الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس للفراغِ محطة!

سيوان محمد

2005 / 11 / 3
الادب والفن


الى/ التضامن العالمي لحقوق المرأة

في ذلك المبنى
ينحني الزمن أمامي
ليقدم لي كأساً من الرعشة والطغيان
في ذلك المبنى يطلب الوقت اللجوء الإنساني
في بيت الجيران
ذلك المبنى..
ذلك السجن المتكون من الحقد والغفران
******
كانت ذابلة على الجدار
كالأزهار المنزلية
نظراتها تسافر وتعود
أحياناً عاشقة..وأحياناً
بالحلم الذي تعانيه وتعود بين خلجات الليل
شهوة ..أو لمسة..أو قصة
ترحل لتعود..وتعود لترحل
كعصافير الحدائق العامة...
*****
كان الموج يسأل عنها
لأن ملوحتها مازالت تراقص اللحظة
قصتها طويلة كالطرقات الحمراء عبر العصور
يا رفاق المرافئ والمعامل والسجون
فلنشرب كأساً... على شرف اللاشرف
وعلى تخثر حيض شريعتهم ...
فالتأريخ قد اختمر فوق حرارة وجنات الأطفال
الملتهبة كالفولاذ
*****
فلنشرب كأساً، فلنشرب
على شرف اللاشرف
فقصتك لم تزل تقاوم الموت كالمعدوم
وسوف تخرج من فم السجان يوماً
أعراساً بحرية تقبل أشعة الشمس
في أوج النهار...
سوف أبدأ من حزنها
سوف أتمدد كالبسمة على صمتها
آه... لو تعلمين كم جسداً توارى في البحار
لو تعلمين..آه لو تعلمين....
كم عشقاً توارى في الزحام
بين احتكاك الأجساد...
*****
سوف يبحثون حتى أوراق الشعراء عنك
ويرسمونك أميرة...يرسمونك غانية
يرسمونك باسلة مولت حروبهم بالقتلى
لا تتكئي فالتاريخ ليس جداراً
سافرت كثيراً كي لا أرى الليل أسوداً
رمادياً كلون الموت
وما هبت عاصفة تودعني..أو نسمة
بحثت عن وجهي في المرايا
لأواسيه
عن احتضار البسمة...
*****
الأرض قرحٌ ملتهبٌ كبير
وبطيء الالتئام
قرح بقبائلها التي تتسكع
تسعين ألف زمن
بحثاً عن محطة!
كم طويل هذا الجرح الممتد من الكون حتى صوتي
وكم كبير هذا القلب الذي يولد كل صباح تحت المقصلة...
فمأساتنا تركت أطفالاً يرسمون ملامحهم
على شوارع العالم
كنشيج المطر..
عزيزتي..
شذا صوتك الشاحب
مبهم وحزين
كموت أبي العامل
أعلم.. أعلم
أن دموعك أصبحت بعدد الرصاصات التي تنتظر الحروب الآتية
أعلم ..أعلم..
أن رائحة الدم المتخثر في الكون
تمتد حتى خيام قبائلهم
بحثاً عن محطة، ولن يصلوا
فليس للفراغ محطة
ليس للفراغ محطة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي