الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيلو و دالاتي والوطنية المزيفة

محمد مندلاوي

2015 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



أجرت الإعلامية الحسناء في قناة الـ "بي بي سي B B C =" (ملاك جعفر), حواراً بتاريخ 04 12 2015 مع المناضل الكوردستاني (صالح مسلم), واثنان من أولئك المصابين بآفة عمى الألوان, التي تمنع المصاب بها من إدراك الألوان والتمييز بينها كما يجب, وهم كل من الأبله المدعو ميشيل كيلو, الذي يرى العالم بعيون وعقلية أيام الحكم الفرنسي للمنطقة, ولا يرى التماييز الكبير بين خمسة ملايين كوردي على أرضه في غربي كوردستان وسكان سوريا الآخرون, من الناطقين بالعربية وغيرهم من الطوائف الدينية والمذهبية. لكن ماذا نقول له, ابن شرطي, ذلك المسلك الأمني المعروف في الشرق بتعاطي الرشا والموبقات. الذي قال عنه الشاعر البريطاني (وليام شكسبير) قوله المشهورة:" إذا سقطت المرأة أصبحت عاهرة وإذا سقط الرجل أصبح شرطيا" فلذا لا غرابة أن يرى الكيلو وهو في أرذل العمر, أن يرى الحق باطلاً والباطل حقاً. من يتصفح تلك الوريقات التي كتبت عن تاريخ حياته, يرى أنه عمل موظفاً في "وزارة الثقافة والإرشاد القومي" يا حبذا يتحفنا كيلو ويفسر لنا ما معنى وجود وزارة باسم الإرشاد القومي؟ يش ترى كان يرشد إلى أية قومية عنصرية, ويملأ رؤوس الشباب بأفكار عنصرية مقيتة ضد من؟. ما الفرق بينك وبين موظفي الذين كانوا تحت أمرة جوبلز وزير الدعاية في ألمانيا النازية, التي كان اسم وزارته الرسمي الحقيقي "وزارة الإرشاد القومي" أيضاً, التي سميتم وزارتكم العنصرية في سوريا على غرارها, وفي مصر في الإقليم الجنوبي, وكان وزير ذات الوزارة العاهرة محمد حسنين هيكل. لكن, لكي لا يقولوا أنكم سميتم وزارتكم باسم وزارة نازية فلذا أطلقتم على اسم وزارة الإرشاد القومي النازي, وزارة الدعاية النازية؟. حقاً أن الشخص العنصري والإنسان غير السوي لا يرى أبعد من أمام أنفه, تصور لهم خيالهم المريض, أن الشعوب لا تعرف ألاعيب العروبيين ومرتزقتهم من شتى الصنوف والألوان عندما يلعبون بالكلمات والجمل. عجبي, أهذا الذي تعلمته من الأناجيل الماركسية يا أشمط, معاداة الشعوب التواقة للحرية والانعتاق!. مع أن الأسفار الماركسية لا تقول هكذا قط, هذا هو معلمك لينين يقول في كتابه "مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية" صفحة (164): لا تستطيع التوصل إلى اندماج الأمم المحتوم إلا عبر مرحلة انتقالية هي مرحلة تحرر جميع الأمم المضطهَدة تحرراً تاماً, أي عبر مرحلة تتمتع فيها بحرية الانفصال. إن معاداة هذا الكيلو للشعب الكوردي ليست وليدة اليوم, بل بدأت ملامحها تظهر للعيان من تلك الأيام الخوالي التي كان فيها عضواً في الحزب الشيوعي السوري, الذي تركه بسبب عنصريته المقيتة, لأن شخصاً كوردياً كان يتبوأ منصب أمين عام الحزب ألا وهو خالد بكداش. نستدل من خلال اسمه "ميشيل" أنه شخص مسيحي, لكن هو لم يذكر انتمائه القومي في أية مناسبة, قد يدعي كذباً أنه عربي مسيحي كما يفعل بعضهم, حتى يتجنب رفض العروبيين له في صفوف المعارضة السورية كمسيحي وغير عربي أيضاً. لكن من خلال السموم التي ينفثها ضد الكورد وكوردستان يظهر أنه ينتمي إلى إحدى الطوائف المسيحية التي تقيم في كنف الكورد والتي استحدثت الدول الاستعمارية أسماءاً مستعارة لها في القرن التاسع عشر وبعده, كالنساطرة الذين بقدرة بريطانيا العظمى أصبحوا أشوريون, و اليعاقبة الذين صاروا سرياناً وهلم جرا؟.
الآن نداول اسم الشخص الثالث, الذي شارك في اللقاء التلفزيوني, الذي قلنا أعلاه, أن المحاورة البارعة (ملاك جعفر) أجرته مع مناضل كوردي واثنان من أولئك الذين يزايدون على الآخرين بالوطنية كذباً وبهتاناً ويدعون زيفاً انتمائهم لسوريا, بينما أسمائهم وألقابهم الأجنبية تفضحهم, من هؤلاء "رامي دالاتي" الذي وجدت في المعجم العربي, أن لقبه تركي ويطلق على الجندي من المرتزقة. وفي تفسير آخر له في المعجم قال, أنه الصيغة التركية لاسم العدالة, عدالتي, ومع مرور الزمن لكي يناسب اللفظ التركي السقيم صار دالاتي. على أية حال, أن المعجم يقول إنهم من أصول تركمانية, يعني أن حامل هذا اللقب ليس سورياً, بل تركياً أو تركمانياً لا يفرق كلاهما من نفس الطينة... ينتمي إلى أولئك الطورانيون الذين جاءوا من آسيا الوسطى واستقروا في هذه المنطقة بحد السيف, واليوم يحنون إلى كيانهم المسمى تركيا الطورانية, الذي تأسس عام (1923) بدعم مباشر من الدول الاستعمارية (الكافرة), وعندما يواجههم أية معضلة صغيرة كانت أم كبيرة نراهم سرعان ما يلجئوا إلى أبناء جلدتهم الأتراك ويطلبون منهم الدعم والمساعدة, كما فعل هذا الدالاتي الذي استقر في اسطنبول ويتكلم من هناك بتعنت وتكابر. ورأينا قبل عدة سنوات سبقه إليها ذلك المسمى بطارق الهاشمي, الذي هو أيضاً من أصول تركية. وسبق جميع هؤلاء إلى أحضان الأتراك جماعات الطابور الخامس التركي... بعد أن فضح أمرهم في العراق وسوريا وكوردستان التي آوتهم فروا إلى بلدهم الأم تركيا, والآن يتبوأوا هناك المناصب العليا؟. الطامة الكبرى, أن رامي دالاتي, الإسلامي, الذي ينبغي عليه, أن يكون أكثر التزاماً بنصوص وأحكام العقيدة الإسلامية, وعلى رأسها القرآن, لكن لكي يظهر الشعب الكوردي, أحفاد صلاح الدين الأيوبي, بصورة غير التي هو عليها, زعم في سياق اللقاء التلفزيوني, أنه لا يمانع, أن يكون ميشيل كيلو النصراني رئيساً لجمهورية سوريا! بينما القرآن صريح وواضح في هذا الموضوع, حيث يقول في سورة المائدة آية (51): يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: ينهي تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله. وعدم الموالاة كما جاءت في معجم اللغة العربية أن لا تناصر شخصاً لا تواليه. لأن الموالاة هي التأييد والمبايعة. السؤال هنا, كيف تهضم حقوق الأكثرية المسلمة, وتوالي نصرانياً, وتنصبه رئيساً على البلد, ودينك يحذرك و يمنعك القيام بهذا؟. أنا لست فقيهاً في الدين, لكن هذا الذي اقرأه في المصادر الإسلامية. أما إذا تسألني عن منح المناصب العلياء للمسيحيين أو غيرهم من أبناء ذلك البلد فليس لدي أي مانع أن يتبوأوا أي منصب فيه. لكن هنا الفرق بين المسلم والإسلامي, وهو ذلك الإسلامي الذي يجب عليه تطبيق أحكام الإسلام بطريقة دقيقة. أما الذي قاله ابن كثير في تفسيره للآية عن النصارى كذلك يقول المفسرون الآخرون أيضاً, كالقرطبي والجلالين والطبري الخ. ويقولوا عن من يتولهم منكم فإنه منهم, أي من يتولهم من المسلمين يصبح نصرانياً؟. هذا كلام القرآن وأنا كما أسلفت لست ضليعاً فيه, إن كان في كلامي شيء غير صحيح, أرجو من أحدهم أن يصحح لي. وفي سورة آل عمران آية (28) يقول القرآن: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير. الولي في اللغة يعني كل من ولى أمراً أو قام به. كولي العهد, وريث الملك الذي يتولى الحكم بعد وفاة الملك أو تخليه عنه. دعونا الآن نذهب إلى التفاسير ماذا تقول عن هذه الفريضة القرآنية. يقول القرطبي عن ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذونهم أولياء. وجاء في تفسير الجلالين: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء "يوالونهم من دون" أي غير المؤمنين ومن يفعل ذلك" أي يواليهم "فليس من دين الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة" التقية تعني أنك في بلد غير مسلم وتخاف فلكم موالاتهم باللسان دون القلب, وهذا كان قبل عزة الإسلام. أما رامي دالاتي (أبو حذيفة) أثناء اللقاء التلفزيوني كان في بلد مسلم ويحكمه حزب إسلامي ولا يحتاج إلى التقية حتى يوالي ميشيل كيلو. وكذلك يقول الطبري في تفسيره: هذا نهي من الله عز وجل المؤمنين أن يتخذوا الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً. وفي سورة التوبة آية (29) قال القرآن من هم أولئك الذين لا يؤمنون بالله: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. يقول الطبري بعد كلام طويل يقول: ولا يطيعون الله طاعة الحق. يعني: أنهم لا يطيعون طاعة أهل الإسلام. من الذي أوتوا الكتاب, وهم اليهود والنصارى. أنا اختصرت كثيراً التفاسير,وإلا الكلام يطول كثيراً. على أية حال, هذا هو القرآن, واضح وصريح في قوله عن هؤلاء القوم وبماذا وصفهم, بينما تأتي أنت الآن وتجعل - حتى لو في القول فقط - منهم رئيساً للبلاد على رؤوس المسلمين؟!. كل هذا من أجل أن تشوه صورة الكوردي الذي يعيش على أرضه التاريخية في غربي كوردستان. ألا أنه للحق أقول, أن ذلك الكوردي الهادئ هدوء الحكماء, الذي شارك معكما في ذلك البرنامج المذكور لقد لجمكما, وهو أهل لمثل هذه النقاشات لمواجهة الموتورين, ولا يقدر عليه أحداً. وهو الذي جعلكما أن ترفعا صوتيكما, وتتحدثا بالعصبية وبلغة سقيمة غير لائقة. إن الآيات التي جئت بها في هذا المقال, هي لتوضيح ما دار في النقاش التلفزيوني للقارئ الكريم, لكي يعرف حقيقة هؤلاء, الذين إذا ضاقت بهم الأمر, يتكلمون خلاف ما يؤمنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ