الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرية الكوله.. الحلم الذى تقتله السلطة

لمياء لطفى

2015 / 12 / 3
الصناعة والزراعة


تم القبض اليوم واحتجاز اثنين من مزارعى قرية الكوله بمحافظة سوهاج وهم ناصر قاسم 57 سنة و محمد مرشد 43 سنة أثناء محاولتهم رى أرضهم والتى يقومون بزراعتها منذ أكثر من عشرين عاما، وذلك بعد أن تم تجريفها فى 16 نوفمبر2015 واتلاف مواسير ووحدات الرى من قبل قوات الأمن، تم تجريف 500 فدان لم يتم إمهال المزارين لحصادها وهو ما يعد استكمالا لسيناريوا الاستقواء على فقراء هذا البلد، بل ياتى إرهابا وقهرا لكل مواطن لازال لديه حلم بغد افضل لأبنائه...لوطنه... لمصر
يعيش مزارعى الكوله ككل العاملين فى الزراعة فى مصر ظروف عمل سيئة، بلا أجور عادله، بلا دعم من الدوله، بلا حماية قانونية، بلا أى ضمان اجتماعى أو صحى، ومع ذلك لم يتوقفوا عن العمل والإنتاج والتعمير لتأتى الدولة وتمارس ارهابها ضدهم بتخريب أراضيهم وتجريفها

رغم انى لم اعمل يوما على الحق فى السكن، ورغم انى ربما لا انتمى لمحافظة سوهاج، ولم أزرها غير مرة واحدة منذ عدة أيام، ورغم عدم زيارتى أبدا لقرية الكولة أو معرفتى بأحد ساكنيها، لكن ما يدفعنى للكتابة الآن هو مصلحة شخصية بحتة، وهى انى مواطنة مصرية اشارك مواطنى هذا البلد أحلامهم، أحلامنا البسيطة فى بلد منتج نعيش فيه جميعا بكرامه وعدل ومساواة.
جريمة مزارعى الكوله فى رأيى هى انهم عاشوا هذا الحلم، وصدقوه، بل وعملوا على تحقيقه فى وطن اصبح الحلم جريمة، وتصديقه تجاوزا، والسعى الى تحقيقه خرابا فى رأي المسئولين.
فى ظل وضع اقتصادى متردى، وارتفاع سعر الدولار، وانخفاض الاحتياطى النقدى من العمله الاجنبية، ومحاولتنا تقليص الواردات، يتم تجريف 500 فدان منتج فمن المسئول؟ ومن المستفيد؟.
لكل الذين يصرخون يوميا اننا معطلين لمسيرة الانتاج، وكل الذين يطالبون الناس ليل نهار بحاجة هذا البلد للعمل والانتاج، لكل من يوجهون كلامهم ليل نهار للمواطنين خاطبين فيهم اننا فى حرب على الارهاب، فاعملوا لصالح مصر (انا مش هابنى لوحدى)، (هتبقوا معايا واللا هتدونى ظهركم) ذنب مزارعى الكوله انهم صدقوا، انهم شمروا سواعدهم للعمل، انهم حاربوا الارهاب والتصحر والخراب.
فى الوقت الذى نعانى يوميا بسبب اقتصاد ينهار، وارض تخصص لمستثمرين بلا مقابل معقول او عادل ليبنوا المنتجعات ويحصدون مكاسب بالمليارات، يتم تجريف ارض قرية الكوله ويتم تشريد عشرات الأسر ويتم رفع الستر عنهم
اكتب الآن ليس كحقوقية، اكتب اليوم كمواطنه صاحبة مصلحة فى هذا الوطن، أملك فيه بيتا وابناءا وحلما، وينتظرنى فى ترابها قبرا، اكتب لأدافع عن الأرض والبيت والاولاد والمستقبل، أكتب خوفا من التشريد والعنف والارهاب، اكتب دفاعا عن حلم شمر اهالى قرية الكوله عن سواعدهم ليحققوه ليس لانفسهم بل لنا جميعاأ أكتب خوفا من مصير شعوب تم تشريدهم وتهجيرهم، ليس الاحتجاجات والمطالبة بالحريات هو ما يدفعنا لمصير مثل مصائر دول كسوريا والعراق وانما الافقار المتعمد للمواطنين حرمانهم من المشاركة فى التنمية الاعمار هو ما يدفعنا لهذا المصير، ولنا فى سيناء عبرة، أدافع عن مزارعى قرية الكوله دفعا عنا لهذا المصير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في