الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معبد الملح

نسرين السلامي

2015 / 12 / 1
الادب والفن


وعد بي حيث محطات السفر الاخيرة واتركني على هذا الشاطئ اتهجى حروف اسمك ارسمها على رمال الموج ... واكتبني عطرا مسافرا في انفاسك ..
ولا تنس اني مررت من هنا وسلبتك احلامك...
وقف في منعطفات الذاكرة وقل انك تتحداني...
واني لست تلك التي تسكن عينيك.. ساكون اكثر وقاحة من كل مرة وابتسم في وجه غضبك.. اطبع قبلة حمراء على خدك .. واترك لك شجنا مليئا بي وارحل ...
وعاهد صوتي انك خلف طرقات الغياب ستنسى نبراته... ستعود صافي الذهن بلا امراة يسكن صوتها خمر ليلك...
وتعود على فراغ الوجع مني.. تعود على فراغ الوسائد ..
وقل لكل احلامك التي تشتهيني اني لن اعود...
على صفحة الماء ..رايت وجهك .. اي صدفة تجمع غريبين على الملح ... واجلس بجانب صوتك .. بلا كلام..
في زاوية من القاعة كنت هناك .. بزي اسود وعينين متوهجتين.. بمزاج ممتعض .. بعطر مستفز...بنظرة ثاقبة ..جلست على هيئة غياب..امام عيني ..
لم نتكلم ...
في زحمة الاخرين فقط كنا معا..بين ثرثرة الاخرين تلتقي بيننا نظرات مرتبكة..
تتزاحم الموسيقى في وهج الليل مع الثرثرات هنا وهناك ترقص اقدامهم اصوات احذيتهم... تترنح .. تتلون ..
مددت يدك بصمت ..الى يدي .. لم تستاذن .. لم تكلمني .. اخدتني في زحمة السؤال الي حلبة الرقص...وضعت يدا خلف ظهري واخرى على كتفك.. ابتسمت باقتضاب وقلت مساء الخير..
كنت انظر في عينيك .. تترنح يدي بين ياقة قميصك وكتفك..خانتني كل عبارات السخط وكل بدايات الاسئلة ...خانتني نظرة حقد في عيني ..
ترنحت معك في خطواتك .. ارتبكت اين اضع يدي ؟؟ اين انظر؟؟
طاطات راسي ..اشاهد رسومات السجاد فيما كانت يدك تضغط ظهري عند اسفل الخصر نظرت لعينيك على هياة احتجاج ابتسمت ..دون كلام... ابتسامة ساخرة او ربما حانقة...
من انت؟؟؟؟
تمتد يدك لاسئلتي التي لا اجوبة لها ... تحلق اصابعك كفراشات ياقوت على وجنتي... يرتبك السؤال على شفتي...تلتقي اعيننا في نظرة طويلة...
لا اعرف اسمك ... لكنني اعرف ملمس يديك ..
لا اعرف عنوانك .. لكنني اعرف رائحة عطرك...
ندور في القاعة ...تتواتر خطواتنا في حمى الموسيقى ..
يتوقف اللحن ... تجرني من يدي الى الطاولة حيث كنا ... حيث اعرف الجميع ماعداك... تناولني كاس ماء وتبتسم... انظر اليك بدهشة طفلة... ابتلع الماء وانا اراقب حركة يديك وانت تكلم احدهم.. تلتفت فجاة لي.. تبتسم مرة اخرى تلك الابتسامة الساخرة او الحانقة.. تلك الابتسامة التي لا افهمها.. اعرف فقط كيف احدد مقاييس الاثارة في عينيك ..
تنقذني احداهن من سطوة اليدين والعينين.. ادخل معها في دردشة طويلة ..تكتظ بنا الطاولة .. تلتصق بي.. انظر اليك مستغربة .. تهمس في اذني .. لا ترتبكي سابتعد..
تعاود الموسيقى رسم حدود المكان .. تتحرك الارجل .. وتتناغم اصوات الكعوب العالية..تتراقص الاجساد وتتماهى في الهواء ...
تجرني من يدي بسرعة ... اتاملك بدهشة واتامل صديقتي التي قطعت حديثي معها تبتسم هي وتدير ظهرها فيما تواصل انت جري لوسط القاعة ..تلف يدك حول خصري .. تقول بلا مبالاة لدهشتي.. تعالي لنرقص...
تضع يدي على كتفك تثبتها بيدك.. انظر لعينيك مباشرة .. تبتسم... لا اقول شيئا ..تعبر انفاسك مسامات وجهي .. تتوقف عند اذني ... تهمس مبتسما... تحمليني بمجرد توقف الموسيقى سابتعد..
فيما كانت تعبرنا الموسيقى .. وفيما كانت تتكئ يدي بانهاك على كتفك ..تساءلت في زحمة عطرك.. ونفحة من انفاسك..
ومن تكون انت..لتاثث بي مساءك جيئة وذهابا.. تنزعني من يدك.. تاخذني الي الطاولة.. تعيدني الى سفر الحنين.. الى كؤوس الماء.. الى هالة الضوء تعيدني الى اغنية المساء الاولى.. تريح يديك بين اصابعي .. تبتسم بثبات مطلق..وتهمس..امنحيني مساء بلا اسئلتك الكبيرة... او امنحيني رقصة بلا نرجسية.. او طلبا اقل عناء .. امنحيني مساحة صغيرة من الثقة..
اسالك وانا اتابع حركة شفتيك وانت تنطق كلماتك الاخيرة...لم تريد هذا؟؟؟ تاخذني في حمى الموسيقى الى المسافة الاقرب من انفاسك تهمس من جديد ..لا اعرف فقط امنحيني تلك المساحة... ابتسم فيما تتمشى اصابعي على اذنك .. اهمس قريبا من شفتيك فيما تاخذك الدهشة... الا تعتقد انني افعل منذ بداية هذا المساء...تتلفت يمينا ويسارا..اقترب منك اكثر ...واضيف لا تخف هم راوني اقترب منك.. لم يتاكد احد انها كانت قبلة..اترك يدك واعود الى الطاولة ..فيما تجحظ عيناك ..
اتاملك على بعد مسافة من حلبة الرقص تبدو مشوشا ... تشرب من كاس في يدك بعصبية واضحة.. واعود لحديث مقتطع مع احداهن..فستانك ..شعرك.. لون الحذاء.. طلاء الاظافر .. انا .. انت..
في شهقة مخنوقة .. امسكت يدي ..قلت بصوت مخنوق او غائب لم افهم..
تعالي معي...
لم اجب لم يتسنى لي الوقت كي اجيب .. كنت اتعثر وانت تجرني من يدي بعنف..
اتمسك بيدك بلا وعي مني..امشي معك حيث تقودني.. اسير بنفس نسق خطواتك .. نصل عند باب السيارة تفتح لي الباب .. اجلس على الكرسي ... وانتظرك تجلس من الجهة المقابلة.. يدور المحرك بغضب كالذي يتوهج في عينيك...
اتساءل في غفلة مني... مالذي افعله هنا؟؟؟ من انت؟؟؟
تواصل قيادة السيارة بعصبية واضحة.. واواصل تامل حركة يديك..عينيك.. ساقيك ... ابتسم... واسترخي على الكرسي...
دعنا نصل..ذات وهم..
دعنا نجانب كراسي الحقيقة..
او قل لي من انت... حين لا امانع ان اسير خلفك في زحام العيون...
نقف على اعتاب البحر..
يهدا النسق في انفاسك .. تسترخي اصابعك على المقود.. تنظر الي..
اريدك...
لا اجيبك اهمهم كلاما لا معنى له... تكرر على مسامعي بنبرة اقل حدة: اريدك..
من اي نقطة في الحنين نبدا .. والى اي الطرق الشبقة نتسلل..
نقف امام الملح.. تجلس على الرمال وتمد لي يدك...اجلس بجانبك بركبتين مثنيتين...
وانا اريدك... حيث لا يتسع المكان لاكثر من كلينا...
اريدك .. حيث تنسى ان تضع نقاط تتابع خلف القبل..
اريدك حيث يتوقف الحنين عن البكاء..
وانا اريدك.. لحظة تقرر ان تاخذني لانك نقصتني.. ولانني اوهمت خيالك اني عائدة..
انا اريدك..حيث يتوقف الحب عن الصلاة.. لحظة تعرف كيف تغدق على مسامعي كلاما يساوي اعمارا من الشبق..
وقف عند منتصف القبل.. وقل ارحلي..
وخذني الى الدوار الاخير... وازرعني كما ينبت الاقحوان... بلا اسم..
واشتهيني حيث لا تبقى اثار قدمي على الرمال.. وحيث يعود وجهي يلعن احلامك التي لم تطارحني فيها الحب.. ولم تبادل شوقي بضحكتين شهيتين ولحن بعيد...
وبلل ساقي بماء الملح وقل اننا نصلي ..صلاة الفراق في معبده الاجمل..
وتوسد ساقي ونم... واحلم كطفل ..بي..
وتوسل القدر ان يحملنا معا لغيمة تائهة.. وقبلني كما يفعل بدائي بلا فلسفة..
اقف وسط دوار الماء .. اعدل من تهكم الملح..
تحيطني بذراعيك..وتهمس خلف اذني..انا حقا اريدك...
احيط راسك بكفي... واهمس على شفتيك ... فيما تغمض عينيك...
وانا اريد ان اعود الى البيت...
لا ادري ما نوع الكلام الذي قلته وقتها ... اتذكر فقط شكل صراخك.. واتذكر اني ابتسمت لك وانا اغادر معبد الملح...
انت وقحة.. وقحة .وقحة...
تحركت سيارة الاجرة لم يكن ثمة متسع من الوقت لاقول لك :
اني اعرف ذلك... واحبه ..



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح