الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هم عملاء الصهيونية في شمال افريقيا؟؟؟

كوسلا ابشن

2015 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



من هم عملاء الصهيونية في شمال افريقيا؟؟؟

المنظومة الفكرية العروبية الشوفينية الرافضة للفكر المضاد, غير قابلة لتقبل التعدد وصراع الافكار والتعايش السلمي مع المختلف, رغم كل التحولات العالمية الحاصلة وخصوصا في حقل حقوق الانسان وحقوق الشعوب الاصلية.
بروز الحركة الثقافية الامازيغية بمطالبها الحقوقية والثقافية في المروك منذ التسعينات من القرن الماضي وبشكل اقل في تونس بعد الانتفاضة البوعزيزية, كنقيض للفكر الاحادي الاستبدادي ورافض لسياسة التمييز العرقي, سيواجه بالافكارالفاشستية العنصرية النمطية ومنها فروس العقل العروبي, نظرية المؤامرة المزعومة ضد العروبة والاسلام وركنها المقدس التقية والاتهامات الكاذبة والمغلوطة في مقدمتها الاتهام بالعمالة للصهيونية والامبريالية ضد المعارضين للتمييز العرقي والاستبدادي العروبي, ضد المناضلين التحرريين, ايمازيغن, في بلادهم تامازغا.
اسرائيل دولة معترفة بها عالميا من دون استثاء حتى العرب والمعربين, حكاما ومعارضة, معترفين بشرعية الدولة الاسرائيلية وتربطهم علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية بدولة اسرائيل ( ما هو حلال على العرب, حرام على غير العرب ). وللمعلومة تعاون العرب مع الصهيونية قبل تأسيس دولة اسرائيل (الثانية ) وبعد التأسيس, وتمت لقاءات مباشرة بين القادة الصهاينة وقادة العروبة , مثالا على ذلك لا الحصر لقاء الامير فيصل ابن الحسين مع فايتسمن رئيس المنظمة الصهيونية العالمية سنة 1918 في العقبة للتفاهم حول صيغة مشتركة لتقديمها لمؤتمر السلام في باريس, اعرب فيصل اثناء اللقاء عن تفهمه ومساندته للحركة الصهيونية و تمخض عن مؤتمر السلام سنة 1919, الاعتراف العربي بالمطالب الحركة الصهيونية بانشاء الكيان اليهودي, المصدر كتاب
Klaus Hornung " Krisenherd Naher Osten ".
من موقف عقلاني يدحض الزائف والمغلوط ويكشف عن حقيقة التآمر و التبعية للانظمة الامبريالية والعمالة للصهيونية من خلال وقائع موضوعية ومنها تفاهمات بين التابع والمتبوع , تأكد مبدأ التقية و شعارات ومغالطات الاعلام الرجعي العنصري الاستعماري وابواقه الارتزاقية في شمال افريقيا في حملتهم الدعائية لتشويه النضال المطلبي للحركة الامازيغية .
بعد تأسيس دولة اسرائيل (1948), بحث القادة الصهاينة عن اصدقاء ومتعاونين بين الحركة الاستطانية العروبية في شمال افريقيا وخصوصا في المروك وتونس لدعم الدولة الفتية المحتاجة للعنصر البشري االضروري لبناء الكيان القومي اليهودي. الضرورة التي عجلت بالاتفاقيات السرية بين الصهاينة من جهة ومن جهة اخرى قادة العروبة الاستطانية, اعداء مصالح شعوب شمال افريقيا.
في تونس انطلقت عمليات الخيانية والعمالة للصهيونية (حسب المفهوم العروبي للعمالة), بداية سنة 1952 بتصريحات بورقيبة الداعية لعلاقات الصداقة مع اسرائيل, و في يونيو 1952, تم لقاء الباهي الادغم (ممثل الحزب الدستوري ) مع جدعون رفائيل المفوض الاسرائيلي في الامم المتحدة وموردخاي نامير زعيم (هيستدروت) الفيدرالية الاسرائيلية للشغل, وأكد الادغم عن ارادة قيادة العروبة في تونس عن بناء علاقات الصداقة مع اسرائيل والسماح لعملية تهجير اليهود التونسيين الى اسرائيل, مقابل المساندة الاسرائيلية "لعروبة " تونس في المحافل الدولية, استمرت العلاقات السرية بين الطرفين بعد فرض الهوية المزيفة لتونس سنة 1956, باللقاءات الثنائية على جانب اعمال المنظمات الدولية, او زيارات متبادلة رسمية وغير رسمية (لقاء احمد بن صالح رئيس المنظمة النقابية التونسية مع رئيس الهستدروت) و لقاء بورقيبة بالسفير الاسرائيلي بباريس 1965, او زيارة فايتسمن لتونس سنة 1966, ولم تختصر العلاقات بين الصهاينة والعروبيين على اللقاءات والزيارات, بل تعدتها الى علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية ولم يكشف عنها الا بعد اتفاقية اوسلو سنة 1993, التي كانت المبرر للجهر بها والدفع لفتح تمثيلية دبلوماسية في كل من تونس وتل ابيب والتبادل الزيارات الرسمية علانية بين الطرفين, والكشف عن العلاقات التجارية وحجم الاستثمارات الاسرائيلية في تونس المعفية من الضرائب لمدة 10 سنوات والتبادل الثقافي والسياحي والتعاون الامني ونشطت شبكة الموساد في تونس بقيادة شالوم كوهين وبعلم من النظام في تونس.
في العصر الذهبي للعمالة للصهيونية والتعريب الممنهج, لم يكن يسمح للامازيغ التونسيين حتى التعبير عن ثقافتهم من خلال الاغنية, فالفرقة الوحدة " ايمازيغن" منعت من الغناء, ولم يكن يسمح بتكوين جمعيات ثقافية امازيغية ولا الاعتراف بالمكون الشعبي الاصلي الامازيغي, فسياسة التعريب البورقيبية اجبرت ايمازيغن القرى الجبلية للنزوح للمدن المعربة للانصهار في العروبة الاستعمارية.
بعد الانتفاضة البوعزيزية لم يتغير وضع العلاقات بين الصهيونية والنظام العروبي في تونس, وباعتراف رشيد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامي الحاكم السابق في تونس الذي اعلن مرارا وتكرار عن حسن نيته ازاء الصهاينة وان الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي لا يخص الا الطرفين المعنيين بالامر,كما قبل الغنوشي دعوة معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى( التابع لجهات صهيونية) لالقاء محاضرة في المعهد المذكور, وفي هذا المنحى اعربت اللجنة المنبثقة عن الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة المكلفة بصياغة العقد الجمهوري عن كون مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي. كما اكد الكحلاي عن استمرارية التطبيع في شتى المجالات التجارية والثقافية والاكاديمية والسياحية الى وقتنا الحاضر.
العلاقات الصهيونية- التونسية العروبية لم تنهيها الانتفاضة التي سمحت نسبيا بحرية الصوت الامازيغي المنبعث من الرماد للتعبير عن ذاته في حدود ضيقة, محاط بكل العراقيل ولا وزن له داخليا ولا خارجيا حتى يربط علاقات مع القوى الامبريالية والصهيونية او يراعي مصالحها داخل تونس, ولا من مصلحة الصهيونية ربط علاقات مع طرف ضعيف (الامازيغي) في الوقت الذي تستفيد من الطرف القوي والمهيمن (العروبيين).
النظام العروبي في المروك كان علانيا نسبيا في اكثر من موقف في التعامل مع الحركة الصهيونية واسرائيل.
المروك كان خزان بشري مهم بالنسبة لحكام اسرائيل لتوطين اليهود في الدولة الجديدة, ولهذا سعت الحركة الصهيونية لربط الاتصال بالقصر مباشرة في سبتمبر 1958 بلقاء بين رئيس الموساد آنذاك "ايسيل هاريل" والحسن الفاشي وانتهى اللقاء بالاتفاق بين القصر واسرائيل بالسماح بتهجير اليهود المروكيين للتوطين في اسرائيل مقابل تعويضات مالية ومساعدات عسكرية, منها تدريب عناصر من الموساد للجيش العلوي وضباط مخابراته د.س.ت, هذه المساعدات استثمرها النظام في حربه الابادية ضد امازيغ منطقة الريف بين 1958 و1959, وكذا في حرب الرمال.
ذكرت انياس بن سيمون في كتابها "Histoire d une émigration secrète"
بان اسرائيل دفعت 500 الف دولار للحسن الفاشي عبر حساب بنكي في جينيف مقابل ترحيل 100 الف يهودي نحو اسرائيل, واتهم الحسن الفاشي بالسماح للموساد بزرع اجهزة التنصت في صالة انعقاد القمة العرقية بالدار البيضاء سنة 1965, وتابعت حيثياتها ومعرفة قراراتها, ولم تنقطع الخدمات العلوية العروبية للصهيونية واستمرت الخدمات, فبعد زيارة اسحاق رابين سنة 1976 للقصر العلوي, لعب الحسن الفاشي دور فعال لاقناع النظام المصري لعقد سلام مع دولة اسرائيل ولهذه المهمة زار موشي دايان وزير الخارجية الاسرائيلي انذاك للقصر المخزني لملاقات الحسن الفاشي و وزير مصري للاعداد لزيارة السادات لاسرائيل سنة 1977, والحسن الفاشي كان عراب كل الاتفاقيات العروبية- الاسرائيلية.
زيارات الصهاينة للقصر العلوي دخلت عصر العلانية بزيارة شمعون بيريز سنة 1986, واستمرت في العقدين الاخيرين بدون توقف, وفتحت المجال للوفود السياحية و للبعثات الثقافية والرياضية في كلا الاتجاهين.
التطبيع مع اسرائيل مؤسساتي في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والرياضية فقد كشفت العلانية ما كان مستور في الماضي عند الخاص والعام, والزيارات المتبادلة واللقاءات الرسمية وغير الرسمية وحضور مؤتمرات وندوات لتنظيمات عروبية - اسلامية لم يختلف الوضع في عهد محمد الابن, رغم ما يقال عن قطع العلاقات الرسمية بين النظامين.
اسرائيل لم توقف المساعدات العسكرية والتقنية والاستخباراتية للعروبيين للحفاظ على السلطة العلوية العروبية, فاسرائيل تعرف جيدا ان عاملها المخلص في المروك لا يعوض, لا بالحركة الامازيغية بمشروعها الحقوقي التحرري, المتناقض اصلا مع المشروع الصهيوني العرقي والرجعي ولا باستغلال وجود الاقليات الدينية والمذهبية.
الصهيونية لا يمكن ان تعتمد على حركة تحررية في شمال افريقيا مثل الحركة الامازيغية المناضلة, بل اعتمادها المطلق لا يمكن ان يكون الا على اصحاب المشاريع الاستعمارية, و العروبة الاستعمارية هي الحليف المنطقي والوحيد للصهيونية في منطقة الشمال الافريقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجمات البحر الأحمر تربك حركة التجارة العالمية #بزنس_مع_لبنى


.. فلسطينية تتعهد بالصمود رغم نزوحها مشيًا من قرية خزاعة إلى خا




.. -رحلة فرار مؤلمة-.. سودانيون يفرون من الفاشر إلى الضعين عاصم


.. أخبار الصباح | يوم الحسم.. صناديق الاقتراع البريطانية تُفتح




.. الشرطة الأميركية تلاحق لصاً سرق سيارة