الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


***افكار مجنونه***

ميلاد المكصوصي

2015 / 12 / 6
الادب والفن


مع اقتراب زياره الاربعين- (ذكری-;- اربعينيه الامام الحسين منذ 1400 عام)-....بدء الهدوء يعم ارجاء المدينه ...فقد غادرت النساء والاطفال ثم الرجال سعيا علی-;- الاقدام ...مثقلين بهمومهم وهموم هذا الوطن الجريح ...يذرفون الدموع وهم يستذكرون واقعه الطف الأليمه بحرقه ...لكن حرقه هذا العام ممزوجه بوجع قلوب امهات شهداء سبايكر والابرياء في كل مكان تحفهم تلك الأرواح التی-;- تسامت مع ماء دجله العذب وارتقت الی-;- السماء ... ...كنت مجبره علی-;- البقاء لكن الحقيقه انا اعشق البقاء حين يغادر الكل ....خرجت اليوم باكرا بل باكرا جدا ..جدا..قبل ان تتسلل أشعه ألشمس الرقيقه وسط زمهرير الشتاء القارص....كم أستمتع بهذا الهدوء الذي خلفوه ورائهم أنتعش بنسمات الصباح الممزوج بالحب لكل ذره من ترابك يا وطن ...نظرت الی-;- ساعتي لازال عندي الكثير من الوقت ...أخذتني قدماي الی-;- اكثر مكان اعشقه هنا في مدينتي حيث اسكن ...( سده الكوت)علی-;- نهر دجله ....يا ويح قلبي كم كان منظرا ينعش الروح والقلب ... تلك المياه وهي تتدفق بشده تمدني بالرغبه للحياه بعد ان فقدتها من زمن طويل منذ ان سكنت قصور بغدادنا غربان الشر...كان هناك احد الجنود يحرس هذا المكان رمقني بنظره شك ودهشه ثم ابتسم ربما ضن بأنني علی-;- موعد في هذا المكان الرومانسي فطردت افكاره الساخنه برد الصباح وملل الواجب وتحرك بنشاط اردت ان القي عليه التحيه لكن لم افعل لسبب ما .
اه.. لولا تلك العيون التي ترمقني باستغراب لقفزت فرحا لرؤيه منسوب المياه وقد ارتفع كثيرا وملئ كل الفراغات التي جفت منذ وقت طويل ....حقا ليس هناك شئ مستحيل كنت يائسه تماما من عوده المياه كما كانت ايام طفولتي ...سبحان الله قادر علی-;- كل شئ مشهد ساحر زاده روعه وسحر اصوات الطيور التي تجمعت مع تسلل اشعه شمس هذا الصباح وهي تمتد بهدوء كانها نعسی-;- هي الاخری-;- ....اه يا بلدي كل شئ فيك جميل ....الذين غادروك بحثا عن الخضره والماء والوجه الحسن لم يعلمهم احد كيف يستمتعوا بروعتك لكي يرسموا احلامهم بفرشاه مغمسه بالوان من طبيعتك الخلابه .
نظره اخری-;- الی-;- الساعه ما زال عندي وقت ...سأقطع السده الی-;- الجهه الاخری-;- كان الجسر فارغ تماما من السيارات الا القليل تمر بين الحين والأخر .... سعادتي لا توصف هذا المكان لي وحدي الأن .كنت أسير علی-;- مهل في حين كانت تقفز الطفله التي في داخلي وسط الشارع وتردد بصوت عال اغانيها الوطنيه المحببه كان عطر المكان يذكرها بوالدها الذي نهشت جسده تلك الغربان ...لكنها كانت سعيده تقطع الجسر من اليمين الی-;- اليسار بغرور وفرح كانت شقيه جدا حتی-;- أنني خشيت عليها من أن تقفز الی-;- النهر ...مددت رأسي لاتفحص شرخ كبير في دعامات هذه السده المخظرمه ...
لم استغرب كثيرا فكم تعرضت للاذی-;- من اولئك الاشرار كم صاروخ تحطم فوق هامتها المنيعه وزادها الاهمال تحطما فقد ألفت سواعد قويه توليها عنايه بمحبه كبيره .
مسحت حافتها بيدي ليتها تستطيع ان تبرء هذه الجروح العميقه فانا اعرف ان الحجر ارق من قلوب الناس وربما تشعر بالحب الذي نكنه لها وتشعر ايضا بالاهمال الذي طالها بسبب أفكارنا المريضه .واحلامنا وانانيتنا البغيضه .كانت المسافه طويله نوعا ما اشبعت شوقي ورغبتي بالبقاء المزيد من الوقت ... لكن تقاليدنا هنا تحرم علی-;- المراءه اي تصرف غير مألوف كنت راضيه بما اقتنصته اليوم ووعدت نفسي بتكرار تلك الزياره فالزوايا الجميله هنا لا يمكن ان تشمل كلها بهذا الوقت القصير . كانت الجهه الاخری-;- اكثر جمالا وهدوء بل قل صمتا يصغي لهدير المياه الرائع .
لم اشعر بالوقت حتی-;- لمس الدفء ملامح وجهي .....لقد تاخرت كثيرا كنت اتمنی-;- ان ان ابقی-;- الی-;- الابد ....
استوقفت سياره اجره كان شابا يجلس جنب السائق طلبت ان يوصلني معه لانعدام سيارات النقل فتحت الباب ولوحت بيدي للماء والهواء ولعيون تلك السده التي تبرق جمالا وروعه واعده اياها بالعوده في يوم أخر ...فلا يهم ما يفكر الناس بتصرفاتي وماذا لو قالوا مجنونه ..فانا مجنونه حقا بحب هذا الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??