الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناهج الدينية التعليمية وأثرها في النشء الجديد

زيد كامل الكوار

2015 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ تأسيس وزارة المعارف العراقية في بداية تأسيس الدولة العراقية، ومنذ باكورة المناهج التعليمية والتربوية ومادة التربية الإسلامية تدرس للتلاميذ منذ نعومة أظفارهم، وربما كان ذلك امتدادا لطريقة الكتاتيب التي كانت سائدة أيام الدولة العثمانية في تعليم القرآن الكريم، و لم ترق المناهج التعليمية لمادة التربية الدينية والإسلامية طيلة قرن كامل إلى مستوى التجرد من الانحياز الطائفي وإن كان بسيطا غير واضح للعيان لكنه لم يكن ملبيا لطموحات الطوائف الأخرى، مع أنه كان يتناول الخطوط الدينية العريضة من دون الدخول في التفاصيل محل الجدال لكنه لم يأت على ذكر باقي الأديان الموجودة في العراق ما يخلق تمييزا دينيا واضحا ينافي مبادئ الوحدة الوطنية، ويظهر التهميش الواضح للمكونات الأخرى، ولم يتطرق المنهاج التعليمي في العراق والحق يقال إلى المسائل الفقهية التي تصف بجلاء مواطن الاختلاف بين المذاهب الإسلامية، بل كان يقتصر على تحفيظ التلاميذ بعض الآيات من القرآن الكريم والبعض القليل من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لتلك المواد التي تدرس تأثير ملحوظ أو محسوس في عقائد الشباب حين بلوغهم فقد كانت الثقافة الدينية المنزلية كافية لتمده بما يلزمه من معلومات ومن أراد الاستزادة من تلك العلوم كان يجدها في الجوامع والحسينيات التي ترحب بالشباب الذي يطلب العلم منها تلك العلوم لأنها تعتبره مادة الدين الخام، أما من أراد دراسة تلك العلوم دراسة أكاديمية فكان يلجأ إلى الكليات الشرعية أو الحوزات العلمية. وبعد التغيير والاحتقان الطائفي الذي حدث في تلك السنين العجاف بدأ بعض المعلمين والمدرسين يتبنون التثقيف الطائفي في المدارس في اجتهادات شخصية في محاولة للتأثير في عقائد وأفكار الصغار، ولم يقتصر هذا التصرف غير المسؤول على المعلمين والمدرسين من طائفة معينة أو واحدة بل شمل جميع طوائف ومكونات المجتمع العراقي المأزوم طائفيا، وللتخلص من هذه الحالات السلبية في المجتمع العراقي الطامح لتحقيق السلم الأهلي والوئام والانسجام المجتمعي ينبغي للحكومة أن لا تتبنى دينا أو مذهبا أو فكرا سياسيا معينا، لأنه مهما حاول المصلحون إيجاد جامع يجمع الجميع في بلد مثل العراق فلن يجد، لا دين ولا مذهب ولا قومية ولا حزب أو جمعية أو كتلة سياسية، لكن الجامع الذي يتحمل احتواء تلك المكونات متعددة الألوان والأطياف والمراجع والانتماءات تحت مسمى جامع واحد، هو الشعور الحقيقي الفعال بالانتماء للوطن والذي هو في الحقيقة الشعور بالمواطنة، ذلك الشعور الراقي بالانتماء للوطن لأرضه وشعبه وتاريخه وأعرافه، حيث احترام الآخر وعدم التجاوز على حقوق الآخرين ومراعاة ومشاعرهم واحترام أديانهم واعتقادهم وعاداتهم. وكل تلك القيم الإنسانية النبيلة التي تؤمن حرية المواطن واستقلاله فكريا ودينيا مضمونة في الدولة المدنية التي لا تتبنى فكرا أو دينا أو عقيدة دينية كانت أو سياسية. فلا تدرس في مدارسها الحكومية العمومية مادة الدين لأنها لا تتبنى دينا محددا بل تترك ذلك الأمر لأهله أي في الجوامع والحسينيات والكنائس، ولا تتدخل في شؤون المواطنين الدينية لأن ذلك يعد انتهاكا لحقوق المواطنين الشخصية وحريتهم في اعتناق الأديان والأفكار التي يعتنقونها من دون تدخل أو تأثير وذلك رأي الإسلام الذي ورد في القرآن الكريم حين يقول "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" إلى آخر الآية. وبذا ستعامل الدولة الجميع وفق نظام وسياق واحد من غير تمييز ولا تفريق ولا تهميش، فتتحقق دولة العدل والرفاه والسلم الاجتماعي الدولة المدنية التي تعطي الخبز للجميع مع الحرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة