الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوافع الكتابة

حميد المصباحي

2015 / 11 / 30
الادب والفن


her l original
أعتقد أن منطق الكتابة لا تحدده المقروئية,حتى إن كانت مؤثرة عليه,فهناك
حوافز للإبداع الأدبي و الفكري,أوجزهما فيما يلي.
1الدافع الإبداعي
هي حالة تنتاب المبدعين,بحيث يشعرون بالحاجة للتعبير عما يختلج في
ذواتهم,صحيح أنها رغبة غير معزولة عن الغير,لكنها لا تصل لمستوى
القول,أننا نبدع من أجل الغير,أو نوجد به,فهناك تداخلات عميقة,لا نستطيع
حسمها بشكل نهائي,لكن نسبيا,أزعم أن للمبدعين دوافعهم التي لا يمكن رهنها
بالمقروئية أو المتابعات النقدية,على الأقل أثناء التفكير في
الإبداع,أوحتى أثناء الإنخراط في عمليات النشر,لكن فيما بعد,تتأثر هذه
الدوافع بأخرى لم تكن حاضرة,لكنها ليست العادة,بل هي دوافع أخرى تختلف
باختلاف المبدعين,و قد تصير في بعض الحالات تنافسا مع الغير أو حتى الزمن
2الدافع الفكري
دافع يعتقد صاحبه أنه اهتدى لجديد كفكرة لم يطرقها أبوابها أحد,و عليه
واجب الإفصاح عنها,فالكل يعرف أن من يحجب فكرة,يعتبر في نظر قيم العقل
مسيئا للإنسانية,أو مترددا في إسداء الخدمات لها,لكن في هذه الحالة ,أي
الفكرية,يقع تأثير عميق على الكاتب,بحيث توقف أزمة المقروئية التفكير في
المشاريع القادمة,لكنها لا تلغيها,إذ يمكن اعتماد الترجمة كاحتجاج على
ضعف القراءة مثلا في العالم العربي,المهدد بميل كتابه و ربما حتى
مبدعيه,إلى الكتابة بلغة القراءة و المقروئية,.
ربما هذه الحالة تفسر في نظري لماذا يختار بعض مفكرينا بالمغرب الإنتقال
من مجال التفكير النقدي أو حتى الفلسفي إلى مجالات الإبداع الشعري و
الروائي,فماهي مبررات ذلك؟؟؟
3المفكر و المبدع
هناك استياء في المجتمعات التي تقل فيها نسبة المقروئية,حتى في صفوف
النخبة نفسها,بمبررات شتى,بعضها ادعاء التخصص,و الميل نحو ما عرف خداعا
بالخبراء,كمرادف لمعنى المثقف,و قد انتصرت هذه الأطروحة,بمحاولة تحويل
النقد الأدبي إلى فعل إحصائي سوسيولوجي,رغم أن العلوم الإنسانية نفسها,لم
تحقق العلمية الرياضية و التجريبية التي طالما طمحت لها,و لا يمكنها
تحقيقها,مع هذه التعقيدات و الصراعات,يشعر المفكر بالحاجة لمتعة الكتابة
الفنية الشعرية و الروائية,التي تعرف انتشارا لا سابق له في المشرق
العربي,و رجالات فكرنا ليلاحظون ذلك و يعايشونه برحلاتهم.
4وسائل التواصل
ساهمت إلى حد ما في انتشار كل المحاولات التي تحتاج لتنقيح,أي فرضت ما
يمكن تسميته,علانية التصحيح و التخلص من حرج الأخطاء,و هو ما سمح بتقاسم
حتى الآراء حول الجميل و الردئ,لكنه شكل مجالات للتنافس و التحامل,سرعت
في كثير من الأحيان بإجراءات النشر,و إن لم تضف جديد من حيث نسبة
المقروئية على مستوى المغرب,لكنها جعلت من الأدب مادة مستهلكة سريعة,بحيث
اضطر الشاعر لتقليص حجم القصيدة لكي تقرأ,و اختلى الروائي بروايته ليجعل
منها قصة قصيرة ضمانا لمقروئيتها,فحصل تداخل بين أنماط التفكير الأدبي,و
رشحت حمولات الإلتباس فكرا و حتى إبداعا.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال