الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف ضد المرأة طعنة في خصر المجتمع

سارة بيصر

2015 / 11 / 29
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


في 25 نوفمبر يتلون العالم باللون البرتقالي إذاناً ببدء الاحتفال بمناهضة العنف ضد المرأة ، والذي يستمر 16 يوماً .
ورغم توالي الاحتفالات بهذه المناسبة ، إلا أنه مازال العالم يشهد وتيرة مرتفعة لمعدلات العنف ضد المرأة ، ومازال هناك الكثير من النساء يعشن تحت قهر العادات والتقاليد ، والمفاهيم الدينية المغلوطة ، والظلم المجتمعي الواقع عليهن .
يستخدم مصطلح (العنف ضد المرأة ) بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء، ومثله جرائم الكراهية ، الذي يسند إلى جندر الضحية كدافع رئيسي .
كما عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة (العنف ضد المرأة) : بأنه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، أو جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة .
تعد المرأة هي عماد أساسي لنهوض المجتمع ، وياتي هذا الدور من حصولها على درجة من الوعي والثقافة ، ومن مساهمتها في كل مناحي العمل المجتمعي ، أو من دورها التربوي البارز في تربية أبنائها ، مما ينعكس هذا على نمو فكرهم وشخصياتهم ، ويؤدي إلى تطور ونهضة المجتمع .

تتعرض المرأة للعديد من الانتهاكات التي تمثل أنواعاً عديدة من مظاهر العنف ضد المرأة ، نتيجة التدني الفكري، الذي يؤدي إلى حصر أهميتها في الدور الإنجابي ، مما يحرم المجتمع من طاقتها الفكرية والإنتاجية التي بلا شك أنه من شأنها أن تلعب دوراً إيجابيا فيه ، كما أن لانحصار مستوى الإحساس بالكرامة والقهر الاقتصادي والاجتماعي يجعل من الطرف الآخر يعوض إحساسه بالنقص في تصرفات تمثل عنفاً وقهراً للمرأة ، بالإضافة إلى الثقافة الذكورية التي تعاني منها المجتمعات العربية .
ومن أهم مظاهر العنف الذي تعاني منه المرأة ، هو العنف في محيط الأسرة ، وتتجلى أهم مظاهره في الاعتداء البدني عليها ، المتمثل في الضرب ، حيث تتعرض امرأة من ضمن 3 نساء للضرب في محيط الأسرة ؛ بالإضافة إلى تهميش رأيها ، وقهر إرادتها ، وتفضيل الذكور على الإناث ، كما يظهر أيضاً في بعض الممارسات كالاغتصاب الزوجي ، وختان الإناث ، وحرمان المرأة من الميراث ، ومن التعليم ، ومن العمل ، والزواج المبكر ، وتسليع المرأة (أي جعلها كسلعة تعطى لمن يدفع فيها مهراً أكثر ) أو إجبارها على الزواج ، وحرمانها من اختيار شريك حياتها .
لا يقتصر العنف ضد المرأة على العنف الذي تواجه في محيط الأسرة . لكنه ، يمتد أيضاً لأنواعاً عديدة من العنف الذي تواجهه في المجتمع (في الأماكن العامة أو في العمل أو في المؤسسات التعليمية) ، وأبرز هذه الصور هو الاعتداء الجنسي والتحرش ، أو الاعتداء اللفظي والنفسي عليها .
بالإضافة إلى العنف المادي الذي تواجهه المرأة ، الذي يتم في إطار الأسرة أو المجتمع ، ومن أهم صوره ، التحكم في الدخل المادي الخاص بالمرأة بدون موافقتها ، أو اساءة استخدام أموالها ، أو التحكم في عملها سواء بالمنع أو الإجبار ، أو اختلاس أموالها ، أو ابتزازها ، أو الوصاية عليها .

ويعد العنف ضد المرأة – بأنواعه المتعددة - ظاهرة مدمرة للمجتمعات ، حيث تضعف مشاركة المرأة في الحياة العامة ، كما يؤدي إلى التفكك الأسري ، وتسرب الأبناء من التعليم أو إخفاقهم التعليمي ، كما يؤدي لعدم شعور المرأة بالأمان في ظل بيئة غير داعمة للمرأة نفسياً .
بالإضافة إلى أن المرأة المعنفة عادةً ما تتدنى نظرتها لنفسها ، وتعيد إنتاج أفراد لديهم الاستعداد لممارسة العنف، حين تعمد إلى إعلاء شأن الذكر، وتُشرع العنف ضد المرأة بحيث يصبح معياراً اجتماعياً .
كما أن العنف ضد المرأة يشكل تكلفة باهظة على الدولة، بسبب تكاليف خدمات ودعم ومعالجة النساء المعنفات وأطفالهن، وتكلفة الملاحقات القانونية للعنف الذي يسبب أذىً كبيراً لها ، مما ينعكس سلباً على المجتمع وتطوره .
ويدخل العنف ضد المرأة في أطر الانتهاك لحقوق الإنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023! • فرانس 24


.. ناشطات تخشين أن يصبح مشهد مقتل النساء أمراً اعتيادياً




.. رئيسة جمعية المرأة والمواطنة بالكاف كريمة البرين


.. لوحة تمثيل الثروة




.. بعد سنوات من تحرير الطبقة النساء تشاركن في الانتخابات الب