الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الواردة في زيد بن علي (الحلقة الرابعة )

احمد عبدول

2015 / 12 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعض الأحاديث التي وردت في الإمام زيد من قبل الرسول الاعظم وآل بيته الأطهار بالاضافة الى ما صدر بحقه من علماء عصره وفقهاء زمانه وهي أحاديث متواترة ومشهورة في تفضيله وتعظيمه والحث على الالتفاف حول رايته المباركة والجهاد المسلح بين يديه ولقد تعددت المصادر التي أوردت تلك الأحاديث ،التي تمثل الوجه الشرعي والأخلاقي لتحركه السياسي والاجتماعي .كما ان في تضافرها وصحة صدورها عبر قنوات مأمونة ما يؤهلها أن تكون حقائق لا يرقى اليها الشك بحال من الأحوال .
قال رسول الله :يأتي زيد وأصحابه يوم القيامة يتخطون رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بغير حساب (انساب الأشراف ص123 ).وعن الرسول قال :الشهيد من ذريتي والقائم بالحق من ولدي والمصلوب بكناسة كوفان إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين (الروض النضير للصنعاني )وقال أبو داوود المزني قال حدثني علي بن الحسين عن ابيه عن علي بن أبي طالب قال :يخرج بظهر الكوفة رجل من ولدي يقال له زيد في ابهة الملك لا يسبقه الأولون ولا يدركه الاخرون الا من عمل مثل عمله .يستقبلهم الرسول فيقول لهم :يا بني قد عملتما ما أمرتم به فأدخلوا الجنة بغير حساب .وعن جابر الجعفي قال :سمعت ابا جعفر وقد نظر الى أخيه زيد فتلا قوله (والذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلو ا) ثم قال :هذا والله من أهل ذلك قال جابر .وسألت محمد بن علي عن أخيه فقال :سألتني عن رجل ملىء ايمانا وعلما من أطراف شعره إلى أقدامه وهو سيد أهل بيته (الروض النظير ج1 ص55 ) وعن جابر الجعفي :عن الباقر ان رسول الله قال للحسين (يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطا هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب (عيون أخبار الرضا ) وعن سدير الصيرفي قال:كنت عند أبي جعفر فدخل زيد فضرب أبو جعفر على كتفه وقال :هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه وإذا استنصركم فأنصروه . وعن انس بن مالك ان رسول الله قال :يقتل رجل من ولدي يقال له زيد بموضع يعرف بالكناسة يدعو الى الحق ويتبعه كل مؤمن . وعن كتاب الملام لأبن طاووس في الباب 31 : إن عليا وقف في الموضع الذي صلب فيه زيد هو وأصحابه فبكى :فقالوا ما الذي ابكاك .فقال ،ان رجلا من ولدي يصلب في هذا المكان من رضي أن ينظر إلى عورته أكبه الله على وجهه في النار .وأما ما جاء بحق الإمام زيد من قبل الإمام الصادق فأن الروايات في ذلك المضمون متضافرة منها على سبيل المثال لا الحصر ان عمرو بن القاسم كان قد دخل على الإمام الصادق وفي حضرته مجموعة من الشيعة الذين رفضوا زيدا .فقال عمرو للإمام وهو يشير الى الرافضة (ان هؤلاء يبرأون من عمك زيد .قال يبرأون من عمي زيد ؟قلت نعم .قال (برىء الله ممن يبرأ من عمي زيد )(أنساب الأشراف ) .
كما ورد عن الإمام الصادق في عمه زيد بعد ان علم باستشهاده قوله (عند الله أحتسب عمي أنه كان نعم العم .ان عمي كان رجلا لدنيانا واخرتنا .مضى والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسن والحسين )(عيون أخبار الرضا الباب 25 ج6 ) كما ان الصادق كان يكثر من قوله (رحمه الله انه كان مؤمنا ،وكان عارفا عالما وكان صدوقا ،اما لو ظفر لوفى ،اما انه لو ملك لعرف كيف يضعها )(الكشي في الرجال ص242 ) ويذكر ان طائفة من الشيعة أتت إليه لتخبره بأمر عمه زيد لمبايعته فقال لهم :بايعوه فهو والله أفضلنا وسيدنا (الكامل لأبن الأثير ج5 ص242 )وفي رواية الطبري : ان زيدا فينا يبايع أفترى لنا أن نبايعه فقال :بايعوه فهو أفضلنا وسيدنا وخيرنا (الطبري تاريخ الامم والملوك ).ولا شك ان الأفضلية التي يشير اليها الصادق في هاتين الروايتين لها عدة مستويات من الفهم والتحليل ولا ينبغي أن نفهم منهما ان زيدا كان يقدم على الامام المعصوم لكن الروايتن إنما تشيران الى تلك المنزلة الرفيعة التي كان يتبؤها زيد في قلوب أئمة أهل البيت عامة وفي قلب الإمام الصادق بشكل خاص لا سيما وان ثورة زيد إنما وقعت في عهده تحديدا.
وأما ما جاء بشأنه من قبل علماء عصره وزمانه ، فقد أجمع كل علماء المسلمين على علمه وشجاعته وفصاحته وعظيم منزلته، ومما قاله ابو حنيفة النعمان بحق الإمام زيد قوله :ذاك حليف القرآن والمنقطع القريب ،حتى إذا سمع بخروجه على (هشام بن عبد الملك) قال : ضاهى بخروجه خروج رسول الله يوم بدر (ميزان الأعتدال في نقد الرجال الذهبي ص75 ) هذا ويذكر ان أبا حنيفة كان قد وقف الى جانب زيد وقد أمده بعشرة الآف دينار لتجهيز أنصاره ، قال أبو الجارود :قدمت المدينة فجعلت كلما اسأل عن زيد قيل لي : ذاك حليف القرآن ذاك اسطوانة المسجد لكثرة صلاته .ولا عجب بعد ذلك أن تنعت ثورته بثورة الفقهاء والقراء وذلك لألتفاف معظم الأوساط العلمائية حول رأيته المباركة حيث وجد هؤلاء في نهضته بوجه بني امية امرا لا بد منه نظرا لما أقترفوه من جرم وإجحاف بحق مستقبل الأمة ومقدراتها .عندئذ خرج الإمام زيد شاهرا سيفه مؤتزرا كفنه مجردا قناته لاعلاء كلمة الحق وازهاق الباطل ان الباطل كان زهوقا .ولا يسعنا هنا الا ان نذكر بعض أولئك الفقهاء والاتقياء الذين رافقوا الإمام في مسيرته المباركة .
1 ـ يزيد الايامي ،وهو من عباد الكوفة وزهادها .
2 ـ هلال بن حباب ،وهو قاضي المدائن ومن جملة محدثيها .
3 ـ يحيى بن دينار الواسطي ،وهو من كبار المحدثين .
4 ـ هاشم بن البريد وهو من محدثي الكوفة .
5 ـ عثمان بن عمير ،وهو من أشهر الرواة .
6 ـ معاوية بن ابي اسحاق ،من أشهر الرواة أيضا .
7 ـ سعيد بن خيتم ،وهو من الرواة كذلك .
8 ـ محمد بن عبد الملك بن ابي ليلى ،من فقهاء العراق .
كما بايعه محمد بن الحسن ذو النفس الزكية وعبدالله بن علي بن الحسين ومسعر بن كدام وعبدالله بن شبرمة وهو من أكابر الفقهاء والمحدثين وقيس بن الربيع ومنصور ابن المعتمر وعثمان بن عمير ابو اليقظان وهو من رواة الحديث وسعيد بن خثيم وهو من رواة الحديث كذلك والحسن ابن سعد .هذا ولم تقتصر بيعته المباركة على الرجال وإنما تعدت ذلك لتشمل عددا من النساء الرساليات أمثال (أم عمرو بنت الصلت وأم خالد التي قطع يوسف بن عمر يدها ، وغيرهن )(البلاذري في أنساب الأشراف ).
من كل هذا يتبين لنا حجم تلك المنزلة التي كان يتبؤها الإمام زيد بن علي على صعيد آل بيته وسائر علماء عصره .كما ويتبين لنا حجم ذلك الثقل الديني والاجتماعي الذي كان يشغله زيد داخل ضمير الأمة ووجدانها . ولا شك انه لم يبلغ ما بلغه من رفعة وسمو مقام إلا عبر تضحياته الجسام في سبيل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليطابق سلوكه مقولته الشهيرة (والله اني لأستحي أن أرد على رسول الله ولم أأمر بمعروف وانهى عن منكر ).لقد رفض الإمام كل أشكال التعسف والتسلط الطبقي والاجتماعي مترجما ذلك الرفض الى نهضة شعبية عارمة ومن هو أحق بها منه وهو المتحدر من تلك الأرومة التي تابى الضيم وتأنف الخضوع لغير الله تعالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني