الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكن الذكرى الخامسة لانتفاضة 17 ديسمبر – 14 جانفي محطّة لانطلاق معارك طبقيّة ثوريّة جديدة

معز الراجحي

2015 / 12 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لقد كانت سنتا 2014 و 2015 صعبتين جدا و كانتا شبيهتين بسنوات النضال ضد ديكتاتورية بن علي في اساليب المقاومة المدنية و الثبات على القناعات و المحافظة على المكاسب في وجه الهجمة المسعورة التي تلت الإنتخابات التشريعية و الرئاسية الأخيرتين لكن أيضا كانت سنة خريف الانتفاضة جفت خلالها أوصال التفاعل الرفاقي المناضل في النقابات و الجمعيات و ساحات النضال الجماهيري و في الحركة الطلابية و هياكل المعطلين عن العمل المناضلة و سقطت ايضا أوراق شجر السور الأخير من مملكة الماركسية-اللينينية في القطر على مستوى التفاعل الإيجابي بين مختلف الماركسيين الثوريين من جميع الاحزاب و الحلقات و أصبح الشيوعيون المثابرون قلة قليلة أشبه بنخبة الفرسان المتبقية عشية حرب ضروس بعد أن نجحت فرق الشوفين المتأسلمون و احزاب الاشتراكية-الديمقراطية المهادنة للإمبريالية الإستعمارية و حلفاءها المحليين و ثلة من اللقطاء فكريا و طبقيا من إفتكاك منابر النضال الطبقي الجماهيرية الواسعة و الاعلامية الرسمية المغلقة في وجه الثوريين الحقيقيين و المنفتحة على الجماهير في نفس الوقت مهمتها في ذلك مزيد مواصلة إخماد لهيب الإنتفاضة و إجهاض مسارها المتواصل تحت تمويل و وصاية الائتلاف الطبقي الرجعي الحاكم باسم نضالات الماركسيين-اللينينيين واليسار عموما التفافا عليها و اتجارا بها لصالح مشهد طبقي و سياسي عهدناه و واقع خبرناه و خبرنا جيدا . لقد هذه الفرق اليمينية و المعادية للماركسية-اللينينية أيضا إلى مزيد تعميق الأزمة بين الأحزاب و الحلقات الأقرب إلى التوحيد بالأساليب القذرة و بالإفتراءات و تعزيز السكتارية و التناحر حتى أصبح الأدنى للنضال المشترك في النقابات و الجمعيات و الحملات و النضال الميداني شبه منعدم و هو إنحدار لم يصل إليه اليسار حتى زمن الديكتاتورية النوفمبرية . فمشروع الحزب اليساري الكبير الذي يتشدقون به و يحلم به كثير من المناضلين الماركسيين أصبح شعارا للتعبئة و مزيد التبعية و التطويع لعديد الطاقات الثورية و الكوادر المناضلة لا غير .

أما عن اليسار الماركسي-اللينيني فتفاصيل حياة اليسار الماركسي-اللينيني و ديناميكيته معقدة جدا و درجة حيوية نشاطه مرتفعة الى حد كبير و على الرغم من كبواته و اخفاقاته إلا ان جدواه و بصماته التاريخية لا احد له أن ينكرها سواء على مستوى النضال داخل اليسار الكبير في صراعه ضد اليمينية و اليسراوية و الإنتهازية و كل أشكال التحريف أو كذلك على مستوى دوره التاريخي في رسم ملامح الصراع الطبقي ضد الامبريالية و الكمبرادور و الاستغلال عموما و ذلك ملموس لدى عموم الشعب الكادح و لدى الأعداء الطبقيين الرئيسيين و الثانويين بشكل أكثر عمقا .
لكن في نفس الوقت لا أحد يفكر جديا في أفق أكثر تأثيرا في ذلك الصراع من أجل نشاط ثوري أكثر فاعلية و خدمة لقاضايا الطبقة العاملة من أجل الخروج من الحلقة المفرغة التي فرضت علينا كشيوعيين في شبه مستعمرة كتونس . فلا أحد يفكر في توحيد الحلقات الماركسية-اللينينية من أجل توحيد النشاط و الشعارات و تعزيز نتائج تلك النضالات الطبقية المنجزة في الماضي و التي في طور الإنجاز في الحاضر و التي سننجزها معا في المستقبل إلى جانب شعبنا بقواه المنتجة و المعطلة عن الانتاج و فئاته الثائرة .
بالطبع هذا الكلام هو موجه لرفاقي الماركسيين-اللينينيين عشاق الثورة و أصحاب الأحلام المصهورة بثقافة النضال و المقاومة و أدبيات الإشتراكية العلمية و المادية الجدلية و التاريخية من أصحاب المعتقد و ليس الإعتقاد و الفكر الثوري حسب الطلب و التجريبية و البرنشتاينية بل المناضلين العقائديين الذين لهم القدرة في الحسم مع ماضي كان فيه كثير من حلفاء و رفاق قد أضاعوا الطريق و سال لعابهم على كراسي البيروقراطية بعد نتائج الانتخابات و الى رفاق لهم القدرة على استبرصار المستقبل القريب و البعيد لتاريخ النضال الطبقي في القطر من اجل نفس تلك الشعارات التي جمعتنا في النقابات و الجمعيات الفئوية و التجمعات الجماهيرية المطالبة بالتغيير الثوري لهذا الواقع المتهاوي. .

فلا يكفي الحزم النضالي عندما يكون النضال مشتت الاهداف و الطاقات بين اهداف ثورية و اخرى فئوية و بين طاقات تستنزف و أخرى معطلة عن الفعل و أهداف اخرى سكتارية ضيقة الافق ففي أربعة سنوات أذاق فيها الإخوان المسلمون و عملاء المجلس التأسيسي و بيروقراطيو الدولة المنتدبون بالوصاية الامبريالية الأمرين من محاكمات و إعتقالات و إيقافات عشوائية و تهديد بالقتل و التكفير و هرسلة بل يجب على ذلك الجهد أن يكون منظما و مرشدا و موجها و علميا وفق تكتيكات و أهداف قريبة و بعيدة لا يمكن توحيدها كفكرة و لا حتى إنجازها بنجاح كمشروع دون جزب ماركسي-لينيني موحد خاصة بعد الفشل الكبير في تحويل الجبهة الشعبية الى جبهة يسارية إجتماعية مناهضة للنظام القائم أو حتى لحزب يساري كبير بإمكانه أن يستوعب الصراع المفروض و الملقى على عاتق الثوريين
لا يكفي أن نحلم بالتغيير و تتحول قناعاتنا الثورية الصلبة إلى ضرب من النوستالجيا و التحسر على 17 ديسمبر 14 جانفي و ضرب من الشعر الماركيزي بل إن الفعل الثوري و بالمراكمة الثورية على أساس صفحة جديدة تجمع كل فرقاء الحلقات الماركسية-اللينينية من أجل النقاش الرفاقي و النضال المشترك المصاحب له هو وحده القادر على كسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها الحلقات الماركسية-اللينينية دون ثمار ملموسة إلى اليوم

لا نضال طبقي دون نضال فئوي و قطاعي و ميداني منظم و محزب و ممركز كما لانضال فئوي قطاعي و ميداني قادر على أن يقدم للطبقة العاملة دون بوصلة سياسية حزبية طبقية ثورية و ذلك لا يمكن أن يتحقق دون الجزب الماركسي-اللينيني الذي يجمع كل الطاقات و كل الطاقات المناضلة العقائدية كلبنة أولى للحزب الماركسي-اللينينيني الجماهيري بديل الطبقة العاملة السياسي الحقيقي و طليعتها .

لا نضال سياسي دون نضال فكري يرسم ملامح الحزب الماركسي-اللينيني التونسي طليعة الطبقة العاملة في القطر ينقذه من الارتجال و الحلقية و الحرفية و فوضى التنظيم و عواقب النتائج
لا مستقبل لاي ماركسي-لينيني و لا لنظرية تحرر الطبقة العاملة في القطر دون توحد الحلقات الماركسية-اللينينية من أجل حزب من ذلك الطراز قادر على تجميعها كميا و احداث التغيير الكيفي بهدف القدرة على التغيير التاريخي في واقع طبقي متراكم متغير و جدلي نحو لحظة التغيير الثوري فإما أن نكون أو لا نكون .

إن أكبر خسارة يمكن أن تتكبدها الذات الثوريّة فردا كان أو حلقة أو حزبا هي إمّا أن ترتبط بواقع ذاتي مكبّل يعيق التطور و التقدم و هذا معطى ثانوي و إما بمعطيات موضوعية تستدعي وقتها الصراع الممتد في الزمان من أجل إستبيان الحقيقة الثورية و إثباتها أو النقد و النقد الذاتي لكن لا شيء يقع خارج دائرة الصراع ذلك الحتمي . ففي حالة الوضع الحلقي الذي نعيشه و التشرذم الناتج عن الواقع البورجوازي-الصغير و بقايا الإقطاع لأغلب مكونات اليسار و أفكاره و فهمه و تمثله الذين يختصرون في أنطولوجيا اليسار التونسي كمفهوم شامل و مختصر الذي لا يتسم إلا بالعجز الفكري و العملي و الذي يمكن تفسيره بحالة من القنانة الفكرية و الحزبية و حتى الروحية دون أن نتحدث عن واقع نقابي متأزم بيروقراطي رجعي فئوي مقسم داخل التقسيم مجزء داخل التجزيء الفكري و القطاعي و الحزبي السكتاري مرتبط بدوائر هي في الحقيقة غريبة كل الغرابة عن المهام و الدور العضوي و التاريخي و ينسحب ذلك الواقع حتى على الجمعيات الفئوية و الهيئات التقدمية بشكل أوسع .
حلمنا كبير و عظيم لا يستوعبه المتملقون و الثقفوت المأجورون و النقابويون الذين تعلموا النضال النقابي على أيادي لاعقي الأحذية و المأجورون و بائعي الضمائر و الغرباء و غيرهم من أعداء الطبقة العاملة .
إن أملنا كبير في إستفاقة جديدة و صحوة فائقة المستوى على مستوى الطبقة المثقفة اليسارية و الماركسية الثورية في تونس و على مستوى الطبقة العاملة المتشبعة بروح النضال النقابي و الثوري و الوطني لمناهضة هؤلاء المرتزقة و هؤلاء المرتعشين و خاصة المتطفلين و الغرباء عن الساحات و المتاجرين بهمومنا و بهموم الطبقة العاملة كلما إبتعدنا عن الجماهير و همومها و تطلعاتها كلما زاد نفوذ هؤلاء و اتسع نطاق نشاطهم الرجعي المعادي للثورة . و
لا مجال لأن يكون لمتخاذل أو متاجر أو قن سياسي ما حاملا لتطلعاتنا و شعاراتنا الطبقية المشروعة بكل لصوصية و زيف
نضالنا طبقي طبقة موحدة ضد طبقة معادية و هي الإئتلاف الطبقي الحاكم بما فيه من إمبريالية إستعمارية و طبقات محلية رجعية أول سماتها الضعف و الهشاشة لأنها إستعمارية إمبريالية و كمبراديورية لصوصية عميلة مجرمة في حق شعبنا سواء في ما يخص الثروات المنهوبة أو في ما يخص القرار السياسي و الخيارات الإقتصادية دون أن نتكلم عن أدواتها الإجرامية في صناعة الارهاب و دعمه محليا و إقليميا .

نضالنا حيال ذلك لا يمكن أن يكون سلميا فلا نضال شعبي جماهيري مناهض للامبريالية و ادوات الاستعمار بما فيها الإرهاب دون عمل متعدد المستويات .
إن أول مستوى للنضال ضد الإمبريالية الاستعمارية و ادواته يتجسد في النضال ضد الارهاب الاسلامي الاخواني الوهابي خادم الامبريالية
ثاني مستوى للنضال ضد الإرهاب الوهابي صنيعة الامبريالية و خادم مشاريعها الاستعمارية هو النضال النقابي الثوري داخل النقابات و النضال الجماهيري المطلبي التقدمي و الاجتماعي المنظم الذي يمكن من إزاحة المتاجرين بآلام شعبنا من خلال ربط النضال الإقتصادي و الإجتماعي بالنضال من أجل السلم ( و نعني الأمن ) فلا سلم دون حق شعبنا في تقرير مصيره السياسي و الاقتصادي و سيادته على ثرواته و مؤسساته .
ثالث مستوى هو النضال ضد هذه الحكومات الفاشلة و العميلة و ممثليها محليا و جهويا و وطنيا و ذلك عبر نفس الاساليب الديمقراطية و الشعبية المتخذة خلال سنوات المد الثوري بمزيد التنظيم و الوضوح الفكري و الالتحام بالجماهير المضطهدة و المقموعة و في طليعتهم العمال و الفلاحين و المعطلين عن العمل .
رابع مستوى هو التعبئة الجماهيرية من أجل قيم وطنية معادية لواقع الإستعمار و ديمقراطية تعزز الحكم الشعبي الجماهيري و المجالسي و الداعم لوحدة الطبقة العاملة على اساس وعي طبقي معاد للاستعمار و وكلائهم المحليين .
خامس مستوى هو النضال النظري و العملي من أجل الإشتراكية و المدافع عن نظريتها العلمية و ما يستدعيه من نضال ثقافي ثوري طبقي دؤوب من أجل رسم طريق خلاص الطبقة العاملة الثورية المتطلعة للعدالة و المساواة . إن النضال ضد الإمبريالية و حلفاءها المحليين هو النضال من أجل الإشتراكية و ديكتاتورية الطبقة العاملة و تحقيق ذلك يستدعي النضال الفكري المدافع عن فكر الطبقة العاملة , الإشتراكية العلمية , في أوساط الجماهير بكل الوسائل المتاحة .
إن النضال السلمي النقابوي و الجمعياتي المقيت و نظريات التوافق الطبقي عبر ممثلين قد يكونون من اعماق الشعب لكنهم سرعان ما يتحولون الى بيروقراطيين فاسدين يقتاتون على موئد الاستعمار و المنظمات النقابية و الحقوقية الدولية خادمة الامبريالية و صنيعتها لا يمكن ان يقدم شيئا للطبقة العاملة سواء على مستوى الحريات النقابية و السياسية أو على مستوى الاجور و مستوى معيشة الطبقة العاملة المتدهور حد البؤس بل كانوا خداما معلنين للمسار الانقلابي على انتفاضة 17 ديسمبر 14 جانفي و لنن ننسى كيف تملص خدام القيادة النقابية من مهامه تجاه الشعب الثائر تلك الفترة إما بإيصاد ابواب الإتحاد أمام الثوريين طليعة الطبقة الثائرة آنذاك و تزكية قرارات البيروقراطية النقابية التي باركت إنقلاب المبزع و الغنوشي عن السلطة أو خلال المحطات النضالية الكبرى خلال حكم الترويكا .
إن النضال السلمي الجماهيري الذي إتخذ طابعا فوضويا خلال السنوات الاخيرة المقتصر على الاحتجاج و تعطيل الانتاج و الاضراب القانوني و غير القانوني أكد أنه لا يزيد غير ذريعة و شرعية دستورية لارساء ديكتاوتورية قمعية أكثر شرعية و أقل اكتراثا للمطالب الاجتماعية البسيطة بل اكثر استجابة لشروط المستثمرين الاجانب و المحليين على حساب شعبنا المفقر و للبيروقراطية النقابية دور مركزي في ذلك .
لقد تم تعويض الاحزاب المعارضة الكرطونية زمن بن علي بأحزاب بنفس العمالة و من بينها من غير عنوانه و اسمه بنفس القيادات السماسرة و نفس الادوار . أما الاحزاب التي كنت تلقب بحوانيت المخابرات صراحة فقد تقلدت السلطة لفترة و لفترات و أصبحت قياداتها من العائلات المافياوية الجديدة . فرخت هذه الاحزاب جمعياتات مهمتها تبييض الاموال و العصابات و المؤسسات المشبوهة من اجل دعم الثورة المضادة و لعب دور اقليمي رجعي . أما أحزاب اليسار المشوهة فكريا و المعادية للماركسية اللينينة و الطبقة العاملة فقد تحولت صراحة إلى أصدقاء معلنين للإشتراكية-الديمقراطية الإستعمارية فهم يوقعون البيانات مع الاحزاب اليسارية المنحدرة من بقايا الاممية الرابعة و موقفهم من القضية السورية بقي الى الآن يتراوح بين المعارضة السورية العميلة و موقف الاشتراكية-الديمقراطية الاستعمارية الاوربية التروتسكية و اليمينية في الاصل . أما موقفها من اليمين الاسلامي العميل فلا عمل غير استنكار الارهاب و اخذ الصور مع عائلات الشهداء دون أن نتحدث عن تحالفات و في عهد بن علي من الاخوان المسلمين و تقاطعات أخيرة مع الرجعية الحداثوية خلال أزمة حكم الترويكا بزعام النهضة .
أريد أن أؤكد للرفاق الشيوعيين أن لا طريق غير الوحدة التنظيمية الصلبة من أجل إنجاز المهام الملقاة على عاتق كل وطني ديمقراطي ماركسي-لينيني ثوي بالضرورة . يجب الأخذ بعين الاعتبار كل النقاط التي ذكرتها في هذا النص و هذه الملاحظات . و نحن بصدد التفكير و النقاش حول الوحدة لا بد من الاطلاع , على الاقل , و لو بشكل عام على ما هو ملقى على عاتق الثوريين كمهام و أين نحن بالظبط من التاريخ و الصراع , دون تلك المواجهة الشجاعة و المتفائلة لن يكون عملنا غير ضرب من الارادوية و التغني و اعادة انتاج الاخطاء و الشعر و النفخ في الصورة و المغالاة و البطولة الواهمة و مغالطة الجماهير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في