الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغط حول معنى الاشتراكية ؟؟!!

نزيه الزياني المغربي

2015 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تستوقفني بعض التعاليق والمقالات في مجموعة من المنابر الإعلامية يعتبر أصحابها –وهم على مايبدو يدعون الانتماء إلى الفكر الماركسي والشيوعي - أن الاشتراكية تقيم العدل والمساواة بين الناس !!! .......و لو سألنا أصحابنا ˓-;---;-- من هم هؤلاء الناس الذين ستقيم الاشتراكية العدل والمساواة بينهم ؟ إطلاقا أصحابنا لن يعرفوهم لا اليوم ولا غدا ؟ !
وجب الإشارة بداية ، أن هذا الفهم الخاطئ والخطير لماهية الاشتراكية ، هو تشويش فظيع لتفكير الشباب والطلائع الثورية ، ويشكل عقبة كأداء في طريق النضال الثوري والشيوعي !!!
بدون إطلاقية ، سأحاول أن ألامس بشكل سريع هذا الموضوع في بضع رؤوس أقلام فقط ، على أن تتم ملامسة الموضوع لاحقا بشكل أكثر اتساعا واستفاضة ......:

أولا : مند انتظام الإنسان في مجتمعات تحددها علاقات الإنتاج ، أضحى قانون الصراع الطبقي هو المحرك الرئيسي للتاريخ و للتطور الاجتماعي ..... هذه موضوعة ماركسية أصيلة وحاسمة . وما يسمى بالعدل والمساواة ، فليست بأي حال من الأحوال من القوانين التي تحكم عملية التطور الإجتماعي .........من هذا المنطلق يمكن التأكيد بان الاشتراكية هي في التحليل الأول والأخير حرب طبقية تخوضها طبقة البروليتاريا ودولتها "دولة ديكتاتورية البروليتاريا " ضد الطبقات المعادية الأخرى في المجتمع بهدف إبادة هذه الطبقات ومحوها نهائيا ، من خلال إلغاء وسائل الإنتاج الخاصة بها واقتصار الإنتاج فقط وفقط على الوسيلة البروليتارية .....(1)

ثانيا : فإذا كانت علاقات الإنتاج الرأسمالية تقوم أساسا على قانون القيمة الرأسمالي ،فالاشتراكية بإلغائها لعلاقات الإنتاج الرأسمالية ، فهي لاتستبدل هذا القانون بقانون آخر للقيمة ، بل إلغاء كل اثر لقانون القيمة ، بهدف أن تكون جميع السلع بدون قيمة تذكر سوى قيمتها الاستعمالية أثناء العبور إلى الشيوعية .........أضف إلى ذلك أن معاش العامل في النظام الاشتراكي غير مرتبط إطلاقا بقيمة إنتاج العامل نفسه كما هو الحال في النظام الرأسمالي .من هنا ينتفي أي مفهوم للعدالة أو العدل والمساواة.....كما جاء على لسان صاحبنا (2)

ثالثا : لقد وصفها ماركس -أي الإشتراكية- في" نقد برنامج غوتا" بالفترة القصيرة نسبيا ، تأخذ فيها البروليتاريا على عاتقها ، وهي مسلحة بديكتاتوريتها ، إعداد المجتمع للدخول إلى الحياة الشيوعية .....فترة قصيرة لا تتجاوز حسب لينين 30 سنة بالنسبة إلى الحلقات الضعيفة في سلسلة النظام الرأسمالي ، وعشرة أعوام إلى 15 سنة على اكبر تقدير بالنسبة إلى البلدان الرأسمالية المتقدمة..... خلال هذه الفترة القصيرة تكون المهمة المطروحة في جدول أعمال البروليتاريا هي محو الطبقات ، أي القضاء على جميع الطبقات في المجتمع ، بما فيها البروليتاريا ذاتها للمرور إلى الشيوعية ......أضف إلى ذلك أنه في فترة البناء الاشتراكي يحتدم الصراع الطبقي أكثر من أي وقت مضى ....(3)

رابعا : إذن فالإشتراكية بالتحديد الماركسي هي محو الطبقات ، هدا يعني أن الاشتراكية لايمكن وصفها بالنظام الاجتماعي المستقر والذي يرتكز على علاقات إنتاج تتسم بالثبات والاستقرار ، وهو مايعني أن المجتمع في فترة البناء الاشتراكي ، هو في حالة من" ثورة دائمة" لاتتوقف ولا تنتهي إلا بالانتقال إلى المجتمع الشيوعي ، مجتمع اللاطبقات وسيادة الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ...ماحدث في التجربة السوفياتية هو أن البناء الإشتراكي توقف بعد 56 ، نظرا للإنحراف عن النهج البلشفي القائم على تأجيج الصراع الطبقي والذهاب به الى أبعد مدى ، وتبديله بنهج آخر قائم على التوافقات الطبقية وتبريد الصراع الطبقي وليس تأجيجه ، وهذا ماتحلى في تبديل دولة ديكتاتورية البروليتاريا بما يسمى "دولة الشعب كله" ، وبالتالي انهارت التجربة الإشتراكية ... " فكيف لدولة تنظم هدا الصراع وتخوضه أن تمثل كل طبقات المجتمع.....(4)

خامسا : لقد ظل لينين يردد دائما "....لايمكن بناء الاشتراكية بإسقاط طبقة ما ، بل بإعادة تنظيم كل الاقتصاد الاجتماعي ....ينبغي تحويل الجميع إلى شغيلة .....الاشتراكية إنما هي محو الطبقات...." (5) . إذن فالقول أن الاشتراكية نظام اجتماعي يقيم العدل والمساواة بين الناس !!! ، هو قول ينم عن قصور فظيع في العلوم الماركسية .......
فلا اشتراكية بدون دولة ديكتاتورية البروليتاريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا عدالة بدون ظلم
سعيد زارا ( 2015 / 12 / 6 - 01:05 )

للرفيق الاعز نزيه التحية البولشفية


المنادون بمجتمع العدالة و المساواة هم ضيقو الافق و هم من حيث لا يدرون ينادون بمجتمع الظلم و الطغيان فليست هناك عدالة بدون ظلم و ليست هناك مساواة بدون طغيان.


تحياتي ايها العزيز


2 - تحيتي ياسعيد....
نزيه الزياني المغربي ( 2015 / 12 / 6 - 09:43 )
تعلم يارفيق ان هذا الرهط من القوم لادراية لهم بالعلوم الماركسية ورغم ذلك يرفعون عقيرتهم بالصياح ينادون بشئ اسمه العدالة الاجتماعية وغيرها من التراهات البالية ويدعون انهم ماركسيون في حين ان الماركسية تقول لاغشتراكية بدون دولة ديكتاتورية البروليتاريا ....تحيتي لك يارفيق على إضافاتك القيمة...دمت سعيدا ياسعيد رغم الصعاب .تحيتي


3 - ليس فقط على المنابر الاجتماعيه
عبد المطلب العلمي ( 2015 / 12 / 6 - 11:12 )
رفاقي الاعزاء
لو كانت الدعوه الى العداله الاجتماعيه قد اقتصرت فقط على منابر التواصل الاجتماعي لهان الامر.لكن ارى احزابا تدعي الشيوعيه و في برامجها السياسيه ،الدعوه الى العداله الاجتماعيه. و حين اعترضت طالبا استفسارا،اجابوا انها عداله اجتماعيه ليس بمفهوم افلاطوني بل بمفهوم ماركسي!!صعقني الجواب و توقفت عن الجدال.
http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=237224


4 - غريب مايقولون...
نزيه الزياني المغربي ( 2015 / 12 / 6 - 16:53 )
عدالة اجنماعية بفهوم ماركسي؟؟؟ هل هذه احزاب شيوعية يامطلب ؟؟؟امثال هؤلاء يارفيق لن تناقشهم اطلاقا والنقاش معهم هو مضيعة للوقت ...تحيتي لك يارفيقي العزيز

اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس