الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا ما الحل يا أنصاف مايو ؟

بكر أحمد

2015 / 12 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هل تفاجأ البعض بأن يقر أخيرا رئيس حزب الإصلاح في عدن بحق الجنوب في حريته وأن يضع العلم الجنوبي خلف صورته ويرفقها بتهنئة بمناسبة الثلاثين من نوفمبر، شخصيا لم اتفاجأ، وذلك ليس إقرارا مني بوطنية هذا الحزب بقدر معرفتي التامة بأنه مستعد للتلون متى ما اقتضت الحاجة لذلك، والغريب هو تأخره كل هذه الفترة بعد أن مضى قطار التحرر مسافات طويلة، لكن يعود الأمر في هذا التأخير إلى عدم صدور التوجيهات من منازل مشائخهم في الشمال، فمن هناك التوجيه وفي عدن الطاعة في السراء والضراء.
هل أصبح الان تنظيم الإصلاح حزبا جنوبيا خالصا، هل بات ضمن الفصائل الجنوبية مشاركا هموم مواطنيها وتطلعاتهم، هل تخلص هذا الفرع في الجنوب من كل جرائم أصله في الشمال بحق هذا الشعب، هل غير أيديولوجيته ليصبح حزبا مدنيا يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بعيدا عن الفكر المليشاوي والتعبئة العقدية المتطرفة وهل سيقلع عن استغلال المنابر الدينية لنشر فكره السياسي ومهاجمة خصومة ووضعهم داخل دائرة التشكيك بمعتقدهم ودينهم، هل ألغى التراتبية الاجتماعية السائدة في الشمال والتي تجعل من شيخ القبيلة ورجل الدين في اعلى الهرم الاجتماعي مهما عظم جهلهم و استفحلت جرائمهم، هل أقر هذا الحزب بنفاذ القانون اما مازال يصر على العرف القبلي القادم من الشمال واعتماده كقانون فوق القانون.
من الصعب عليه ان يفعل كل هذا، لأنه أن فعل ولو جزء منه سيتلاشى هذا التنظيم ويسقط أمام اول اختبار حقيقي ، وأيضا من الصعب أن ينسى الجنوبيون ما قام به هذا ا لتنظيم بحقهم وحق وطنهم وخاصة أن رموزهم التي ساهمت بتكفيرهم وغزوهم مازالوا على قيد الحياة ولم يغيروا مواقفهم قيد أنملة.
يا أنصاف مايو، الوطن ليس علما ترفعه، والانتماء ليست برقية ترسلها، هنالك أمورا كثيرا يجب ان تسوى قبل ان تحاول الاستخفاف بشهداء وتضحيات وحقوق الجنوبيون، فأحترم كل هذا واتخذ مواقف شجاعة وحقيقية، اما هذه المواقف الهشة والفارغة من اية معنى فلن تنطلي على أصغر طفل في الجنوب.
نحن شعب يا حزب الإصلاح، شعب تمتد جذوره في أعماق التاريخ، ولديه وعي تراكمي وذاكرة لم تعد تنسى ولا تغفر، شعب أيقن ان التسامح والعاطفة أمر لا يأتي إلا بمزيد من الاستغلال والإذلال، وعليكم أن تكفوا النظر اليه كالغنيمة وأرض فضاء بلا شعب لتستمروا في نهب كل مقدراته وأمواله ووظائفه وحقوقه بحجة الوحدة أو الموت.
أن تضع علم الجنوب، فهذا لا يعني ابدا أنك صرت جنوبيا، وان حزبك أيضا بات جنوبيا، هذا استغفال لن يمر علينا هذه المرة، فهذا الحزب يدار من خارج الجنوب، ومن أشخاص عدائيون جدا تجاه الجنوب، وهذا الحزب هو حزب عقائدي قائم على الطاعة المطلقة لمشائخ قبليون ودينيون في الشمال مطلوبون للعدالة الدولية بتهمة الإرهاب، وعليه ومن الطبيعي ان يكون هذا التنظيم هو تنظيم عميل للخارج وأنه وفي حال قيام دولة الجنوب يجب ان يحاكم بتهمة الخيانة والعمالة.
إذا ما الحل يا أنصاف؟
دعني اخبرك، أولا عليك ان تتصالح مع نفسك وتعيد تخليق ذاتك وإنتاج إنسانيتك من جديد وتعلن حل هذا الحزب نهائيا لأنه ليس جنوبيا، وثانيا عليك أن تقدم اعتذار باسمك وبأسم كل عضوا في حزبك في الجنوب عن كل الجرائم التي ارتكبتموها بحق الجنوب وشعبه، وثالثا انت لم يعد مرحب بك في العمل السياسي، فتاريخك لا يشفع لك بذلك، ومن الأفضل الاعتزال قبل أن تتم محاكمتك بتهم تعتبر جرائم حرب، فكل شيء موثق والذاكرة حبلى بجرائمكم التي لا تسقط بالتقادم.
أنا لا أبالغ، وصدقني ان ما قلته هو الطريق الوحيد المتاح حاليا، فأغتنمه قبل أن تفقد هذا الخيار وتصبح انت والحزب في وضع لا تحسدون عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة