الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيتان العراق يد مع التقسيم والاخرى بالرذيلة ولم تمتليء بطونهم بعد!

كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)

2015 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حيتان العراق يد مع التقسيم والاخرى بالرذيلة ولم تمتليء بطونهم بعد!
لقد شاهدت الأمة في تاريخها العريض والطويل، النصر والهزيمة، وتلك أيام بياض وأيام سواد، وهذا ما تراه الأمة كل يوم، ولكن أمتنا بالأخص تواجه أشد من كل ما واجهت في سالف الأيام الماضية، أعداءها يكيدون لها الآن كيداً (مدروساً ومخططاً)، يخططون لها بعقول كبيرة وإنفاق أموال كثيرة جداً، وتسندها جماعات ودول قوية، ولكننا لا نيأس مع هذا وذاك كله من الظفر، لأن الله وضع لنا في أمور الدنيا وأمور الآخرة سنناً لا نختلف عليها، بالإضافة لأنه عز وجل خص أمتنا كثيراً في كتابه العزيز. فسوف يأتي اليوم الذي ترجع فيه الأمة إلى ما كانت عليه ولكن إذا شهدت الفترة الأخيرة تدهور في العلاقات بين بعض الدول العربية، لكن لمصلحة من وفي صالح من؟ كل هذه تساؤلات غريبة وعجيبة نسألها لبعضنا البعض، فالمعروف هو أن الله عز وجل قد شاء أن تكون مصر هي موئل الإسلام والأم الكبيرة لكل العرب والعروبة، وحصنها السامي منذ زمن طاف على أجيال بعيدة، ولن ينسى التاريخ والبطولات التي وقفتها مصر مع كل العرب، ولن تنسى مصر المواقف التي وقفها العرب مع مصر ضد التتار والصليبيين واستطاعوا أن يكسروا السيل الجائح وأن يردوهم على أعقابهم، فانهزموا وبقيت حضارة العالم آمنة في ربوعها ووديعة احتفظ بها الأسلاف يرونها للأخلاف ,كل هذه الهزائم التي لحقت بالتتار والصليبيين لأن العرب كانوا يداً واحدة ولم تزرع بينهم فتن واختلافات ومغالطات، وكانت أفكارهم واحدة في سبيل وجود أمة وحضارة تسعى إليها كل الحضارات والأوطان لكي تتعلم منها وتتعظ وإنني أتصور أن العرب والعروبة لا يستطيعوا أن ينسوا الروابط الأخوية بينهم بالدين الذي هو أعلى شأن في الدنيا الذي خلد أدبها وجمع من شتاتها وجعلها أمة عربية قدمت للإنسانية أزكى المثل وأرجح القيم. وقد يشعر العالم كله أن عروبتنا هي حضارة واحدة وتاريخ مشترك وروابط قوية ذات جامع في دين يطوف أرجاء العالم برسالته السامية. فعروبتنا هي دم واحد ولون واحد، كما أنها ليست نقيضاً ضد أي دين، فالإسلام هو عروبتنا ويعتمد على قيامه وبقائه على الحرية المطلقة وهو يكافح في الأمة لمنع الفتن والإكراه والاستبداد......ولا نعني هنا بالعروبة الجنس، بل نعني اللسان، وبلا شك أن العرب هم الذين خدموا شتى آفاق السياسة والثقافة والأدب والتشريع، فعلينا أن نعترف بأن الشرف المتاح للعروبة لم يأتي من نسبها الأرض، بل جاءها من رسالتها السماوية، فإن أجناس البشر لا يرجح بعضها البعض الآخر، فنحن العرب لنا الأحقية في قيادة أمتنا بأنفسنا ولا يفرض وتفرض علينا قيود وشروط وتدخل في شؤوننا الداخلية، فنحن لنا الحق في إدارة شؤون أمتنا وعلينا جميعاً أن نعلم ونعي من تجارب الماضي، نحب أن نبني نهضتنا وأمتنا على دعائم عربية خالصة نبيلة، وأن نتيح للأمة أداء واجبها المنوط بها ورسالتها الكبرى، وبذلك يستعيد العرب أمجادهم وتتهيأ بهم ولهم قيادة حكيمة ومبصرة.
إن أمتنا العربية لقد احتضنتها العناية العليا بمواهب فريدة، فهي أمة موحدة في الأرض، فلا مكان للإنقسام والإنفصال في صفوف الأمة، ما دامت متمسكة بأهدابها حريصة على عروبتها ودينها، فكل شيء في الدنيا أو من الدنيا فهو إنقضاء وفناء راحل لا بقاء.
.... أيها العرب إذا كنتم تعيشون على الأرض وتحت السماء فقد جئت الليلة والوقت الذي تثقوا بربكم وببعضكم بعضاً وتماسككم واعتمادكم على أنفسكم وأن تتوحدوا وتترابطوا وتمدوا أيديكم لبعضكم البعض وأنسوا لحظة واحدة كانت بينكم تحمل خصومة وفكروا في نفوسكم ومستقبل جيل الأمة، كما كان عليه أسلافنا وأجدادنا وانتهى إليه حالنا الآن وأعلموا أننا بصدر حب وتطلع إيجابي وتوليد بارع واسع الأفق أن المفاهيم المغلوطة بيننا سوف تزول ونتجه نحو الأفضل.
نازعتني نفسي إلى أمر غريب ومكروه في الدنيا بل الشرع أيضاً. عندما تجد بعض من أصناف الناس الذين يحملون طباع غبية وكنود، تسدى إليهم الجميل بعد الجميل، فلا إعتراف به، وهذا أسلوب سافر، فمنهم الطامعين والنصابيين والحاقدين وأصحاب الجشع والتكبر والغنى بالحرام,فالإنسان الذي يضبط ويراقب نفسه على العفة والقناعة فإنه يصبح ذات قدرة المحروم على حكم إرادته، والرضا بالواقع وحسن استغلاله، فقد ورد السخط على الأقدار، فيقول حبيبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (خير الذكر الخفي، وخير العيش ما يكفي)، فالناس الآن في وضع دقيق وحساس يفرض عليهم وعلينا أن نسير بحذر في تربية أمتنا، وعلاج المشكلات المتناقضة التي استشرت وانتشرت وخاصة في أركان الأمة، فحب الدنيا وكراهية الموت هي أسباب الانهيار الذي أصاب الناس في أعصار الدنيا. فالدنيا إذا لم تكن مطية للآخرة فتصبح الدنيا دار غرور وميدان الباطل . ولقد صادفني في واقعي الذي أعيش فيه بعض من الناس أصحاب اللسان الطويل، المجادلين في تسويغ شهواتهم وبسط حاجاتهم، وتحقير ما عندهم، ويعلنون التمرد على أنفسهم، وينعتون بأقبح النعوت فتجدهم يحقدون عليك في حياتك والنعم التي أعطاك الله إياها، فكل هذا هو مكتوب عند الله وبيد الله، فلماذا العوج في الحياة والنصب على الآخرين. ماذا لو أن الدين إن لم يؤدب ويهذب هذه النفوس والطباع المريضة ويدربهم على فضائل العفة والقناعة؟الدنيا تتسع لأقطار الأرض وأعدادها الكثيفة من الناس، فهناك صنفان مختلفان من الناس فمنهم من يؤمن بالله واليوم الآخر، وصنف آخر من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، وكلاهما يسعى ويلهث وراء الرزق، فيوفر الضرورات التي لابد منها لنفسه ولأهله، فإذا أطمأن إلى تحصيلها اجتهد وأنعم في العيش بالمرفهات ويقطع مرحلة من عمره وهو طاعم كاس آمن مسرور. بيد أن هناك خلافاً عميق القرار في تفكير هؤلاء الصنفان، ولون شعورهما، فالكافر يعبد الحياة لذاتها، ويتمنى ويطلب على أنها الهدف الفذ، والفرحة التي إن ضاعت ضاع كل شيء. فإنه لا يعرف الحياة إلا لفترة متاحة له على ظهر الأرض، ولا يصدق أن وراء هذا العيش عيشاً، وأن بعد هذه الدنيا داراً أخرى، أما المؤمن فهو إنسان نقيض في فهمه وحكمه، فهو واثق من أن هناك حياة أعظم من هذه الدنيا، ينتقل ويرحل إليها البشر ويخلدون فيها، وأن المحيا على ظهر الأرض وسيلة لا غاية، فهنا الغرس وهناك الحصاد في الآخرة، فالدنيا هي السباق والآخرة هي النتيجة فسحر الدنيا شديد الفتنة ، ومعارك أقوات الأرزاق تستنفد كل الطاقات الضخمة وتقييد مشاعر وأفكار كثيرة، فالإسلام يحتقر الدنيا عندما تكون الأمل الذي لا أمل معه، والإنسان إذا ركض في طلب الدنيا لشئ، إلا الحصول عليها، والاستكثار منها، ثم الموت في أطوائها، وعبادة الحياة واعتدادها شئ خاطئ شائع، فالإسلام صوب سهامه وأوهن أركانه نحو العفة والقناعة بما كتبها الله لك، فالرجل الشريف العفيف صاحب القناعة لا يبني كيانه إلا بالطرق الشريفة، وإذا أتته الدنيا عن طريق الختل، أو الغش أو النصب أو الاحتيال أو الحقد أو الحسد أو التكبر أبى أن يقبلها، ويرى فراغ يده منها، فهو أرضى وأزكى لنفسه,
... والمسلم ما دام يطلب الدنيا لتكون عوناً له في آخرته، وابتغى مرضاة الله، فهو غير مستعد لأن يضحي في سبيلها بمروءته أو يفقد شيئاً من دينه وضميره، فإنها جاءته عن طريق الحلال والقناعة والعفة بطيب فقبلها، وإلا رفضها ولم يتبعها في نفسه وأهله. فيقول رسولنا العظيم (صلى الله عليه وسلم) (ازهو في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الله)، فدنيا المؤمنين محكومة ومضبوطة بقوانين وحدود واضحة، وهي حدود تعظيم الناس بصراحة عن كل محرم، وترسم لهم أسلوب العيش والانتفاع به إلى حين، وتأخذهم بأدب واضح من التعفف والقنوع بحجزهم عن الأهواء والأطماع، مما يدفعهم إلى طريق الاعتدال والقصد في العفة والقناعة.كم يطوي الليل والنهار من جراحات وضحايا وفقر ومظالم في أعقاب هذا العراك المادي السفيه..
لمْ يُسجِل التأريخ ابداً أن الامم والشعوب يمكن أختزالها بشخصٍ واحدٍ يُعبر عن هويتها ونضالاتها وتطلعاتها للحرية… بل على العكس غالباً ماينتهي حكم الفرد الى ويلاتٍ ونكباتٍ تدفع الشعوب ثمنها غالياً… ولايمكن لأي باحثٍ مٌنصِف أن لا يستَوْقفه نضال وتضحيات الشعب الكردي وثوراتهِ المتوارثة ضد الظلم والطغيان… لذا فأن االمكتسبات والمنجزات التي حقهها الكُرد هي نتاج طبيعي لشعبٍ ثائرٍ مُناضل ولايمكن باي حالٍ من الاحوال أختزالها بشخصٍ أو عشيرةٍ مهما كان دورها وتضحياتها,لذلك فأنَّ مسعود البارازاني الذي حاول عبر ماكنتهِ السياسية والإعلامية ان يَصْنَع من نفسهِ رمزاً أسطورياً قومياً… كأي دكتاتور آخر وصل الى نهاية المطاف وأمامه خيارين لكل منها أستحقاقاتهِ و متطلباته… أما أن يحترم الشرعية الديمقراطية ويسمح بالتداول السلمي للسلطة ويتنازل عن صلاحياته الاستثنائية وهذا ما لايستطعيهُ بسبب تكوينه العشائري و الحزبي… أو يستمر في استكمال مؤسسة الحكم الدكتاتوري والقبضة الحديدية ويَحْكُمْ سطوَتِهِ على الإقتصاد والأمن والإعلام وهذا ما لايستطيعهُ أيضاً بسبب وجود معارضة حقيقية واسعة على مستوى الشارع والاحزاب . أنَّ إِقدام القوات الامنية التابعة للبارازاني على منع يوسف محمد رئيس برلمان الاقليم من دخول أربيل ومنع وزراء كتلة التغيير من مزاولة عملهم يُعدُّ تصعيداً خطيراً في الازمة الكردستانية ومحاولة انقلاب مفضوحة من العائلة البارازانية الحاكمة (تكارتة الاكراد) على الشرعية الديمقراطية ويمثل هروب البارازانيين الى الامام بأصرارهم على إِبقاء أبنهم البار على سدَّة الحكم بعد أنتهاء ولايتهِ رغماً عن أرادة اغلبية الشعب الكردي.…
خطأ البارازاني أنه يحاول أن يجمع بين الشرعيتين الثورية والديمقراطية و أن يكون دكتاتوراً في زمنٍ أتَّسمَ بثورات الشعوب وانتفاضاتها لنيل حقوقها… فلم يَعُد ممكننا للقومجية الكُرد ولا للوبي الاسرائيلي بأدواته الإعلامية العملاقة ولا لجوقة المطبلين من الاقلام المأجورة ان يصنعوا من مسعود زعيماً أذا كان جزءاً كبيراً من شعبهِ رافضاً لهُ
المستقبل للشعوب… حقيقة يجب ان يدركها جميع اللاعبين الدوليين والاقليميين و السياسيين العراقيين على حد سواء ولايمكن أستغفال الشعوب بعد الآن عبر المتاجرة بالخطابات القومية والطائفية والعرقية لتحقيق مصالح عائلية وحزبية وشخصية ضيقة متمردة نزقة لذلك فأن نظام مسعود آل بارازان الذي أصبح مرفوضاً شعبياً وآيِّلاً للسقوط يمثل فشلاً آخر يضاف لقائمة النُظم المستبدة والاقطاعيات العائلية التي دفعنا ثمنها غالياً و لم تُورَّثَ غيرالفرقةِ والكراهيةِ والتَخلُّف.…
و من الحقائق البارزة أن الحكومة العراقية طوال الفترة الماضية لم تكن متماسكة ولا متناغمة في أدائها لأنها تعبر عن مصالح قوى سياسية متناقضة ومتقاطعة في أهوائها وتوجهاتها ورؤاها، حتى وصلت الأمور إلى حد ضلوع وزراء ومسئولين في دعم الإرهاب وفي الفساد وسرقة الدولة ومن ثم تعطيل تنفيذ الخطط والبرامج والمشاريع الخدمية والأمنية. في مثل هذه الظروف لايمكن لأية سلطة في العالم أن تؤدي ما عليها من التزامات، لذا فمن الصعب محاسبة الحكومة على تقصيرها باتباع الطرق التقليدية المعهودة المتعارف عليها في العالم بدون محاسبة جميع الأطراف المشاركة فيها.وعليه فإن فشل الحكومة في هذا الجانب أو ذاك إنما هو انعكاس لفشل القوى السياسية العراقية المشاركة فيها أولا وضعف الإرادة العراقية الوطنية ثانيا، وهزال وقرقوشية البرلمان السابق ثالثا، وتعقيد الوضع العراقي والضغوطات الخارجية الواضحة رابعا.لكن، ما الذي فعله ويفعله المتنافسون على السلطة؟ الكل، تنصل من مشاركته في السلطة، ليسهل عليه الانقضاض عليها وتسفيهها، فراح يكيل التهم: من قبيل عجز وفشل الحكومة في أداء مهامها وفسادها وكونها حكومة محاصصة من جهة، واتهام رئيسها بالتستر على الفساد و"النزعة الديكتاتورية" من جهة أخرى. يفجرون ليلا ويَدّعُون نهارا بضعف الحكومة، يهاجمون الأميركان نهارا ويتوسلونهم في الخفاء. هذا ما فعلته غالبية القوى السياسية من خارج "جماعة حكومة المالكي"، بما في ذلك رموز من"الأئتلاف الوطني العراقي- سابقا"- الحليف الأسبق والحالي لدولة القانون. وكانت هجمة"القائمة العراقية" على الحكومة أشرس من سواها، خاصة باتهامها بأنها "حكومة محاصصة فاشلة وأنها طائفية" وبالتالي فهي "لا تمثل الطيف العراقي بكامله". لا يوجد اليوم حزب أو كيان سياسي في العراقي معصوم عن الأخطاء وارتكاب المعاصي بحق الشعب العراقي، وعليه فالكل مسئولون عن الإخفاقات والأخطاء، كل حسب حجم ما ارتكب من أخطاء وسوء تقدير للأوضاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب