الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-برامكة الإعلام- في البحرين: من منافسة السلطة، لمنافسة الناس!!

عادل مرزوق الجمري

2005 / 11 / 2
الصحافة والاعلام


حينما حاول البرامكة في عهد هارون الرشيد أن يستأثروا بأكثر مما أعطاهم من مناصب سياسية وخيرات إقتصادية، كانت ردة فعله مدعاة للفطنة والإشادة من زاوية التنبأ السياسي، إذ قام الرشيد بقمع حركة تمرد خطيرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بحكمه، لكن السؤال الرشيد، في عهد الخليفة الرشيد يتمحور في محاولة الإستكتشاف عن حال البرامكة وما صارت إليه نتائج أطماعهم، ولو أنهم فقط قبلوا بما هم عليه من مزايا دون الطمع في ما هو محرم!!، لكانت الحال إستمرت.
بالنسبة للبرامكة، نحن بالضرورة نمتلك إجابة سياسية مختلفة ومتباينة من شخص لآخر، ومن محلل لآخر، إلا أنه من المحتمل جدا أن ثمة شيء من هذه الإجابات مبعثر هنا بين ظهرانينا في المنامة!
البرامكة البحرينيون في الإعلام صورة إجتماعية محدودة في تمثيلها الإحتماعي وإن كانت قريبة من الإستفحال مع صدور الصحف اليومية القادمة في الطريق، إلا أن هذه الظاهرة ورغم عديد تشكلاتها السياسية والإعلامية السرية تتمثل في صورة فاضحة بلعبها العابث بأوراق السياسة البحرينية، فئة كانت تتحكم بالصورة الحقيقية للحدث البحريني، تعبث بها كيفما تشاء، وتبقى الحقيقة، حقيقة في الصفحات الأولى!، فما ينشر في الصفحات الأولى من أي جريدة هو خلاصات حقائقها التي توصل لها صحافيوها المتعبون من الجري خلف الحقيقة والخبر النظيف، إلا أن البرامكة لهم رئاتهم التي تستنشق الحقائق برئات عليلة تبث سلها هنا وهناك، فتقع المحاذير تباعاً، لينتقل عبث البرامكة من اللعب مع السلطة إلى اللعب على الناس.
الجلي للعيان، أن الصحافة لدى البرامكة "جهاز تنمية لصالح الدولة"، والجلي في الجهة المقابلة لمن هم يمثلون همجية "الحنق" على البرامكة تتجلى الصحافة في ماهيتها كجهاز "مدافعة ومنافحة لصالح المعارضة"، وفي كلا الأمرين "برمكة" من نوع مختلف، إلا أن النتيجة تبقى في كارثيتها واحدة.
صحافة البرامكة صحافة إستفادت من التاريخ بحرفنة، ألا نلاحظ جميعاً أنهم –البرامكة- هم "الرافعون الأوحدون لشعارات العروبة!!، ومحاربة الإحتلال الأمريكي للعراق، ومقاومة التطبيع، ومقاومة الشيطان الأكبر"، هي تجربة برمكية ناضجة على المستوى السياسي حد التنبه والتيقظ الفطن حتى لا تنجر برامكتنا لخطأ برامكة الرشيد، وليبقي زعماء البرامكة قابعين على إمبراطورياتهم الإعلامية!!
"برامكة الإعلام" خياراتهم اليوم تنزح لمحاربة المجتمع نفسه، عبر فرض الوصاية الفوقية العاقلة الملتزمة بالقانون، تجاه المشاغبين الأغبياء، والذين هم للتو أصبحوا يعطون إشارات تنبأ بــ "الإلتزام بالقانون"، يتضح بما لا يدعو للشك أن برامكة الإعلام البحريني عارفون بمجريات الرهانات التاريخية، فكما ينمو السوق متغولاً في الصور المشوهة لليبرالية الجديدة، تنمو ظاهرة البرمكية الجديدة bramecatism كظاهرة قارة وثابتة بالحقل الإعلامي البحريني.
"أخبار الصفحة الأولى مجهولة الولادة"، "التحليلات الأينشتانية المعتقة"، "القراءات الطائفية المهووسة"، كلها تصب في تأسيس هذه الظاهرة وتغولها في الحقل الإعلامي، وبالطبع إذا كانت السلطة في مأمن نسبي، فإن الناس هم من يدفعون ثمن بقاء البرامكة وتعملقهم وزيادة أرباحهم "المتحولة" لخسائر جراء أن البرامكة الجدد لا يتآمرون على الناس وحسب، بل تزيد مشاهد تآمرهم لتطال مستثمري مؤسساتهم، ولنا أيضاً في ذلك حكمة.
برامكة "أباطرة"!!
يقول الدكتور سيار الجميل في مقالته (التضليل الإعلامي وتزييف التاريخ) "ويبقى المضللون من الرواد، وكأنهم سدنة لتلك المفبركات من دون ان يعترفوا بخطاياهم وآثامهم بحق الثقافة السياسية العربية!" ويطرح سؤاله المركزي "ما الذي أحدثته بعض تلك الرموز الإعلامية في تاريخ السياسة العربية؟ وما تأثيراتهم السيئة على تطور المجتمع العربي في ظل هيمنتهم على مواقع الإعلام في بلدانهم، أو حتى نشرهم لكتب خادعة مليئة بالاكاذيب والافتراءات؟". ولنا أن نحاول الإجابة في ظل قليل من التأمل المزعج، وثمة أيضاً أشياء من الإجابة بين ظهرانينا هنا في المنامة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع