الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهائم2

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2015 / 12 / 3
الادب والفن


الهائم2
مراد سليمان علو
(الذئب والتيس)
كان في أحد المراعي ثور، وكبش، وتيس. وكان في أحد أطراف المرعى ذئب ينظر إليهم بغية افتراسهم، وكانت حجته في ذلك إن المكان لا يسعهم جميعا، وقرر أن يختبرهم قبل الفتك بهم، وما أن اقترب منهم حتى بدئوا يرتجفون خوفا منه، ذهب إلى أضخمهم وقال له: "لماذا بطنك يرتجف؟". فأجاب: "من الخوف منك!". فقال الذئب في نفسه: لقد استسلم الثور بسهولة، والآن سأذهب إلى الكبش لأرى حاله، ثم دنا منه وهو يقول: "مرحبا أيها الكبش العزيز، قل لي لماذا ترتجف هكذا؟ فالطقس ليس باردا إلى هذا الحد". فأجابه الكبش المسكين: "انه ليس البرد يا سيدي الذئب، وإنما حضورك هو الذي زلزل كياني". فقال الذئب الماكر في نفسه ـ ساخرا ـ: سأعتبرك مأكولا أيضا، ولأجرب التيس، والذي لن يكون حاله أفضل من حال زميليه. أقترب منه الذئب الشرير صائحا به: "ما الذي يجعل بطنك يرتجف بشدة؟" فأجابه التيس: "في داخله جروان مسعوران يريدان الإفلات لتمزيقك وتقطيعك،" فأجابه الذئب وهو لا يصدق أذنيه: "مهلا يا صديقي لا أظن إن هذا المكان يسعنا جميعا". قفل الذئب الخائب راجعا، وهو ينظر بحسرة إلى الثور، والكبش، وكذلك إلى التيس، والذي كان في الحقيقة أكثرهم خوفا منه.

(الجذور)
استأذنت كبّة من الفريزر الماء بأن ترتاح ليلتها بقربه، فهاج الماء، وماج وقال: "لم يسبق لي أن استضفت أحدا، فهدوئي، ووقاري يحتّمان علي أن أكون وحيدا، وعادة أذهب أنا إلى الآخرين وليس لهم أن يأتوا إلي كما فعلت". فقالت له كبّة الفريزر: "أطمئن، سأنام كالطفل! وغدا صباحا وحتى قبل أن تستيقظ سأذهب إلى حال سبيلي". فوافق الماء على مضض، وعند الصباح رأى الماء بأن الكبّة لا تزال باقية بقربه فسألها: "لماذا لم تذهب إلى حال سبيلك؟". فردّت عليه بقلّة اهتمام: "أنظر إلى أين قد وصلت جذوري في الليلة الماضية، ثم اسألني الرحيل!". فندم الماء على استضافتها، وعرف بأن كبّة الفريزر قائمة ما قام هو.

(الحقيقة)
لو سئلت الحشائش عن سبب نموها تحت الحجارة لأجابتك بسبب أكل الأنعام لنا، وأسأل الأنعام لماذا تأكل الحشيش؟ ستجيبك لأنهم في البيت لا يطعموننا بحجة أن الفئران تعبث بالزاد المكشوف، وعندما تسأل الفئران عن سبب أذيتها لنا ستجيب عن السؤال بسؤال آخر وهو: "ولماذا تطاردنا القطط؟" ووحدها القطط ستبوح لك بالحقيقة قائلة: "أننا نفعل ذلك من أجل المتعة! ليس إلا". وربّما لهذا منحتها الحقيقة تسع أرواح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك


.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي




.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_