الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا والبحث عن المجد الضائع

زيد كامل الكوار

2015 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية




بعد عقود من أفول النجم الروسي على يد الأفغان تعود روسيا اليوم محاولةً استعادة مجد عفا عليه الزمن مستغلة التحالف الرباعي الأخير الذي وجدت فيه المتنفس المنقذ من العزلة الدولية بعد العقوبات الأوربية والأمريكية عليها إثر أزمة إقليم القرم الأوكراني التي طالما حاول الاتحاد الاوربي وأمريكا حلها سلميا إلا أن الدعم الروسي للمنشقين الانفصاليين الخارجين على السلطة المنتخبة في أوكرانيا من أجل ضم إقليم القرم رسميا إلى روسيا، ووسط تلك الأزمة المستفحلة بين أوربا من جهة وروسيا من جهة أخرى بادرت روسيا إلى التدخل العسكري الصريح المباشر بحجة محاربة الإرهاب والمتطرفين الروس المتواجدين مع داعش الإرهابي في سوريا، واستطاعت بذلك لفت أنظار أوربا وأمريكا عن إقليم القرم وأوكرانيا لأن روسيا فاجأتهم بهذا العمل الذي أكد نهج روسيا في دعم الأسد في حربه للحفاظ على كرسي الحكم، وبهذا القرار تمكنت روسيا من التلاعب بميزان القوى العالمي الذي انتهجت فيه أمريكا سياسة القطب الواحد لعقدين من الزمن ، إلى أن حدث هذا الاصطفاف الأخير الذي جمع روسيا وإيران وسوريا والعراق، وبتعاطف واعد من الصين وكوريا الشمالية، ومن هذا تتجلى حقيقة التكتل العالمي الجديد الذي عزز الطائفية الدينية عند المسلمين حين تحالفت هذه الدول مع ما يسمى بالهلال الشيعي، وبالمقابل توسع التحالف المعادي لسوريا من المملكة السعودي وقطر وتركيا ليكون تحالفا مع الدول الإسلامية السنية، عدا التحالف الذي ساند الحكومة اليمنية ضد الانفصاليين الحوثيين، ومن مجموع هذه التحالفات بوسع أي مراقب أن يرى التحالفات كلها تتكون من الدول العربية والإسلامية في المنطقة، وإذا بالتحالفات القديمة تطفو على السطح من جديد لكن بشخوص مختلفة حيث تم تبادل الأدوار بين اللاعبين أنفسهم مع تغيير طفيف في المسميات، فالحكومة الحالية في العراق والحزب القائد أخذت دور صدام وحكومته وحزبه القائد الوحيد حتى في ما يخص ميلها لروسيا وبغضها لأمريكا كما كان صدام يفعل، في حين بقيت القومية الكردية معارضة للحكومة وبقيت الحكومة تكره وتتجنب الأكراد كذلك، واتخذ المكون السني وداعش دور المكون الشيعي ومنظمة بدر على عهد النظام الدكتاتوري المباد، فكره السنة روسيا وأحبوا أمريكا لتتطابق الصورة مع سابقتها كليا، لكن مما لا شك فيه ووسط هذا الالتباس والخلط والتعقيد يبقى الفرق شاسعا بين ما تفعله روسيا في محاربة داعش وبين ما فعلته أمريكا وتفعله حتى الآن فجدية الضربات الجوية الروسية في سوريا وشدة تأثيرها في الدواعش لا يمكن بحال من الأحوال أن تقاس بضربات أمريكا الخجولة المجاملة التي لا تحدث في الاغلب ألا حين تفوح رائحة التواطؤ والتمثيل التي تنتهجها أمريكا في حربها مع ربيبتها داعش الإرهابية، فسياسة أمريكا في ضرباتها الجوية تعتمد المراقبة الدقيقة للموقف العسكري الفعلي على ارض المعركة فهي كأنها لا تريد لميزان القوى بين الجيش العراقي وداعش أن يختل كثيرا فيرجح بوضوح لفئة دون أخرى، فهي تريد أن تظهر في صورة المحارب للإرهاب أمام العالم كله لتثبت مصداقيتها، وفي الوقت نفسه لا تريد أن تقضي على داعش الإرهابي قضاء مبرما لأنها تعتز كثيرا بصنيعتها الغالية التي صارت بعبعا تهدد به أمن من تشاء، وكل من تريد تلقينه درسا قاسيا، عقابا لعصيانه أمر أمريكا التي تعد نفسها اليوم إلها لا يقهر وينبغي لكل من أراد أن يحيا بسلام أن ينصاع لأوامرها ورغباتها. فجاءت فضيحتها الكبرى على يد روسيا التي فعلت في شهر واحد قدر ما فعله الجيش السوري طوال أربعة أعوام من العنف المفرط والقسوة الضارية، لكن ما يثير الريبة اليوم ويدعو إلى القلق الشديد هو هدوء أمريكا وسكوتها عن روسيا التي يبدو أنها بالغت قليلا في استعراض قوتها الضاربة، وفي كل الأحوال فإن المستقبل القريب كفيل بأن يكشف لنا ما تخفيه لعبة السياسة الدولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونت كارلو الدولية / MCD البث المباشر – أخبار دولية, أبراج,


.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24




.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و


.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد




.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز