الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آني عراقي آني*** خل يطلع الإيراني.

احمد محمد الدراجي

2015 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الأطماع الإيرانية ليست هي وليد اللحظة أو من مقتضيات الصراع والتسابق بين الدول للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط عموما والمنطقة العربية خصوصا والعراق بشكل أخص، وإنما هو عقيدة فارسية متجذرة يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، بل هي الركن والثابت الأساسي التي تقوم عليها الإستراتيجية الإيرانية في كل زمان، وتصريحات المسؤولون الإيرانيون على مر العصور كاشفة بكل وضوح وصراحة عن تلك العقيدة ومنها في السابق تصريح صادق قطب زادة الذي كان يشغل وزير الخارجية الإيرانية: "ان العراق جزء من إيران تاريخيا وان البحرين محافظة ايرانية"،
ويستمر مسلسل إطلاق التصريحات الوقحة التي تكشف عن تلك العقيدة الفارسية الهالكة والأطماع القذرة على ألسنة أحفاد الإمبراطورية المزعومة، فقبل فترة صرح "يونسي" أن بغداد عاصمة إمبراطوريتهم ،واليوم يصدر تصريح أكثر وقاحة وغطرسة وكاشفية عن إطماع إيران في العراق خصوصا وإنها تنظر إليه انه ارث وجزء من إمبراطوريتها وذلك على لسان الجنرال الإيراني "عطا الله صالحي": "ليس من حق ‏العراق‬-;---;-- منع الإيرانيين من دخول أراضيه لأنه بالأساس أرض أجدادنا نحن و أحق فيه لذا يتوجب على العراقيين معرفة هذا الحق و تجنب مجاراة الأمة الإيرانية".
هذه التصريحات وغيرها فضلا عن السياسة الإيرانية المتبعة في العراق القابع تحت احتلالها وهيمنتها تغنينا عن بذل جهد لإثبات حقيقة عقيدة الأطماع الإيرانية في بلاد الرافدين لأن هذا الأمر بات من البديهيات التي لا تحتاج إلى نظر وفكر والإيرانيون صرحوا بذلك علنا جهارً مرارً وتكرارً...
لم تستطع إيران من تحويل أطماعها من أفكار وايدولوجيا إلى حقيقة واقعة في بعض المناطق العربية خصوصا في العراق وسوريا واليمن، وأن تتدخل في شؤون لبنان والبحرين والسعودية وغيرها، لولا وجود خيوطها واذرعها وأدواتها في تلك الدول وخصوصا في العراق الذي يعتبر الرئة التي تتنفس بواسطتها إيران والمركز الذي تنطلق منه لتنفيذ مشروعها التوسعي ومصدر تهديدها لدول الجوار، وعنصر إمداد لحلفائها في سوريا ولبنان وغيرها، متخذةً من المذهبية والطائفية أفيونا لاستقطاب الشعوب وتخديرهما وجعلها وقودا لصراعاتها، بعد أن زرعت مرجعياتها الإيرانية في الدول العربية وفي طليعتها العراق- النجف، مركز استقطاب الشيعة وتحريكهم، في حين أن الحقيقة التي أثبتها الواقع أن إيران ومرجعياتها ليس لها ارتباط بالدين والمذهب إلا بالمقدار الذي يؤمن لها مصالحها وتحقيق مشروعها الإمبراطوري،
ومن المؤسف جدا أن العرب عموما (دولا، وشعوبا) ساعدت على تمكين إيران من تحقيق بعض أحلامها ومخططاتها وذلك من خلال دعمها أو سكوتها عن تلك الأدوات الإيرانية الدينية أو السياسية أو غيرها، وبلعت الطعم الإيراني وخصوصا بعد الاحتلال حيث وقفت تتفرج على إيران وهي تبتلع العراق، لأسباب وتفاصيل يطول المقام بذكرها، ولعلّ من أبرز مظاهر تلك المساعدة هي أنها كانت عاملا مساعدا على اختزال المرجعية وعلى مر العصور عموما وفي هذا الوقت خصوصا بشخوص إيرانية، والرموز السياسية بشخوص تدين بالولاء والتبعية المطلقة لإيران، من خلال التعاطي والتعامل معها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لتساهم في تعميق وتركيز مخطط اختزال موقع المرجعية في قطب واحد وهو أمر ممنهج ومدروس تقف ورائه دول الاحتلال لتمرير مخططاتها وأجنداتها عبر ذلك القطب المؤمن والمشرعن والداعم للاحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام، وقد كشف عن ذلك المخطط المشؤوم المرجع العراقي منذ الأيام الأولى للاحتلال وحذر منه وكشف عن نتائجه المهلكة التي نعيشها اليوم بكل الم ومرارة، حيث قال في بيان رقم واحد الذي حمل عنوان: “نعم للانتخابات .. كلا لانتخابات تحت نيران وحراب المحتلين”:
((خامسا :...وبعد التغطية الإعلامية الكبيرة الكثيفة لاستقطاب أنظار العالم نحو قطب واحد واعتباره الممثل الشرعي الوحيد الفريد في الساحة العراقية عموماً وفي المجتمع الشيعي خصوصاً الذي يمثل الغالبية العظمى للشعب العراقي وحصر ذلك بمرجعية السيد السيستاني، فإنه يحتمل القول أن المراد من ذلك إعطاء إشارة للمجتمع العالمي بأن الغالبية العظمى من الشعب العراقي تقر بالاحتلال وسلطته وما يصدر عنها من أقوال وأفعال على اعتبار أن ممثلهم (حسب الفرض) أي سماحة السيد السيستاني يقـر بذلك)).
باختصار شديد أن مشكلة العراق خصوصا والدول العربية عموما تكمن في التمدد والنفوذ والاحتلال الإيراني وهذه حقيقة أقرَّ بها المجتمع الدولي عموما والمحللين والباحثين، بل حتى الشعب العراقي بات يدرك هذا الأمر جيدا بدليل الشعارات التي صدحت بها حناجر العرقين الأبرار في سوح التظاهر ومنها: (ايران بره بره*** بغداد تبقى حرة)، (اني عراقي اني*** خل يطلع الإيراني)، وهذا يعني أن مفتاح الحل وخلاص العراق الذي هو مقدمة لخلاص العرب والمنطقة، بل والعالم، يبدأ بإخراج إيران من اللعبة العراقية وهذا لا يتحقق إلا بقطع اذرعها وأدواتها في العراق وهو أمر لا يحتاج إلا إلى إرادة حقيقية صادقة مقرونة بالمواقف والأفعال وهذا هو احد بنود مشروع الخلاص الذي طرحه مؤخرا المرجع الصرخي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية قرب أوكرانيا


.. إسرائيل ترد على طلب الجنائية الدولية بهجوم على الضفة الغربية




.. السعودية وإسرائيل.. وداعأ للتطبيع في عهد نتنياهو؟ | #التاسعة


.. لماذا جددت كوريا الشمالية تهديداتها للولايات المتحدة؟




.. غريفيث: دبلوماسية قطر جعلتها قوة من أجل الخير في العالم