الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيروز.... ماكو امل

يونس حنون

2015 / 12 / 3
كتابات ساخرة


اليوم رح اقلد نزار قباني اللي كتب بعد نكسة حزيران ردا على انشودة اجراس العودة لفيروز قصيدة يقول فيها
عفوا فيروز ، اجراس العودة لن تقرع
لكن انا ساكتبها كمقالة وردا على اغنية اخرى لفيروز
قبل يومين استمعت الى اغنية للاسطورة تقول باللهجة اللبنانية : " اي ...فيه امل"
ورغم ان الاغنية تخاطب الحبيب لكني تظاهرت ان الكلمات تخاطب الوطن
وتساءلت مع نفسي ....هل هناك امل ؟
وتأتيني الاجابة لكمة على الوجه اقوى من لكمات مايك تايسون (الذي ضحكنا على انفسنا انه صار مسلما واصبح اسمه مالك تايسون وتبين انها كذب كباقي التخاريف التي يختلقها لنا مرتزقة الدين كل يوم ...و كأن حياتنا ستصبح وردية اذا مايك تايسن صار مسلم )
الاجابة المفجعة التي جاءتني ردا على تساؤلي (وعسى ان افهمها هذه المرة) هي...لا امل ...ماكو امل.......مفيش امل ...ما في امل .. نهي امل (هاي بالهندي).. افتهمت يايونس؟
انها ليست مشكلتنا نحن العراقيين فقط ...انها مشكلة كل العالم الذي يسمونه اسلامي ....
نحن بشر من طينة مختلفة ...حصة العقل التي تم توزيعها علينا كانت اقل بكثير مما يتطلبه العيش في عالم اليوم .. لكن تم اعطاؤنا بالمقابل حصصا مضاعفة من العناد الاجوف والعزة بالاثم والكبرياء الفارغة واوهام العظمة و الاصرار على الخطأ
يا بشر يا ناقص
هذا العالم اليوم لايمكن ان يمشي او يدار بالدين.... ولايمكن ان تزدهر البلدان بالدين ولايمكن ان يصير براسنا خير بالدين ...اي دين.... واولهم الدين الذي يخضع اتباعه لمجموعة من الديناصورات المنقرضة والتي احييناها بغبائنا لتلعب بعقولنا وتديرها يمينا ويسارا وتعبئها بالتخاريف والاوهام من قصص وحكايات واحاديث لا نعرف من الفها وجعلها جزءا من عقلنا الجمعي كي تبقى اغلبيتنا الساحقة تجترها و تتمسك بها وتوقف عقولها عن النمو ...

يقتلونني حين يقولون ان ديننا يدعو الى الخير والعلم والمحبة والتسامح
لعد وينها يا شرفاء يا مؤمنين يا خير امة ...وينها ؟
الا تدلوني اين نجد مكارم الاخلاق هذه...الدين يدعو؟ طيب لماذا لا احد يطبق ؟
مرت بنا في الماضي فترات لاحت لنا فيها بارقات امل في ان شعوبنا قد بدأت تعي اين يكمن الخير الحقيقي والتقدم والازدهار والتحضر لكنها لم تدم الا سنوات قليلة، ثم بدأت تهجم علينا هوجات متلاحقة من التخلف القاتل على شكل اعاصير من السعار الديني الذي اسموه صحوة وهو غيبوبة عقل واخلاق واحاسيس وضمير
لا اريد ان اتجاوز على الاخرين فساتكلم فقط عن بلادي التي كانت يوما ما بلادا جميلة شعبها بمجمله طيب متسامح يحب الحياة ، كنت تستطيع ان تمشي في شوارع بغداد والموصل والبصرة وباقي المدن دون ان تخاف من الغيلان والاوباش ،فماذا حدث؟
كل من لديه عقل يعرف ان السوء زاد وتفاقم مع زيادة المد الديني الذي بدأ منذ نهاية السبعينيات.. وكلما كثر المصلون ومرتديات الحجاب زاد الشر وانعدمت الاخلاق في التعامل بين البشر ... من ينسى الحملة الايمانية التي لم تجلب لنا الا الفساد والنفاق ، جتى جاءت ذروة النتانة بوصول العمائم الى الحكم ليتحول العراق الى ملعب للشرور والاجرام و الانجطاط الاخلاقي ...تحت راية حب آل البيت هذه المرة ...
هل طالعتم هذه الايام (ايام الزيارة الكربلائية) صور السياسيين الملتحين وهم يلبسون السواد ويرسمون على خلقهم الزفرة معالم الحزن ويضربون صدروهم بايديهم (ليش مو زناجيل ؟ ليش مو قامات ؟ نعم صحيح تلك بس للجهلة... بينما سياسيونا ما شاء لله مخلوقات رقيقة تلطم على الحسين بالطريقة الفرنسية) ، كم صورة نراها اليوم وقادة العراق التحف لازمين صواني لفات فلافل وشربت يوزعونها على الزائرين في موسم الدجل السنوي ليثبتوا بالصورة انهم قاموا بواجباتهم في خدمة زوار الحسين ،
اما واجباتهم في خدمة امة العراق..... فبالقندرة .....الا مليون قندرة على عمايمكم ووجوهكم الملتحية بالنفاق
و ردا على عاصفة التشيع التي اجتاحت العراق كان لابد ان تقابلها عاصفة مجنونة اخرى من الوجه الاخر للطائفية ...وهكذا ارسلت لنا بلاد الاسلام الحنيف قطعان داعش ، خنازير الدين الذين لايعرفون من الدين الا النحر والبتر والجلد وكله من احل اعلاء راية الاسلام خفاقة عالية ولتذهب الانسانية الى الجحيم ...اذا باقي منها شي !
هذا هو حال البلد.... والطرفان يتشدقان بالدين ....وجيب بطن تتحمل
كل ذلك وتغني صوت الحب فيروز : اي في امل ....
لا عيني ام زياد... لا ....مافي امل
الامل موجود عندما تكون هناك قلوب رحيمة ...وقد انعدمت لدينا
الامل موجود عندما يكون هناك بصيص عقل ...وقد انطفأ لدينا
الامل موجود عندما نتحلى برذاذ انسانية...وقد تبخرت تماما لدينا
الامل موجود عندما نتمسك ببقايا كرامة واحترام النفس ، وقد مسحنا بها الارض في بلادنا كي يمشي عليها قادتنا الجدد من احفاد ذوات الرايات الحمر... واتباعهم من ذوي المؤخرات الحمر
الامل موجود عندما يكون هناك مسحة من جمال ...ونظرة الى خلق العربنجية و الدلالات اللذين يمثلون الشعب المصخم في مجلس الدواب تكفي لان تجعل هذا الامل الاكشر يضع دشداشته في فمه ويطلق ساقيه للريح ويطلب اللجوء الى كازاخستان!
الامل الوحيد في المعجزات ..وزمان المعجزات ولى
لذل اعلن منذ اليوم.... كفري












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعتذار
يونس حنون ( 2015 / 12 / 3 - 16:24 )
اعتذر للخطأ الذي حصل في كتابة قصيدة الراحل نزار قباني في بداية المقال
القصيدة تقول
معذرة فيروز ....اجراس العودة لن تقرع
فمعذرة نزار


2 - كنا نحمل جراحنا، واليوم كَبرَت لحد أن حَملَتنا
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 3 - 23:25 )
شكراً أخي في الكفر د. يونس حنون
صدقني صدقني بدلاً من أضحك على المُفردات الشعبية الحلوة المعبرة والشاتمة في مقالك .. رحتُ أبكي كالطفل الصغير، خاصةً لحزني لأحد أولاد أختي الذي تمت بهذلته اليوم من قبل السلطات الأميركية لإنه لا يملك إقامة وفشل عدة مرات في أن يبقى في أميركا على العكس من آلاف وربما ملايين الذين يسرحون ويمرحون ويغتالون البلد الذي أواهم وأسكنهم وستر على عوراتهم التي لا تُستًتًر

العراقيين المساكين أصبحوا كالشحاذين يقفون على بوابات سفارات العالم يشحذون عطفاً وخبزاً ومساعدات، بينما يقوم المسوخ والخراتيت والقواويد بتقطيع أشلاء العراق أكثر وأكثر وإمتصاصه حتى تكاد الروح أن تزهق في جسده المثخن الجراح

آلامنا أخي يونس كثيرة، وجراحنا كبيرة، وليس هناك ولو عائلة واحدة من كل العراقيين لم تذق طعم الدم والمرارة والعلقم والموت البارد، هنيئاً للخالق الذي خطط لكل هذه المجازر التي تستنكف منها حتى مسلخة الحيوانات
أضم صرختي إلى صرختك أخي العزيز .. نعم .. هذه الحياة لا يُمكن أن تُدار من قبل الأديان الخرافية العنصرية الرعناء
صدقني كل يوم يزداد عدد الكافرين بتلك الأديان الغبية
تحيات، طلعت ميشو


3 - الشتاء والصيف
فريد جلَو ( 2015 / 12 / 4 - 05:23 )
تحيه طيبه يا استاذ يونس-------------- الشتاء والصيف يجتمعان على سطح واح -- عباره لا اتذكر اين قرأتها ولكنها موجوده في مقالك ---- لا اعلم هل انت داخل العراق ام خارجه لاني اجادل من في الخارج انكم لا ترون الصوره بابعادها الثلاث -نعم لفيروز لان الازمه الاقتصاديه وانخفاض اسعار النفط قد فضحت المستور وبدء العراقي يشحذ سيفه للاقتصاص من سراقه ويردد باصرار باسم الدين باكونه الحراميه مما اجبر الجميع مبايعة الشعب بالرغم من انهم يدبرون للشعب في ليل مظلم واخيرا ان المظاهر لا تعني مايدور تحت الرماد فالجماهير التي تسير الى كربلاء ردد الكثير منها شعار باسم الدين - كما رايت فديوات يطرد المسؤلين من المكان الذي يحاولون توزيع الاطعمه فيه واخيرا لا ياتي التغير الا من رحم المعانات --


4 - الحكيم البابلي
يونس حنون ( 2015 / 12 / 5 - 00:17 )
اسف جدا لما مر به قريبك
انا مثلك فقدت الامل تماما في اي اصلاح فقد انتهت الاخلاق وماتت الضمائر وحتى من لم يفسده الحال اصبح غير عابيء بما يحدث عساها تنكلب عاليها سافلها.... ولم يبقى لدينا الا ان نبرد قلوبنا بهذه الكلمات اللاذعة
تذكرت اليوم مقالة قديمة كتبتها قبل سنوات كان عنوانها ولله العظيم اني كافر
هسة اريد اؤكدها
مع محبتي
يونس


5 - الاخ الكريم فريد
يونس حنون ( 2015 / 12 / 5 - 00:26 )
انا لا ارى هذا الشيء ولا اصدق ان تغييرا سيحدث عقلي يقول لي اننا من سيء الى اسوأ
فاذا انزاح كلاب السياسة الذين يحكمون العراق اليوم سيأتي بعدهم خنازير السياسة
واتمنى ان اكون مخطئا


6 - الاخوة الذين علقوا من الفيسبوك
يونس حنون ( 2015 / 12 / 5 - 00:38 )
شكري الجزيل واعتذاري لكل الاخوة الذين علقوا على الفيسبوك الاعزاء صالح حبيب منال مايكل رياض زوما الياس زكريا منير وهبي وكريم العراقي...اذا ليس لدي صفحة فيسبوك لأرد منها ، مع اعتزازي الكبير بكل مشاركاتكم الجميلة


7 - وضعت اصبعك على الجرح
كمال يلدو ( 2015 / 12 / 12 - 21:28 )
واسمح لي ايها الرائع، ان اختلف معك وأتف مع الرائعة فيروز...نعم في أمل ....وهذه الكلمة لوحدها قادرة أن تدخل (الرعب) الى قلوبهم، نعم! عندما نتحدث عن الامل فأنهم حتماً يتحسسون رقابهم، وعماماتهم، وحتى القمل في رؤوسهم، وهم أكثر مني ومنك يعروف ان مصيرهم (السحل) بالشوارع وقوازيق كتلك التي ادخلوها في القذافي، اما لماذا لم يدخلوها في صدام ، ذلك لأنه وقع بيد الامريكان! المهم....الحياة لنا، والمستقبل لنا، حتى وأن استلمنا وطناً مكوماً بالاحجار ....لكن علمه سيكون بلون السماء بلا (اللفظ) الكاذب ولا سيف السعودية ولا نجمة تركيا .....هذه كلها يجب ان يحولها العراقيين الى قوازيق ....ونذيع قصديدة النواب ...قوازيق ...قوازيق ...ليل نهار


8 - الاخ الكريم كمال
يونس حنون ( 2015 / 12 / 13 - 17:37 )
كنت اعلل نفسي بالامل طوال السنوات الماضية ولا ارى شيئا في الافق يعززه ...الطائفية استفحلت واصبحت شرعية وقانونية وشعارا للتقسيم والتمزيق ، والذين لايؤمنون بها لايملكون سلاحا ولا مليشيات علمانية ليفرضوا رؤيتهم ومع ذلك اتمنى ان اكون مخطئا وان يبقى هناك نور في ظلمة هذا النفق اللامتناهي مع اطيب تمنياتي

اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص