الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاوسط بين فكي كماشة الارهاب والدول الكبرى!

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

2015 / 12 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الشرق الاوسط بين فكي كماشة الارهاب والدول الكبرى!
محمود الوندي

عندما تم تغيير النظام في العراق، وانتقال العراق الى مرحلة ما بعد الديكتاتورية التي دامت على ثلاثة عقود ونيف، وتبعت بعد العراق تغيرات جذرية في المنطقة والتي عرفت بالربيع العربي وشمل ذلك التغيير بعض البلدان العربية، ومنها مصر وتونس وليبيا واليمن، فالكثير من مثقفينا وسياسيينا وإعلاميينا وكتابنا وحتى الناس البسطاء كانوا يعتقدون أن الديمقراطية يمكن أن تبدأ أوتوماتيكياً في تلك البلاد بمجرد سقوط تلك الأنظمة الديكتاتورية ولكم بعد مرور اشهرعلى تلك الاحداث تبينت أن الديمقراطية شعارات وتطبيقها محض سراب وخيال في اذهان اهل السياسة، وأن ممارستها في هذا الجزء من العالم ليس بالسهولة التي كان يتصورها البعض قبل حدوث تلك الثورات لأسباب ومنها ما تتعلق بتركيبة تلك المجتمعات وتنوعها العرقية والوثنية والمذهبية، إضافة الى السياسية والعقائدية في بلدان العربي.. حيث “لا أحد يهتم بحقوق الإنسان” لأسباب تتعلق بتركيبة المجتمعات ذاتها. وبدلًا من الديمقراطية، ملأ الفراغ كل من سفك الدماء والتعصب.
أن معظم الأنظمة الدكتاتورية كانت تحكم شعوبها ومنذ عقود وفق مبدأة ‘فرق تسد’، فكانت تعزز التناقضات العرقية والطائفية والقبلية بين مكونات الشعب واشعال نارالفتن والتناحر فيما بينهما وضربهم ببعض واشغال ابناء الوطن بالخلافات والصراعات لاجل السيطرة والتحكم بهم. لا شك أن تلك الأنظمة لعبت دوراً كبيراً في صنع هذا التشرذم وترسيخه في عقلية الطوائف والمذاهب والقوميات بدل صناعة التكاتف والمحبة ورفع روح المواطنة في قلوب الجميع والتي تعد من العوامل الاساسية في استقرار البلد وسيادة مبادئ الديمقراطية.
الساسة الجدد في المنطقة هم من عرقلوا مسيرة تطبيق مبادئ الثورات في الدول العربية المنتفضة ودمروا بلدانهم بسبب مشاكلهم الانشغال بتطبيق المحاصصة المقيتة والمعرقلة لمسيرة شؤون الدولة وبالاخص مسالة الطائفية التي ادت الى تمزيق الأمة الإسلامية وضرب أبنائها بعضهم ببعض.
اليوم، الشرق الاوسط تعصف به الحرب ويرزح تحت نير الاستبداد وتحت وطأة ثالوث الفساد والفقر والهجرة. حيث يعيش أسوأ مراحل حضارته المهددة بالانقراض أو الانفجار وثم التقسيم. ويشهد فقراً وبؤساً لا مثيل لهما منذ عقود.. ولم يخرج احدا من رجال السياسة او من رجال الدين يدعو المسلمين الى العقل ونبذ الصراع بين المذاهب الاسلامية بدلا ان يشعلون نار الفتنة وينفخون كيرها.
ان الحرب الدائرة في الشرق الاوسط الان هي حرب طائفية صريحة الخطوط واضحة المعالم, وان شعوب المنطقة تدفع فاتورة صراع مذهبي وطائفي. فمجمل القول هو أن الاسلام اصبح قوة تفكك أكثر من قوة تكاتف، إذ إنه يقوم انشقاقاً حاداً بين المذهبي الشيعة والسنة وبالاخص بين شيعة وسنة العرب ، كلاهما حللا قتل الآخر والتي تولدت أحقاد وكراهيات بينهما ورغم يجمعهم رب واحد ودين واحد وقبلة واحدة، ؛ وستبقى الأحقاد موروثة إلى يوم يبعثون؛ وهذا واقع لا يستطيع أحدٌ التهرب منه وتحويره.
وهذا الصراع الطائفي هو غالباً "مؤامرة" على الشعوب لتضعيف شعورهم الوطنية، لرسم حدود لأنظمة جديدة على طراز طائفي ومذهبي وعنصري، تحل محل الحدود السابقة التي رسمها بريطانيا وفرنسا قبل مائة سنة والمعروف باسم (سايكس وبيكو) لمصالح الدول الكبرى التي سيطرت عليها الطمع والجشع في الاستثمار السعودي والخليجي والعراقي والدول الاخرى في الشرق الاوسط. هذه الحرب التي يدفع ثمنها الأطفال والنساء تزيد الارباح العالم من تجارة السلاح اضعافا مضاعفة. وتضعيف خزائة الدول العربية وبعض الدول الاسلامية وبالاخص إيران وترهق كاهلها.
بسبب هذه الصراعات والنزاعات بين الطوائف والقوميات، يرتفع وينتشر بشكل غير معهود الارهاب في مناطق كثيرة من الدول العربية وبالتحديد في سوريا واليمن وثم العراق مقابل ارتفاع مؤشر االنازحين الذي تنخفض فيها مؤشرات حقوق الانسان ويزداد فيه الكوارث البيئية والإنسانية".
أظهرت أن الانسانية ما زالت بعيدة المنال كثيراً في هذه الدول لأسباب تتعلق بتركيبة المجتمعات ذاتها من الناحية السياسية والعقائدية. وما يتعلق بمجتمعات قبلية وعشائرية وطائفية ومذهبية وميتافيزيقية. لذلك فرضت الحرب على سكانها. خيارين، الموت قتلاً بالخوف والرصاص أو الموت غرقاً في البحار .. والنهاية في الخيارين واحدة وهي: الموت!!
وغدت الشعوب المنطقة أسيرة لعمليات الكر والفر الميدانية. وما هو السباق الدموي والهمجي بين المنظمات الارهابية وبين العسكرات الدكتاتورية الذي أدى الى تمزيق البلد وعيش تحت رحمة الميليشيات المسلحة والفوضى، وثم أدى الى سقوط اكبر عدد سكاني في المنطقة، وهروب العوائل الى خارج البلاد وسقوطهم من قوارب الموت في البحر المتوسط ويكونون طعماً للحيتان والاسماك، او اللجوء الى المخيمات التي تفتقد لأبسط أسس الحياة الإنسانية ولا تقل قسوة عن حياة المتبقين في بلادهم.
نستطيع ان نقول !!! هذه الصراعات والنزاعات بين قيادات سياسية انتقلت الى الحروب الاهلية وهي الأخطر والأسوأ من الحروب الخارجية.. وقد تسبب في قتل وجرح (يصل الى حد الإعاقة) لنحو مليون انساناً وأكثر وتدمير ممتلكات الناس وقطع مصادر عيشهم واستبيحت فيها اعراض نساءهم ، حيث دفعت كثيرين من العوائل الى الهجرة وترك مدنهم واملاكهم ووظائفهم والتشتت في دول اوربية، والكثير يموتون غرقى على شواطئ الدنيا وهم شاردون خوفاً من الموت.
اليوم تطورت هذه التداعيات ووصلت مرحلة خطيرة عكستها تلك التدخلات الخارجية من قبل الدول الكبرى والدول الإقليمية في شأن بعض الدول العربية وعلى أساس طائفي وتعاملهم المزدوج مع الإرهاب، ودعمهم الى الميليشيات الطائفية لصب الزيد على النار. الذي يفتك بشعوب المنطقة، أي أنهم يحاربون بعض "الإرهابيين" ويستخدمون البعض الآخر لمصالحهم.
إن تواطيء الدول الكبرى والاقليمية مع المنظمات الارهابية حيث سُمح الكثير من المتطرفين الاسلاميين في دولهم العبور عبر المطارات الرئيسية وبوثائق سفر رَسمية الى تركيا وثم العبور الى داخل العراق وسوريا وألتحاق بتلك المنظمات ، ويتم إدخالهم الى معسكرات تدريبية ضمن ستراتيجية مخابراتية مُعلنة تهدف لتحويل بلداننا لمكبّات لنفاياتهم الارهابية.
طبعاً لم يكن ممكناً وصول عشرات الألوف من الإرهابيين الأجانب إلى الشرق الاوسط من مناطق شتى في كل انحاء العالم والانضمام الى التنظيمات الارهابية بدون دعم وتمول بالمال والسلاح من الدول الاقليمية وبمباركة الدول الكبرى، وتوفير لوجستي دولي من بعض دول المنطقة ومع توفير الارضية الجغرافية لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعرف على أكثر ألعاب الموبايل ربحا في العالم


.. حماس: ورقة إسرائيل للتهدئة في قطاع غزة بها بنوداً -ملغومة-




.. خارج الصندوق | قرارات محتملة لترمب حال عودته للبيت الأبيض..


.. أزمة جوع.. 95% من السودانيين عاجزين عن توفير وجبة كاملة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | سلسلة الإنمي الشهيرة -غريندايزر يو- ت