الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البصرة تُطعمنا شهداً وتشربُ ملحاً ..!

علي فهد ياسين

2015 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


البصرة تُطعمنا شهداً وتشربُ ملحاً ..!
البصرة (أُم العراق) الحنون، الميناء والخزان الرئيسي والأكبرلثروته النفطية الهائلة، لازالت وستبقى المصدرالأساس لعيش العراقيين بأمان (أو بدونه)، لأنها (المنتجة) للمال العام الذي يوفرللسلطات السياسية الاداة الرئيسية لتنفيذ برامجهاعلى مدى العقود الماضية، منذُ تصديرالشحنة الاولى من النفط العراقي، حتى بيان اليوم الذي أعلنه المتحدث بأسم وزارة النفط، المتضمن كميات التصديرللشهر الماضي التي تجاوزت( 100)المائة مليون برميل،بمعدل(3.657) برميل يومياً، مع (خسارة) تصديريومي يبلغ(550) برميل، متفق عليه مع حكومة اقليم كردستان، لم تلتزم بكميته ولابتسليم ايراداته، نتيجة الخلافات السياسية بينها وبين الحكومة المركزية في بغداد !.
البصرة، حالها حال المحافظات العراقية الأخرى، لازالت تعاني الجحود والاهمال نتيجة الفوضى السياسية والادارية التي (أنتجها) الاداء المرتبك للنخب السياسية التي تصدرت المشهد بعد سقوط الدكتاتورية، مثلما كان حالها المستهدف بالقمع ونكران الجميل في النظام السابق، لكن(المضاف) الذي يدعو للاسى والتذمر في الواقع الحالي، هو أن (فرسان) الديمقراطية الذين يقودون البلاد ويقودون(شعبهم)الآن في البصرة، لم يقوموا بواجباتهم لتعويض البصرة وأهلهاعن السنوات العجاف التي عاشها البصريون تحت سطوة النظام السابق، انما عملوا ومازالوا لمصالحهم الشخصية ومصالح احزابهم، دون مصالح عموم المواطنيين.
لاتوجد مدينة في العالم (تُعيلُ) شعباً باكمله مثل البصرة، مثلما لاتوجد غيرها من المدن، تتردى أحوال الناس فيها أكثربمرورالزمن، فالبصرة قبل عشرة أعوام أفضل منها اليوم، والبصرة قبل خمسين عاماً أفضل منها اليوم، والبصرة قبل خمسة عقود وقبل الف عام حاضرة الدنيا وأُم العرب، ولانغالي حين نضع أيدينا على قلوبنا من أجل البصرة وأهلها بعد سنوات!!.
أهل البصرة أهلنا، وتأريخها وتأريخ مدن العراق التي(صنع) أهلها الحضارة وأداموها عبر التأريخ مبعثُ فخرنا، وتقدمها على شقيقاتها مدن الحضارة في العراق، بثرواتها التي تُطعمنا شهداً في هذا العصر ومابعده،هي(نعمة) مضافة الى أنعامها في تأريخنا وحاضرنا ومستقبلنا،وليس ادل على ذلك مثالاً مدرستها في اللغة، التي كانت جناحاً لطائرها مع جناح مدرسة الكوفة، ليكون للعربية ونحوها (تحليقاً) عراقياً بامتياز.
البصرة مدينة السياسة والثقافة والوطنية العراقية الاصيلة، المدينة التي قدمت قوافل من المبدعين والمجتهدين من العلماء والمفكرين والقادة السياسيين على مدى تأريخها القديم والمعاصر، مدينة الشهداء والثوارالمعارضين للدكتاتورية ورموزها القبيحة، مدينة الشعراء والفنانيين والموسيقيين، مدينة الجمال الانساني بكل صوره، مدينة الاخلاق والتسامح والطيبة التي تحولت الى رمزبصري بكل امتياز، البصرة(خزّان) كل هذا وأكثرتستحق منا الاحترام والامتنان والهيبة التي تستحق.
لقد أنعمت البصرة على السياسيين مناصبهم وعلى تجار الصدفة ثرواتهم وعلى سراق المال العام فرصهم وعلى المزورين شهاداتهم وعلى الدجالين منابرهم، وعلى من شاء من النفعيين فرصهم !، ومقابل كل ذلك وغيره الكثيرلازالت البصرة وأهلها الكرماء الطيبين تعاني ويعانون من حجود هؤلاء جميعاً، وليس أدل على ذلك من سوء ادارة حكوماتها المحلية المتعاقبة، وتردي الخدمات وارتفاع نسب تفشي الامراض(خاصة السرطان) بين أهلها، ناهيك عن (عقدة) الماء المالح التي لم تجد لها حلاً،لاالدكتاتورية الساقطة ولاالديمقراطية القائمة، وكأنها قائمة ومستمرة بفعل فاعلين !، مع أن دجلة والفرات، الساقيان للعراقيين يلتقيان على أرضها، ويجمعان في مياههما أملاح العراق (هديةً) لأهلها على كرمهم في أطعامنا الشهد !!.
تحية لأهل البصرة، العنوان العراقي الأبرز للطيبة، وتحية للبصرة المدينة العريقة بتأريخها الانساني الكبير، وسخائها الاقتصادي المعيل للعراقيين في هذا الظرف العصيب وهم يواجهون الارهاب المهدد لحياتهم واستقرارهم ومستقبل أجيالهم.
علي فهد ياسين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب