الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيارات النظام السوري الصعبة

جوان يوسف

2005 / 11 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


                 بعيدا عن تفصيلات تقرير المحقق الدولي ميلس وتجنبا للدخول في جدل سفسطائي عقيم وتجاوزا لحيثيات التقرير والموقف منه ، فإن.النظام السوري أصبح في عنق الزجاجة وخياراته أصبحت صعبة جدا بمجرد تضمين التقريرلاسماء من اركان النظام السوري( فكيف إذا كانت هذه الاسماء من عظام الرقبة كما يقال) 0وهذا يترتب عليه إما الالتزام بنتائج تقرير لجنة التحقيق الدولية بدون قيد أوشرط على حد قول الرئيس الفرنسي جاك شيراك وبالتالي تسليم المشتبه بهم الى التحقيق و المحكمة التي قد تتمخض عن قرار مجلس الامن الخاص بتشكيل الفريق الدولي للتحقيق بمقتل الحريري ، فيما لو أثبتت إدانة المشتبه بهم 0لكن من يسلم من ...؟ النظام السوري يعيش حالة فصام سياسي منذ تولي الرئيس بشار السلطة لكونة لم يكن داخلا في معادلة مراكز القوى في النظام الامني السوري وحتى الحزبي وهذا له أسبابه تتعلق بآلية تسلمه للسلطة أوتسليمه السلطة وعدم مقدرته على إعادة إنتاج النظام السياسي وفق آليات تجعلة مركز القرار السياسي والامني في سوريا رغم محاولاته المتعدده بهذا الصدد والتي أعتبرها البعض في  حينها هي محاولات للاصلاح والتغييركما يحب أن يسميها الرئيس 0في الحقيقة هي محاولات لاعادة إنتاج النظام  نفسه عبر تجميع مراكز القوىفي رأس الهرم السلطوي كما كان أيام الاسد الاب،وذلك لمواجهة الخارج الذي افقد  سوريا دورها الاقليمي تدرجيا منذ سقوط النظام العراقي مرورا بإنسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان الذي أفقده شرعية وجوده في لبنان والتي كانت أهم ساحة 0فابلاضافة إلى كونها قد فرضت وصايتها على لبنان فإنها كانت  المدخل الاساس للتأثير على مجمل العمل الفلسطيني سواء من خلال حزب الله أومن خلال المجموعات الفلسطينية الموجودة على الاراضي اللبنانية0هذا الضعف وهذاالفصام ظهرا جليا في ألية تعامل السلطة السياسية الذي بدى وكأنه  تفاجىء من نتائج تقريرميلس، والذي صرح قبل أيام من ظهور التقرير بأنه يعتبر كل متورط في أغتيال الحريري  خائنا، والتخبط الاعلامي الذي الذي كان واضحا هيمنة العقل الامني علية من خلال الممارسات التي تذكرنا  وتذكركل المراقبين بحقبة الثمانينات (المظاهرات والشعارات ا لغوغائية الموؤدلجة ) إن هذا السلوك الاعلامي الامني  محاولة يائسة لتشكيل ممانعة داخلية لمواجهة المجتمع الدولي واستحقاقات تقرير ميليس 0
ان المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الامن قد حسم خياراته على الاقل ظاهريا بتجاه استكمال التحقيق بمقتل الرئيس الحريري وتهيئة كافة المستلزمات اللوجستية لإيصال التحقيق إل نهايته 0هذا الطرف الاول من المعادلة الصعبة أما الطرف الثاني فهو النظام السوري الذي لم يحسم خياراته بعد0 وهي خيارات صعبه فإما الإذعان لقرارات المجتمع الدولي والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية ومايترتب عليها من تقديم المشتبه بهم إلى المحقق الدولي وهذا صعب لان المشتبه بهم يشكلون أحد أهم أركان النظام الامني السوري وتسليمهم يعني انهيار النظام السياسي سواء بفعل ممانعتهم التي قد وأقول قد يؤدي إلى شكل من أشكال الانقلاب الامني على "النظام السياسي" أوتوافق مطلق بين الامني والسياسي ويرفض بالتالي التعاون مع المجتمع الدولي كما حدث في أفغانستان - وفي العراق - مع الاخذ بعين الاعتبار الفوارق الجوهرية في بنية الانظمة السابقة0 أو، أن يبحث عن صفقة مع الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا و يتنازل بموجبه عن كامل دوره الاقليمي- كما حدث مع ليبيا- وينحصر في إطاره القطري فاقدا مشروعية بقاءه بوصفه نظاما قوميا ادلج له منذ أكثر من ثلاثة عقود0 يبقى شيءٌ وحيد لابد من الاشارة إليه وهو الاهم أين الشعب السوري بكل أطيافه بقواه المدنية والسياسية من كل ذلك أنهاحقاً المعادلة العرجاء0 فمنذ الانقلاب البعثي عام 1963 واستلاءه على السلطة، استطاع أن يفصل بفعل الاستبداد، المجتمع عن السياسة، واستبدل الوطن بالسلطة ، و إصلاحها( أقصد أصلاح تلك المعادلة ، بتفعيل العمق الداخلي عبر تصالح الشعب والدولة والسلطة) هوالخيار الوحيد لاخراج سوريا شعبا ووطنا من الازمة 0أو ربما من التهلكة 0
هل هذا الخيار مطروح على جدول أعمال النظام السوري.....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة