الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الدينية وثوبها المبقع

زيد كامل الكوار

2015 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


استغرب العراقيون وهم يراقبون بدهشة مصحوبة بالتساؤل والاستغراب رؤية الأحزاب العراقية التي انبثقت من العدم وهي ترفع شعارات دينية طائفية بدت للوهلة الأولى وكأنها تلبس لباسا وطنيا صرفا، فكان المجتمع العراقي حينها مشوشا لا يعلم حقيقة هذه الأحزاب الطارئة ولا يعرف عنها وعن شخوصها ورؤسائها إلا أخبارا متفرقة هنا وهناك لا ترقى إلى درجة المعرفة اليقينية، وهذا الجهل بتلك الأحزاب ومن مبدأ منح الفرصة لمن يدعي أمرا كي يثبته، منح العراقيون تلك الأحزاب الفرصة كي يبينوا لهم صدق نواياهم ودقة شعاراتهم ومدى الالتزام بمبادئها المنشورة في أدبياتهم أن وجدت؟!
وحينما جرت الانتخابات الأولى وامتنعت عن المشاركة فيها مكونات لا بأس بها من مكونات الشعب العراقي تحت ذريعة الاحتلال وحرمة الاشتراك معه في حكومة أو أي نوع من التعاون المادي والمعنوي، تحت ظروف كهذه استغلت باقي المكونات الفراغ الجزئي في الساحة السياسية فتم اقتسام المناصب العليا في السلطة على أساس التمثيل الواقعي الموجود على الساحة السياسية في حينه، ولم يكن انعدام التوازن الذي حدث وقتها ذنب المكونات التي تقاسمت الكعكة بل ذنب المدلل الذي انتحى بعيدا رافضا الاشتراك في تلك العملية تحت ذريعة الحرام والحلال والولاء للوطن ورفض الاحتلال والمحتلين، تلك النرجسية والنظرة السطحية الساذجة للأمور وتلك المراهقة السياسية من جميع الأطراف أسهمت في توسيع الهوة والفجوة بين المكونات والتشكيلات السياسية نفسها، وانسحبت بالتالي على المكونات الشعبية نفسها عن طريق التثقيف الطائفي السياسي من جميع الأطراف في الشارع العراقي. ولم تظهر في تلك الفترة أحزاب سياسية تعتمد المنطق السياسي العلمي والعملي بحيث تشبع فضول الشارع العراقي التائق إلى حرية الفكر والتعبير والمعرفة والاطلاع على أصول النظم السياسية والإدارية في المنطقة والعالم بحيث توسع أفقيا مساحة الوعي الجماهيري العراقي لتأخذ بيده إلى الاختيار الصحيح الواعي المطلع على التجربة الديمقراطية ولو نظريا. ولم تخل الساحة السياسية العراقية كليا من أحزاب ديمقراطية مدنية لكنها كانت خاملة فقيرة الموارد إذا ما قيست بباقي الأحزاب المرتبطة بالداعم الخارجي الممول ولا نقول العميلة فالكلمة جارحة مؤلمة، فالتيار المدني الديمقراطي قديم النشأة في العراق ويتمتع بتأريخ طويل من التحرر الفكري والتنور والفكر الديمقراطي التحرري، لكنه كان يفتقر إلى التنظيم السياسي بحزب أو غيره لأنه كان محصورا ومتمركزا في قلوب وعقول المثقفين العراقيين الطامحين إلى الدولة المدنية. ولا يقل عنه في ذلك الحزب الشيوعي العراقي ذو التأريخ الأعرض بين الأحزاب السياسية العراقية قاطبة، لكنه كان وما زال يشكو الفاقة المادية لانعدام التمويل المادي إلا من اشتراكات أعضائه وأصدقائه التي لا ترقى إلى مستوى توسيع قاعدة التأثير الجماهيري عن طريق وسائل الإعلام الحديثة كالفضائيات وما شابه ذلك. كل هذا مضافا إليه بساطة وضعف الوعي في القاعدة الجماهيرية الأعرض في المجتمع العراقي، تلك القاعدة ضعيفة الوعي والإدراك السياسي التي يسهل التحكم في عواطفها الطاغية على العقل في الأعم الأغلب، مكنت هذه العوامل الكثيرة الأحزاب الدينية الطائفية من زمام الشارع العراقي لينتشر التوتر والاصطفاف الطائفي في الشارع العراقي ليصل حد الاحتراب أحيانا بسبب تلك الأحزاب الدينية الطائفية، ويفرز هذا الدور المشبوه للأحزاب الدينية خيارا وحيدا للشعب العراقي برفضها وإلغائها وحظرها تماما كما تم حظر البعث الفاشي من قبل لأن هذه الأحزاب قد أثبتت أنها لا تقل فاشية وإجراما عن حزب البعث المحظور. لذلك كله ولمصلحة الأجيال القادمة من العراقيين ولكي لا يوضعون في الخانة التي وضعنا فيها، صار واجبا ولازما على الدستور العراقي أن يضمن في بنوده مادة تحريم إجازة أحزاب دينية في المجتمع العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة