الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال القرار السياسي والهوية الوطنية للدولة

زيد كامل الكوار

2015 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حدث قبل أيام خرق كبير لكرامة وسيادة الدولة العراقية من قبل فئة ضالة كما سماها السيد مقتدى الصدر، حين اقتحم عشرات الآلاف من الزوار الإيرانيين والباكستانيين والأفغان المركز الحدودي في زرباطية العراقية، حدث ذلك تحت نظر ومراقبة الجهات المسؤولية من كلا البلدين الجارين فحرس الحدود الإيراني هو نفسه الذي سهل ومهد لعبور أولئك الزوار إلى نقطة الحدود العراقية، فمن غير المعقول أن تكون تلك الآلاف المؤلفة والحشود الكبيرة من الزوار قد عبرت النقطة الحدودية الإيرانية من دون أن تلحظها قوات الحدود المسؤولية عن تنظيم دخول وخروج الزوار، علما أن وزير الداخلية العراقية قد صرح بأن الخارجية العراقية قد سبق لها وأن طلبت وأكدت على الجهات الإيرانية المسؤولية عن الحدود أن تراقب الذين يقتربون من الحدود وتمنعهم من ذلك، إلا في ما يخص الذين يحملون تأشيرة أصولية رسمية، لكن ما حدث أن الجهات الإيرانية سهلت لتلك الحشود الوصول إلى الحدود العراقية التي لم تستطع احتواء تلك الحشود التي اقتحمت الحاجز الحدودي بعنف ووقاحة غير مسبوقتين، في حين اكتفى وزير الخارجية بالتقليل من قيمة الحدث وتسخيفه والادعاء بأن ذلك الأمر مبالغ فيه وأنه إن حدث خرق وتسلل فعلا فهو حالة شاذة ونادرة، في حين صرح مسؤول عسكري إيراني كبير وهو الجنرال عطا الله صالحي الذي قال إن العراق بلد أجدادنا من قبل وليس من حق أحد أن يمنعنا عنه فنحن لنا الحق فيه ويتوجب على العراقيين معرفة هذا الحق وتجنب استفزاز الأمة الإيرانية!!
هذا ما وصل إليه حال الدولة العراقية واستقلالها وهيبتها في زمن انعدام الهوية الوطنية وسيادة وتغليب الهوية الطائفية وليدة النظام الشاذ نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، وللناظر في أسباب هذا التردي الكبير والمهين في السيادة العراقية على حدود البلد أن يتساءل عن المسبب والسبل الكفيلة باستعادة تلك الهيبة المفقودة وإعادة سمعة العراق الدولية إلى عهدها السابق ، مع أن الأمر يقتضي الرجوع إلى الخلف لبحث جذور تلك الأسباب التي تتعلق مباشرة بالاحتلال الأمريكي للعراق وتقاعس قوات الاحتلال في حينه عن ضبط الحدود العراقية بشكل مقصود جعل الحدود العراقية مستباحة لكل من هب ودب من الجماعات الإرهابية التي عششت وفرخت في أرض العراق في ضيافة حواضن عراقية ضيعت البوصلة الوطنية العراقية بسبب نظام المحاصصة والتهميش المتعمد فكانت ردة فعل تلك الحواضن سلبية إلى درجة تمكين تلك الميليشيات من تطوير إمكاناتها المادية والعسكرية والتسليحية، ولم يكن ذلك الحدث الكارثي يتطور ويحدث من دون علم الحكومة العراقية بل كان يحدث تحت علمها الكامل وتغاضيها عنه لأسباب طائفية سياسية موروثة من النظام الدكتاتوري البائد الذي برر إهمال وترك إقليم كردستان في مطلع تسعينيات القرن السابق بتلقينهم درس تقبل عواقب سوء الاختيار حين انفصل الإقليم عن الحكومة المحلية تحت حماية الأمم المتحدة، وكذلك كان تصريح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حين قال صراحة لتذهب الموصل ودوا عشها إلى حيث تريد فذلك ما سيريحني أكثر. فكان إهمال الحكومة العراقي لتلك المناطق وعدم مبالاتها بها سببا في تضخم وتنامي قوة ونفوذ تلك العصابات الإرهابية مع تفريط الحكومة السابقة بضبط الحدود العراقية السورية الأمر الذي مكن تلك العصابات من استقدام الإرهابيين وتدفقهم عبر الحدود لتقع الكارثة الكبرى يوم احتلال الموصل من قبل تلك العصابات الأثيمة وما تبعها من تطورات مأساوية انفرط فيها عقد الحكومة العراقية كليا في أربع محافظات عراقية عزيزة لتصبح تحت سلطة وهيمنة تلك العصابات المسخ لترتكب فيها الموبقات من المذابح المأساوية والانتهاكات الإنسانية المريعة من مجزرة سبايكر إلى مأساة الأيزيديين وسبيهم وقتلهم الأثيم، من هنا انتهكت حدود العراق وأصبح من جديد بيتا بلا باب ولا سور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا