الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا والعزف على أوتار داعش والكرد

طاهر مسلم البكاء

2015 / 12 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تواجه الوحدة العراقية اليوم هجوما ًثلاثيا ً قل ان واجهته من قبل ،فأمريكا التي تحس ان روسيا بدأت تنازعها الأنفراد بصدارة وغنائم العالم بدأت تقلق أكثر من اي وقت مضى وهي على عجلة من امرها في المشروع العراقي الذي اصبح عصيا ً على التنفيذ رغم كل مافعلته ،لقد عملت المستحيل لتجزئة العراق ،وقد اتهمت بأنها تركت العالم كله وانشغلت بالعراق منذ تتويجها الصدارة بأنهيار السوفيت عام 1991،فهي :
- شنت اضخم حروبها قاطبة لأستملاك العراق عام 1991 بحجة تحرير الكويت ،ولكنها فشلت رغم التحالف الضخم ورغم ان ثمن الحرب كان مدفوع خليجيا ً .
- استمرت بحصار للعراق لم يشهد العالم له مثيل لثلاثة عشر سنه ،وسط تخاذل العالم وغياب الضمير الدولي .
- شنت حرب جديدة عام 2003 بتحالف مع الأوربيين ،وتأثيرات الحصار الطويل ،تمكنت من دخول العراق والمكوث فيه حتى عام 2011حيث خرجت مرغمة بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها ،تاركة ً العراق لقمة سائغة بفم الأرهاب بعد تفكيك الجيش وترك الحدود سائبة .
- عادت عام 2014 بثوب داعش وهي تحاول ادارة الصراع وفق توجهاتها ومصالحها في العراق .
- بعد ان فشلت بتجزئة العراق الى ثلاث أقاليم، شيعي وسني وكردي بسبب نسيج الوحدة العراقية الذي يعود لآلاف السنين ووازدياد متانته بتعميده بدماء التحرير الذي بذلها العراقييون على طول ارض العراق دون الألتفات الى المسميات التي بثت مغمسة بنذالة الأموال الخليجية،فقد استثمرت أمريكا الأموال الوهابية وداعش و الكرد مستغلة أطماع قادتهم في تكوين امبراطورية الكرد ونواتها على الأراضي العراقية .
ان الشعب الكردي هو شعب محب للحرية والسلام والعيش الكريم ،وقد عاش على هذه الأرض لسنين طويلة ،غير ان قيادته مغرقة بالفردية والديكتاتورية متشبهة بسلعة فاشلة كان يبيعها قبلها صدام ،
ان الشعب العراقي يريد الأكراد أخوة كما كانوا جزءا ً من الشعب العراقي في السراء والضراء،غير ان قادة الكرد بدءوا يلعبون بالنار ألعابا ً سبق وأن استهجنوها من النظام الصدامي ، فقد ظهر واضحا ً انهم ينفذون مخططات وأجندات بعيدة عن مصلحة البلاد وعموم العراقيين ، ولن تخدم السلام والعيش الأخوي للعراقيين ،ولينتبهوا الى ان الصهاينة والأمريكان لن يعطوهم ارض ولانفط ولاحياة هادئة بقدر ما يستخدمونهم كأوراق في مخططهم الشيطاني لتخريب المنطقة ونهب ثرواتها ،وهذا مايحصل مع داعش التي وان كانت مشمولة بالرعاية الأمريكية لفترة من الزمن ولكنها اليوم تتعرض الى هجوم دولي وحصار كبير .
يبدو ان مخططات أمريكا تعاني الفشل الذريع ،فوليدها داعش، الذي تعهدته بالرعاية والدعم المباشر والغير مباشر ،تجد نفسها اليوم مرغمة على قبول تدميره من التحالفات الدولية التي تضررت منه ،كروسيا وفرنساو بريطانيا، وفي العراق بدى الشعب يتسائل عن العلاقة مع أمريكا التي ليس فيها فائدة واضحة ،فمآسي الموصل وسبايكر ونهب النفط العراقي ،كلها حدثت تحت سمع وبصر الأمريكان دون ان يحركوا ساكن ،وهم اليوم ينحون بقرار الدولة بتحرير الأنبار الى المماطلة و التخاذل ،وفي الجانب الأقتصادي دمرت ديمقراطية الفوضى والحرية الأمريكية الكاذبة ، اقتصاد البلاد وكنوزه واوقفت كل أثر للصناعة والزراعة والنشاطات الأخرى المدرة للدخل ،ويطهر واضحا ان الأمريكان لايزال يتمسكون بالأستراتيجيةالصهيونية : (زبغنيو- بريجنسكي) التي يطلقون عليها الضرب أسفل الجدار،والتي بنيت على حقوق الإنسان الكاذبة من جانب (التي تتضح للمعترض على كلامنا في ملايين القتلى والنازحين والمهجرين وتخريب البلاد العربية )، وإرباك الوضع الداخلي ،من جانب ثاني ،باستخدام المذهبية والحساسيات العرقية ، من أجل خلق الفوضى الخلاقة الأمريكية ،ثم التقسيم والتفتيت والانفصال عن الوطن الأم،ورغم المآسي التي يندى لها جبين التاريخ التي حصلت في المنطقة فأن الأمريكان لايزالون مستمرين بتطبيقها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة