الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خريف الحلول المؤجلة

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تستمر سلسلة الازمات العربية الراهنة بدءآ من اول الدول اضطرابآ وربما اكثرها استعدادآ لذلك وهو (العراق) وصولآ الى سوريا التي ازدحمت بها الاجندات واشتدت فيها الحرب . تتدرج كفة الصراع تصاعديآ من فلسطين الثائرة بما بعد الحجارة والتي اشغلت اسرائيل كثيرآ الا ان العين الاسرائيلية لا تنشغل كثيرآ عن واقعها الخارجي لذلك هي لاتخفي ارتياحها لواقع الدولة العربية المريضة التي تبحث عن لحظة التقاط الانفاس دون ان تجدها ,وصولآ الى الصراع الدموي في الجزيرة العربية حيث اليمن تعيش حالة اللاانتصار لطرف على حساب طرف اخر رغم سيطرة الحوثيين وحلفائهم على العاصمة اليمنية صنعاء ورغم الهجمة العنيفة للطائرات السعودية وحلفاءها على الارض الا ان واقع الحرب فيها يتراوح بين تقدم او تراجع لهذا الطرف اوذاك دون حدوث تغيير كبير في المواجهة .المملكة السعودية ترى ان واقع الصراع في اليمن هو امتداد للحرب في سوريا وانها (اي المملكة ) تخوض حربآ مقدسة لتحجيم النفوذ الايراني الا ان هذه الرؤيا تقترن بأستراتيجية لاتبدو ناجحة الا في ضمان استمرار الصراع في المنطقة .وقد كانت اول مراحل الاستعداد الامريكي لصناعة واقع عربي جديد تقوم على فكرة اطلاق التيارات التكفيرية من سجونها واولها سجن بوكا في العراق بشرط ان لاتتجاوز هذه الجماعات الحدود المسموح بها وان تساهم دول الخليج في الاحداث بشكل يخدم مساعيها لتحجيم النفوذ الايراني في المنطقة وهو هاجس خليجي مزمن استغله الامريكيون كثيرآ .وقد سارت الامور وفق المطلوب خلال مرحلة محددة الا ان الامر تخطى كل الحواجز والحدود المتفق عليها ليتجاوز (سوريا والعراق ) ويمتد الى تونس وليبيا ومصر وهذا الامر وان لم يكن خارج الحسابات الدولية الا انه بألتاكيد شكل هدفآ مغريآ لبعض الدول الخليجية المؤيدة للمشروع الامريكي القائم على اسقاط نظام الحكم في سوريا مثل قطر الاخوانية التي ادى امتداد نفوذها المالي الى فقدانها الكثير من علاقاتها مع دول مثل مصر وسوريا والعراق وان تعيش مايشبه العزلة وهو دليل على فشل السياسة القطرية القائمة على سلوك الطريق الوعر وقد وصلت نيران الشرق الاوسط التي لعبت دول الخليج دورآ كبيرآ في اشعالها الى قلب اوربا (باريس ) مما جعل الموقف الاوربي يجنح نحو القبول بألحلول الوسطى التي قد يتفق عليها الكبار لحل الأزمة السورية والموقف الاوربي الجديد (المتوقع بعد الاحداث الدموية في فرنسا ) اضعف كثيرآ الموقف الامريكي والسعودي وجعل الموقف الروسي والايراني اكثر تماسكآ ومقبولية.الروس من جانبهم يعدون العدة لتدخل اكبر من الموجود حاليآ خصوصآ بعد ان اخطأ الاتراك بأسقاطهم الطائرة العسكرية الروسية وبألتاكيد ان دولآ مثل بريطانيا وامريكا تعتقد ان التدخل الروسي المباشر لايعني سوى نهاية هذه الحرب لصالح الرئيس بشار الاسد وحلفاؤه لأن الروس يمتلكون المقدرة على تغيير موازين القوى على الارض رغم تعرضهم الى حرب (اسقاط الطائرات ) والهدف منها هو تأليب الشارع الروسي ضد بوتين الا ان هذا المسعى لم ينجح كذلك. وبذلك فأن الدول المؤثرة في الحالة السورية ايقنت ان حلفاء سوريا الاقوياء( روسيا وايران وحزب الله ) لن يسمحوا بسقوط الدولة السورية او تفككها لذلك لابد من ممارسة اللعب على حبال المفاوضات(المؤجلة ) للحصول على مكاسب وتنازلات قبل الاتفاق على حل نهائي للواقع السوري الا انها تبقى مع الاحداث الراهنة مفاوضات مؤجلة الى اشعار اخر وقد تعود بعد جولات عسكرية دموية ساخنة .ويبدو ان (لعنة بلاد الرافدين, وهو ايضآ عنوان لفيلم جديد ) قد اصابت العالم برمته حيث الارتباك العالمي واضح جدآ والشعور بانعدام الامن هو النتيجة المنطقية للتعامل السلبي مع الاحداث في الشرق الاوسط الذي بدأت العديد من الدول تتجه نحو الاعتراف بسلبيتها والعمل على اجراء تغييرات جذرية على مواقفها.الاشهر القادمة ستكون مليئة بألاحداث السياسية المهمة وان متغيرات عسكرية مهمة تؤشر الى تقدم كبير للجيش السوري الحكومي وللقوات العراقية في الجهة الاخرى وكذلك تؤشر بقرب فرض حصار سيكون مطبقآ على محافظة الموصل من الجهة العراقية والرقة من الجهة السورية وهو هدف لجميع القوات المتدخلة في الازمة السورية رغم اختلافها الا انها قد تتفق على هدف واحد وهو التعجيل بنهاية اكبر الجماعات التكفيرية واكثرها تهديدآ للأمن العالمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا