الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب.. والتقصير الأمني في السويداء

أسامة أبوديكار

2015 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الإرهاب.. والتقصير الأمني في السويداء
أسامة أبوديكار
أيلول الأسود، أو أيلول الدامي، هكذا أُطلق على شهر أيلول 2015..
يوم الجمعة، الرابع من شهر أيلول2015، وقع تفجيرين ارهابيين في السويداء، طال الأول موكب الشيخ المرحوم وحيد البلعوس ورفاقه، ثم تلاه بعد حوالي الساعة تفجير ثاني أمام مشفى السويداء الوطني، حيث أوقع أكثر من أربعين شهيداً وحوالي الأربعين جريحاً.
عَقِبَ هاذين التفجيرين فراغ أمني كبير لمدة اسبوع شهدته محافظة السويداء، فغابت مظاهر الدولة والعناصر الأمنية من داخل المحافظة، فلم يحدث إشكال أمني خلال هذه الفترة، ما عدا يوم التفجير حيث دخلت مجموعة مسلحة إلى داخل المدينة - " لم يُعرف كيف دخلت، وأين خرجت بعدها" - حيث كسّرت التمثال في الساحة الرئيسية للمدينة، وداهموا مقر الشرطة العسكرية، ومقر الأمن الجنائي، وما عداها لم يحدث شيء يُذكر، فقد قام أهل السويداء بحماية الأماكن العامة ومؤسسات الدولة، رافضين أي اعتداء عليها.
وخلال الأسبوع الأول للتفجيرات جرى تشييع كبير لضحايا التفجيرين في الملعب البلدي، ودون أي حادثة تشوب أو تعكر هذا التشييع، كما كان قد راهن الكثيرون على حدوثه.
بعد هاذين التفجيرين جرى حديث، أو تسريبات، عن تعديل أمني كبير، سوف يطال الأجهزة الأمنية، لتحميلها التقصير في الكشف عن كيفية تسلل الارهابيين، أو توقّعها حدوث مثل هذه التفجيرات، واعتبارها مقصرة أو خرقاً أمنياً كبيراً طال محافظة السويداء، وبقي هذا الحديث تحت مسمّى إشاعات تم تسريبها لامتصاص حالة الغضب التي اجتاحت محافظة السويداء لتقصير الأجهزة الأمنية.
وفي صباح يوم الأربعاء 23 ايلول 2015، أي في الوقفة الكبيرة لعيد الأضحى المبارك، جرى اختطاف السيد شبلي جنود، أمين فرع حزب البعث ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، حيث تم الاجماع في المحافظة على رفض هذا العمل الغريب والمستهجن، فتصاعدت نبرة الحديث عن التقصير الأمني، وعادت إلى الواجهة فكرة التعديلات الأمنية ومحاسبة المقصرين، وتعالت الأصوات المتسائلة عن مهمة الأجهزة الأمنية وعملها.
بقي أن نشير إلى أنه في اليوم الثاني للتفجيرات التي وقعت في الرابع من أيلول، ظهر على شاشات التلفزيون الرسمي السوري، اعترافات ل " وافد أبوترابي" يتبنى فيها علمه وتخطيطه للتفجيرين الارهابيين، وبأنه مدفوع من جهات خارجية للقيام بهذه التفجيرات، نازعاً هذا الاعتراف فتيل صدام كان قد يحدث بين الأهالي والأجهزة الأمنية، حيث كانت أصابع الاتهام موجهة في البداية إلى تلك الأجهزة، كما كان قد صرح بذلك الشيخ البلعوس في إحدى الفيديوهات التي تم تصويرها ونشرها على الانترنت قبل استهدافه بفترة قصيرة، موجهاً الاتهام للأجهزة الأمنية في اتخاذها قراراً بتصفيته مع مجموعته.
فكانت هذه الاعترافات موضع شك عند البعض ممن اعتبروا هذه الاعترافات تحت الضغط والتهديد، فيما اعتبرها البعض الآخر اعترافات حقيقية لا مجال للشك فيها.
وأيضاً تم اعتقال الطبيب عاطف ملاك، واعترافه بأنه قد عالج السيد شبلي جنود في منزل البلعوس، محملاً هذا الاعتراف مسؤولية خطف وتصفية "جنّود" لمجموعة البلعوس، التي نفت نفياً قاطعاً هذا الاتهام، معتبرة هذا الاتهام تمهيداً لتصفية رجال الكرامة، كما ظهر في الفيديو الذي نُشر بعد الاعترافات حيث طلب رئيس فرع الأمن العسكري، في سابقة خطيرة، تفويضاً بمحاسبة ومحاكمة وملاحقة من يحمل السلاح وخاصة في زي المشايخ، الذي اعتبره الكثيرون تصرفاً غريباً لاستهداف فصائل رجال الدين حاملي السلاح.
ويبقى السؤال الملح.. من المسؤول عن كثرة الفصائل المسلحة في السويداء، وهل يمكن ضبطها، ولماذا لم تتم محاسبة أي مسؤول أمني، بعد هذه الخروقات الأمنية؟!، ولماذا تحريك العصب الفتنوي في توجيه اتهامات غير مدعومة بالحقائق لتوتير الوضع الأمني، وتهديد النسيج في جبل العرب من فتنة قد تفيق، وإن حدثت قد تحرق الأخضر واليابس ولا تبقي على أحد؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو