الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


االسبكية والوهابية!

السيد شبل

2015 / 12 / 5
الادب والفن


منطق "السبكية" متواجد على الساحة السينمائية منذ السبعينات وليس وليد الألفية الثالثة كما يتوهم البعض، هذا المنطق مخاصم للفن بشكل جذري، وفي قرارة نفسه يحرّمه، وأصحابه مؤمنون أنهم يقدمون سلعة تجارية بها كثير من الذنوب التي لا بد منها للبيع (لا فن ولا يحزنون!)؛ وعليه فهم أشد الناس حرصًا على الاستغفار من تلك الذنوب، وتطهير الأرباح في أسرع وقت (سنعود لذلك فيما بعد).

الإشكالية أن تلك السلعة التجارية التي هي مزيجٌ من الشبق الجنسي والابتذال والسوقية مدرجة، رغم مشيئة الجميع، تحت بند "فن سينمائي". وهذه مسألة تضرب الذوق العام، في مقتل. والمجتمع مجرّد من الأسلحة في مواجهتها، حتى سلاح المقاطعة لا يجدي نفعًا.. لأنها، حتمًا، ستجد منفًذا للجمهور العام، وستؤثر ولو في فئة ضئيلة منه، وتلك الفئة ستسعى لتسيّد المشهد وقيادة ركب "الموضة"، وستكافح حتى تكون لها الغلبة في الشارع باستنادها إلى الهالة المصاحبة لشخصية البطل السينمائي، وإلى الثقة التي تبعثها تلك الهالة في النفوس.

لكن هناك ما هو أعجب، وهو ما يمكن أن نسميه تقاطع مصالح "الوهابية" و"السبكية"، لأن تابعي المسارين يعزفون على ذات الوتر رغم أنهم يبدون للوهلة الأولى متناقضين. فزعماء الوهابية (الفاسد وجدانهم، والذين لا حظ لهم في عبادات الباطن الذوقية) لا يريدون فنًا محترمًا (لا يريدون أسامة أنور عكاشة وكرم النجار وعاطف الطيب وصلاح أبوسيف ومحمد فاضل..) حتى تظل دعايتهم ضد الفن، باعتباره رجسًا وشرًا محضًا، تجد منطقًا تستند إليه.

و"السبكية" -كمنهج لا كعائلة-، ببضاعتهم الرديئة، يقدمون لهم ما يريدون.. ثم يعودون، لإيمانهم بأن ما قدموه محرّم من الأصل، فيتوبون على أيديهم، ويتذللون في محرابهم، ويساهمون في تمويل فعالياتهم، والإنفاق على مساجدهم، ودعم مشاريعهم الخيرية وغير الخيرية.. بكل ما يلزم وفوق ما يلزم، وبالتالي يمنحونهم "السلطة" و"الرئاسة" التي تطلبها نفوسهم من تحت عباءة العمل في المجال الديني. وهلم جرا.. ليكتمل سريان تلك الدائرة التي تسحق وتشوه كل ما هو جميل وروحاني وأصيل في الدين والحياة.

ولا يفوتنا -ولا يصح أن يفوتنا- إغلاق هذ الباب قبل الإشارة إلى أن الأعمال ذات المزاج "الليبرالي الغربي" التي لا تدخر وسعًا في الانقضاض على سائر التقاليد المجتمعية (حسنة أو قبيحة)، واستعراض عضلات "التحرر" بتقديم مشاهد العري والهجوم على الممارسات التعبدية، والبحث عن كل سيء واستثنائي في الحياة لتركّز الكاميرا عليه وتبرزه وتعممه.. هي ركن أساسي في هذا التحالف السبعيناتي الكئيب، وإن كانت مختلفة عن حلفائها في الصورة وبعض التفاصيل!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي