الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ... دول الطوق العراقي تريد الخير للعراق!؟

عبد علي عوض

2015 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا داعي للخوض بجزئيات الأحداث الجارية، لكن ما طفحَ منها على السطح، يجعلنا أن نتيقـن من أنّ تصريحات بعض الدول حول حرصها وخوفها على العراق، ما هي إلاّ أكاذيب وبالضد من نواياها الدفينة. إنَّ الموقف الموحد والمُتـفَــق عليه من قِبَل الدول المحيطة بالعراق وبعض الدول البعيدة عنه، يتلخص برغبتها جميعاً في إبقاء العراق بلداً ضعيفاً ومتخلفاً وأنْ لا يستطيع النهوض من جديد بعد الخراب ألذي حلَّ به كما نهضَت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، والعامل الداخلي الذي يساعد تلك الدول بتحقيق هدفها تجاه العراق هي التكتلات السياسية الطائفية والأثنية الجاثمة على السلطة والغارقة بالفساد، فكل واحدة من تلك الكتل تدين بالولاء لاحدى دول الجوار، لكون لكل دولة من تلك الدول الفضل في إيصال مواليها في الداخل العراقي إلى السلطة. لنرى مواقف سياسات بعض الأشقـاء الخليجيين تجاه العراق:
السـعودية، الامارات، الكويت، تركيـا
أصبح بما لا يقبل الشك ومنذ الايام الأولى لظهور المجاميع الارهابية، تورّط السعودية بدعمها لتلك المجاميع بالمال والسلاح لدوافع طائفية من ناحية وإرتباط بعض أقطاب البعث الفاشي المطمور بالنظام السعودي، وقد أثبتت دوائر الاستخبارات الأمريكية والبريطانية التورّط السعودي بدعم الارهاب، وبعدما كشفَتْ الاستخبارات الروسية كل شيء بالصور والوثائق.... ولم تكتفي السعودية بالدعم المباشر للارهاب، إنما إستخدمَت سلاح النفط لتدمير العراق من خلال تجاوز حصتها المقرّرة من إنتاج النفط في أوبك (5000000 خمسة ملايين برميل يومياً) فوق حصتها، وقد حذَت حذوها كل من الامارات بتصديرها (500000 خمسمائة ألف برميل يومياً) فوق حصتها، وكذلك الكويت بمقدار (700000 سبعمائة ألف برميل يومياً). إنّ السياسة النفطية للدول الثلاث بزيادة إنتاجها المفرِط، جاءت بناءً على الضغط الأمريكي لمعاقبة العراق ألذي رفضَ إقامة قواعد عسكرية دائمة للاحتلال الأمريكي على الأرض العراقية.
لقد تكبّدت الدول الثلاث خسائر فادحة بعوائدها النفطية، وهي تعاني الآن من العجز الكبير في موازنتها السنوية القادمة لعام 2016، إذ إضطرّت لبيع بعض أسهمها وسندات الخزانة في الخارج لغرض سَـد العجز الحاصل في موازناتها القادمة، حيث بلغت نسبة العجز في موازنة السعودية -2,3 %، وهذه النسبة تشكل مئات المليارات من الدولارات... هذا ليس بالشيء المهم، بَلْ الأهم هو تحطيم العراق ليبقى كسيحاً دائماً!. أما تركيا، فعلاقتها العضوية مع داعش لا تحتاج إلى أي سَـرد أو تعليق، فكل شيء مكشوف وبالدلائل القاطعة بتورط أردوغان وعائلته بعمليات تهريب النفط وإقامة معسكرات تدريب الدواعش على الحدود التركية السورية.
العـراق .... دولـة من ورق!
حادثتان تؤكدان غياب وفقدان هيبة الدولـة العراقية:
1- تجاوز نصف مليون زائر إيراني على البوابة الحدودية في منفذ زرباطية بناءً على توجيهات الحكومة الايرانية، والاعتداء على حرس الحدود العراقي. نحن نعلم جيداً إنّ زائري العتبات المقدسة كلهم خشوع بمشاعرهم وجوارحهم، أي إنهم بعيدون عن أي سلوك عدائي. إذن مَن قامَ بألاعتداء! إنهم مجاميع منحرفة جاءت حاملة معها كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والعملة الصعبة المزورة، وقد ألقت القبض عليهم الأجهزة الأمنية العراقية. لكن لم يصدر قرار حكم قضائي بحقهم، خوفاً من زعل ولاية الفقيه.
2- دخول قطعات من الجيش التركي بمدرعاتها وجرّافاتها إلى داخل الأراضي العراقية بدون إذن الحكومة العراقية، يقابل ذلك صَمتْ حكومة الاقليم، حسب قاعدة (السكوت علامة الرضى)، لأن الأحزاب الكردية العراقية ومنذ البداية ساهمت وبنشاط حثيث في تغييب القرار الرسمي العراقي المركزي، لتثبت للعالم بأن العراق ما هو إلاّ خارطة على الورق فقط لا أكثر، إضافةً إلى إرتياح محافظ نينوى الجديد لهذا الفعل، وهنا يتضح التواطؤ التركي مع بقايا أزلام البعث الفاشي. رسالة إحتجاج الحكومة العراقية على التدخل التركي لم تكن بالمستوى المطلوب، بَل يتوجّب إعطاء مهلة زمنية محدّدة 24 ساعة – 48 ساعة لخروج تلك القوات، وإن لم يلتزم الجانب التركي بذلك فمن حق العراق إستخدام القوة لاخراجها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية