الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الحلقة الثانية ,نشاة زيد بن علي وتلمذته

احمد عبدول

2015 / 11 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ولد الإمام زيد بالمدينة وقد اختلف المؤرخون في السنة التي ولد فيها .فأبن عساكر المتوفي عام 571 هـ /1175م يرى ان ولادته كانت عام 78هـ وبما ان أكثر الروايات تشير الى أنه استشهد وله من العمر اثنان وأربعون عاما كما وتتفق على ان استشهاده كان في عام اثنين وعشرين ومائة .فولادته تكون عام (80 هـ )في أرجح التقديرات .أمه جارية سندية أشتراها المختار واهداها الى الإمام (علي بن الحسين )وأسمها حيدان وفي رواية أبن قتيبة أسمها وجيداء أو جيدا .ولما كان المختار بن عبيد الله الثقفي يرى في الإمام السجاد ممثلا لأهل بيت النبوة فأنه لم يجد من هو أعظم منزلة منه فأهداه اياها .لقد رافقت ولادة الإمام زيد عدة نبؤات ومنامات صادقة منها ما روي من ان الإمام عليا بن الحسين كان قد أخبر أصحابه عن رؤيا مفادها ان رسول الله جاءه فأخذ بيده حتى أدخله الجنة وزوجه بحوراء فواقعها فعلقت به .فأمره الرسول ان يسمي المولود (زيدا )فما ان حل اليوم التالي حتى أرسل المختار بأم زيد .فلما ولد زيد أخرجه الإمام السجاد وهو يقول (هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا ) .وهناك رواية أخرى وهي ان الإمام السجاد أخذ مصحفا ونظر فيه فخرج أول السطر قوله (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ).فأطبقه ثم فتحه فخرج قوله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فأطبقه ثم فتحه فخرج قوله (وفضل الله المجاهدين على القاعدين )فأطبقه وقال عزبت عن هذا المولود وانه لمن الشهداء (الصنعاني في الروض النضير1/52 ).
تتلمذ الإمام زيد على يد أبيه السجاد وأخيه الباقر فكان ينهل من علومهما .وهذا يعني بطبيعة الحال ان كل ما أنتهى الى الامامين السجاد والباقر من علوم الوحي والتنزيل إنما كان يمر مرورا طبيعيا بالإمام زيد . وكيف لا وقد سماه رسول الله وأخبر عن نهضته وشهادته وصلبه دفاعا عن دين الله ورسوله . درس الإمام زيد القران دراسة مستفيضة وكان يقول (خلوت بالقران ثلاث عشرة سنة أقرأه ،فما وجدت في طلب الرزق رخصة وما وجدت من فضل الله الا العبادة والفقه )(المقريزي المواعظ والاعتبار ) لقد كانت للإمام زيد قراءة خاصة للقران الكريم كما كان له باع طويل في الفقه ، نشأ زيد في كنف الإمامة فكان ثقة أبيه ووارث علمه الا ان هنالك روايات تشير الى تلمذته على يد (واصل بن عطاء ) كبير علماء ومتكلمي المعتزلة كما يشير صاحب الملل والنحل (الشهرستاني )، الا ان مثل هذا القول يعد مجانبا للصواب وذلك لوجود أمرين مهمين - كما يذهب الى ذلك الشيخ (عبدالرحمن أبو زهرة)- أولهما ان الإمام زيدا وواصل بن عطاء كانا في سن واحدة تقريبا وثانيهما بأن لأهل البيت قصب السبق في الكلام عن العقائد وامور الدين والشريعة لذلك فأن الشيخ أبو زهرة في كتابه (الإمام زيد وعصره ) يعتبر هذه العلاقة علاقة مذاكرة ومدارسة لا غير ، ثم اننا لو تأملنا في كلامه لوجدناه يؤكد على أمر تلمذته على يد أبيه وهو يقول (والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين وعلم علي بن ابي طالب وصي رسول الله وعيبة علمه ، والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي ولا انتهكت محرما لله يؤاخذني به )(الروض النضير ج1 ص73 ) لا نستبعد ان تكون نسبة هكذا مرويات هي من صنع بني امية حتى اذا جاء المؤرخون نسجوا على منوالها والمتتبع لسيرة الإمام زيد يرى ان كثيرا من الأقلام التي تناولت سيرته كانت تسعى جاهدة في وضعه خارج دائرة أهل البيت ، ومن مستوى بعض المنطلقات الفكرية والعقائدية ولا شك ان تلك الأقلام كانت تمثل طرفا من أطراف مؤامرة مدبرة تحاول النيل من منزلته من جانب ، وتقديمه على أساس مغاير لما كان عليه أهل البيت من جانب أخر مما قد يسهل عملية تسقيطه والإساءة أليه، لينعكس كل هذا سلبا على قواعد أهل البيت الشعبية والجماهيرية. لا شك ان الإمام زيدا كان حريصا كل الحرص على طلب العلم هنا وهناك لغرض الاطلاع على تباين وجهات النظر التي تتبناها مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية وهو أمر طبيعي بالنسبة للعلماء العاملين الذين يضطلعون بمسؤولية الإعداد لمشاريع عملاقة يكون من شأنها خلق مجتمعات أكثر رقيا وتدينا وتماسكا . إلا إن مثل هذا الأمر لا يعني ان زيدا قد تلقى العلوم الشرعية خارج اطار اهل بيته الأطهار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني