل بين ثلة مجرمين سوريين إذا ثبت وجودهم وضلوعهم في الجريمة قيد البحث من جهة،وبين سوريا البلاد والشعب والوطن،بحيث تكون العقوبة لأولئك وليس للبلاد كلها.
من هنا كان على الشرع أن ينطلق،وإلى هنا كان عليه أن يعود في جولة دائرية،يؤكد خلالها أن سوريا البلاد تتبرأ من أولئك إن وجدوا،وتعاملهم كما قال رئيس البلاد،على أنهم خونة،وفي هذا السبيل،تمشي دولته وبلاده،أي في سبيل كشف الحقيقة،فالبراءة التامة مطروحة،كما الإدانة،وكان يمكن للشرع أن يستند في هذه المحاجّة على التقرير نفسه،الذي لا يعتبره حتى أصحابه أنه ناجز ومنته،أي كان عليه التحرك في إطار المتاح والممكن،وهذه هي السياسة،لأن تجاوز الممكن لا يعني سوى معانقة الهاوية.
كان على الشرع ألا يخرج عن هذه الدائرة،لكنه فعلها،و بخروجه قدم أفضل خدمة لأعداء سوريا، حيث أظهرها خطابه البائس،وكأنها ضد الأمم المتحدة واللجنة المنبثقة عنها.
كان على الشرع أن يكمل في الدائرة نفسها،أنه ودولته يحترمان اللجنة وتقريرها،ولكنهما يختلفان في بعض النقاط،مستغنياً كلياً عن أحكام القيمة وألفاظ لا قيمة لها عند المستمعين،وأنه ودولته سيعملان لاحقاً على تلافي النواقص في تعاونهما،ناهيك بأن السيد الشرع كان غنياً أيضاً عن ذلك الموقف من الأصدقاء الذين نصحوه بألا يهاجم التقرير،وهي نصيحة نصوح فعلاً،وليته سمعها وعمل بها،لكنه لم يكتف بصم أذنيه عنها،بل كأنه قال لأصدقائه:".............. بكم وبنصيحتكم" وهو موقف أقل ما يوصف به أنه مجاف للحكمة وللباقة،حيث كان الصمت عنه أكثر شفافية وأدباً، مادام أصر الشرع على عدم العمل به.
لست هنا في معرض مناقشة خطاب السيد وزير الخارجية،وهو موضوع خصب للمحلل النفسي،حيث يمكن الكتابة عنه صفحات وصفحات.
لكن أخيراً كان على السيد الشرع ألا ينسى أنه ليس في اجتماع حزبي،أو أن الحاضرين ليسوا رفاقاً في حزبه أو جبهته الوطنية التقدمية، يحاضر بهم،أو يستعرض الأوضاع أمامهم كما نراه في تلفزيوننا العجوز، وببساطة كان عليه أن يتذكر القول المأثور:" لكل مقام مقال"،للأسف نسي كل ذلك.

يمكن لمحام مرموق بحصافته وعلمه ودماثته وخطابه (كل هذا مطلوب بنفس درجة عدالة القضية ومعرفة القوانين) أن يكسب قضية خاسرة،أو أن يخفف من خسارتها قدر الإمكان،دونما حاجة إلى استفزاز أحد(بالحري القاضي والمحكمة) أو عرض محاضرة في تاريخ القانون والقضاء.
أما ماذا نتوقع من محام متواضع يرافع في قضية شبه ميؤوس منها؟
بكل أسف شدوا الأحزمة أيها الأخوات والأخوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال