الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغاني المطر

عبد الرحمن جاسم

2005 / 11 / 2
الادب والفن


(1)
أما آن لي...
وحباً لوردٍ أن أعود لتمجيد المقل الحزينة
ونثر حبوب الشمس على راحتيك
إيقاناً بأن اليقين حزين، وكل الأشواق أشواكٌ
تهدى إليك...
أسبُ الأيام تذمراً، وأسجد مريراً، محترقاً
أسوداً... كغيمٍ محملٍ بعصابات ريح،
وغمز سماء، وأغنية رعدٍ صريح...
أردد أغنيات المطر وأتآلف مع مرارتي
وأحلف، بألف سنةٍ مرت، بأنني سأكون أنا،
نفسي، ولو بعد حين...
أموت مراراً وأسأل حنيناً أأكون أنا وأغرق
وقتاً، وأصغي لئلا يموت اليوم،
وأكون وحيداً، نشيداً،
بريداً للمنتظرين بيومٍ لا بريد فيه...
صمتاً مطبقاً لتمثالٍ عتيق، ويفجرني همجٌ رعاع
وأرضي لا تشبه إلا أرضي وكل الألوان لا تشبه
إلا وجنتاك يا وردتي الغالية...
أولد ألف مرة على أعتاب قلبك، وأحن كثيراً
وأعتذر لأني لا أعرف الدخول إلى مجاهلك أكثر من هذا
فأخرج سريعاً، مبللاً، خائفاً...
إلى خبزك أهرب، إلى صمتكِ أهرب،
إلى وخز وجنتيك أهرب، وأفهم أن الوقت تأرجح لرمال ساعة وأنك لابد ستكونين قريبة...
فيا حبي الأزلي توقفي، إن الأحلام لا تدرك إلا لذاتها؛
ولأن الأقمار تجد دائماً متسعاً للمرور في ثقوب ثوب؛
في فتحات إبرة؛ إذا ما شاء وقتٌ ادراكها...
فلأترك كل هذا خلفي وأنصت، وأعُمِّرُ مأذنة جديدة
وجرساً جديداً، وكنزاً وحيداً؛
ولأصمتْ أكثر، وأترك الصوت ينطلق من خلفي لكي
يصدح، ويقول:
سيصير الأمر قريباً... سيصير الأمر قريباً...


(2)
تعود الأنوار، لتجتاح الخلفية،
لتبرز كأنها مقدمات لكلامٍ كثير...
لإمتزاج الألم بالوقت، فيصير أخف،
ويصير أطول...
-وتهتف فتاةٌ عابثةٌ أن أبتعد عن مجرى الضوء-
أتكلم كمجرد من مشاعر...
كفاقد لحياة النخيل، لحياة الطيور؛
أستوطن جذع شجرة قديم،
في قلبي يدق الطبول، ملاحٌ عجوز
وسكير سابق، والغزلان الحمراء تأبى الدخول...
وأجزع من فكرة الكلام القليل؛ والصمت المطبق،
والراحة المخيفة؛
ألا يشبه الموت أحلام الألوان،
أم أنه لا يشبه توارد الذئاب على نبع ماء؛
أم على كل الأنواء وقوف فقط... بين كل ما نريده
وما لا نريد؟
أحب غناء الليل والمطر، ويصمت قلبي
ما ندهت فتاة كلون حفيف الشجر،
كعطرٍ خفيف يغطي سماء؛ أو يعانق وتر يد عازفةٍ حسناء؛
وأصغي أكثر...
"تكبَّر، تكبَّر فمهما يكن من جفاك
فإني أحبك أكثر".
(3)
وقبل أن يأتي مسائي أنده للبعيد أن يأخذني،
فتصير في قلبي كثيرٌ من أغنيات؛
وتعانقني قبورٌ كثيرة،
وأغني، لأني أحب، وأغني لأني عاشق،
ولأن هذه الحياة حياتي، قبل كل شيء...
ومهما قالت الكلمات... أو عزف الوتر...
أو تفرّدت شمس... أو تعنَّت قمر...
سأبقى أغني، أغنيات الحياة؛ أغنيات النشور، أغنيات المطر...
فإن الأحلام توالد لإرادات القدر... لإرادات القدر...
وداعاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب