الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساميات لغة الورد بين رونسار وفاروق مواسي

سعاد جبر

2005 / 11 / 2
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة سيكولوجية في نص موسم الأريج" للشاعر فاروق مواسي

خلدت الذاكرة الفرنسية الشاعر رونسار في ادبياته الرومانسية النازكة في القرون الوسطي ، في ظل لغته الشعرية الملوكية ، وعبقرية مخيلته الفذة ، وقصائدة الحالمة بأكاليل المجد الخضراء التي سطرت دواوينه ، والرومانسية الهادئة التي بلغت قصائده بها مجد الشهرة ومقامات التغني بها في المجتمع الفرنسي انذاك ، وما زالت في الذاكرة الفرنسية الأدبية حكايا النساء اللاتي احبهن رونسار في اكاليله الشعرية وهما ماري وهيلين وغيرهما ، وتلك التماهيات الرومانسية هي التي جعلت شعر رونسار على الألسنة ، في ظل قصائده التي سجلت نجواه لحبيبته التي
يشبهها بالوردة الجميلة الحالمة ، ولكنه يحذرها أن تذبل وتموت مثل هذه الوردة ، ويحثها على التمتع بالحياة والحب قبل فوات الأوان:
"يا صغيرتي ، هيا نرى الوردة ..
التي أبانت هذا الصباح ، تحت الشمس رداءها الأحمر
هل أسقطت هذا المساء
طياتً فستانها الأرجواني .
ولونها صنو بشرتك الجميلة ؟
واحسرتاة ! انظري في هذا الوقت القصير .
يا صغيرتي ، قد ألقت الوردة على التراب
واسفاة ! كلَّ جمالها
يا للطبيعة القاسية !

آه لتلك الوردة الجميلة التي لاتعيش .
إلا بين صباحٍ ومساء .
صدقيني إذاً يا صغيرتي ،
أنت في زهرة العمر
وفي خضرته المتجددة
اقطفي شبابك قبل أن يأتي عليه العمر .
كما قضى على الوردة الناضرة . "
والمتأمل المتدبر في النص يتجلي له صدى فلسفة العصر انذاك السائدة ، التي توجه الإنسان نحو التمتع بالحياة والتعلق بها ، ويتردد في ظل تلك الأشعار المنطبعة بتلك الفلسفة لغة حتمية الموت وما يعتري تلك اللغة من مشاعر الحزن والكآبة التي تبرز في ذبول وقشعريرة الحروف عند تماس تذكار الموت ومعطياته المؤلمة ، ولكن ليس دوما تبرز مشاعر البغض
والتشاؤم بالموت ، فأحيانا تبرز في أشعار تلك الفترة أن الموت هو الغاية التي يسعي إليها الإنسان في لغة اللقاء بالله
يقول رونسار :
هنا يا أيتها الروح ، ستحلقين إلى العلا
وستلتقين بالله
الذي اعشق هنا صورته ..."
ويعتبر الشاعر ذلك السفر المحلق البعيد انه سفر إلى بلا د النور
وانت تمتلكين أجنحة
تقودك لو أردت ، إلى بلاد النور ؟
هناك الخير الذي تصبو إليه كل نفس ...
هناك الراحة التي نتوق إليها ...
هناك الحب والهناء .
وفي ظل تلك المقابلة الشعورية بين تألقات رونسار الشعرية ورومانسية موسم الأريج للشاعر فاروق مواسي؛تبرز مساحات لغة الورد وتجلياته
في تلك الواحة الربيعية ؛ التي تجمع بين روح رونسار وهمسات موسم الأريج الدافئة لفاروق مواسي .
فهناك لغة إبداعية هادئة في نص موسم الأريج تنساب من خلالها حالة شعورية دافئة في ظل تألقات رومانسية عذبة ، تشكل من خلالها حواراً
جميلا بين روح الشاعر وآبهة الجمال في عز تفتح أكمامه الوردية حبا وتساميات رومانسية هادئة :
هنا مواسم الأريجْ
تفتحت يا حلوتــي
والصبح رش في الأفق
نورًا وناغى صبوتـــي
الحسن طاف… واغتـَـَبـق
ثمالـــةً من مهجتــــي
ولانَ من لون الألق
بما يشفُّ بالندى
في نبضِـــهِ غدقْ ……
ويبرز في النص لغة جميلة وديعة لتألقات الصباح وشفافية الندى، ترتسم من خلالها لغة الاتحاد الشعورية في تساميات متلألئة ندية ،وهنا تحلق الحروف في عوالم هادئة، تبرز من خلالها انعكاسات عوالم الجمال واللذة ،وتعانقات أغصان الربيع ونبض القلب ،حيث تبسط سماءات الكلمات الناعمة أجنحتها في رونق جمالها ،ودفئ مناجاتها العذبة في شفافية التلاقي وعذوبة تساميات الوجدان الهادئ الجميل :
هنا مرابع الجمـــالْ
تلوّنـــت في حلوتي
أحسستـــه في قبلتي
شربتــــه في ظمأتــــي
سألته عن لوعتي ……
يا روعة النواااال !!!
فهناك بين رونسار وفاروق مساحات الكلم الهادئ الجميل على بساط تفتحات الورد الندي الجميل ، ورؤية الوجود في ظل انسام عبيرية منسابة إبداعاً وتألقاً ، هناك نبض واحد في قلب رونسار وفاروق هو عين شمس الورد في تألقات بهو جمالها ورفرفة أجنحتها على قيثارة السطور الناعمة المبدعة .
ولايسعني في نهاية مطاف مقالتي إلا أن أزجي كل تحايا الإبداع الوردية النازكة المعبقة بالياسمين لمبدعنا الألق د. فاروق مواسي وكل إبداع وانت متتاليات إبداع لاتنتهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل