الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقاب رومانوف

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لاتقف روسياعند الحد من التحركات العسكرية للجماعات المسلحة على الاراضي السورية وانما تذهب الى ابعد من ذلك حيث تعمل على احراج الجانب الامريكي والتركي عبر ما تورده وزارة الدفاع الروسية من معطيات حول عمليات تهريب النفط من سوريا .تحركات بوتين وخامنئي هي رفض واضح للنفوذ الامريكي في المنطقة والدولتين على استعداد تام للمضي الى مديات بعيدة جدآ .اوربا تبدو حائرة او منقسمة على نفسها الا انها قد تميل لاحقآ نحو الموقف الروسي الذي يبدو انه اكثر توازنآ وتأثيرآ وفاعلية في تحجيم نفوذ الجماعات الارهابية ولكنه سيكون دورانآ بطيئآ وحذرآ ودون التفريط بتحالفها مع الولايات المتحدة. ورغم التماسك الكبير في المواقف الا ان مؤشرات عديدة تشير الى تراجع مستوى الثقة بين الاوربي وحليفه الامريكي نتيجة عدم الفاعلية الواضحة في قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي ومع هذا يبقى هذا التحالف ثابتآ وغير معرض للتفكك في الوقت الراهن الا انه قد يتعرض لهزات اوربية .العين الروسية تركز على الدور السلبي الذي لعبته تركيا بايحاء امريكي ادى الى اسقاط طائرة السوخوي ويستمر هذا الدور في بعثرة الاوراق بشكل ملفت ,وربما يكون الحراك العسكري التركي الاخير في الموصل العراقية محاولة لتخفيف الضغط الداخلي والخارجي عبرلفت الانظار الى معركة الموصل القادمة .روسيا من جانبها تعلم جيدآ انها تخوض صراعآ كبيرآ لم تكن بدايته في سوريا ولانهايته فيها ايضآ لذلك هي تعمل على محاولة تفكيك الموقف الاوربي والتأثيرفيه.من جانب اخر يستمر بعض حلفاء امريكا في محاولة التغريد خارج السرب كما هو حال السعودية التي لاتجيد التعامل مع ازدياد النفوذ الايراني في المنطقة وهو هاجسها الاول والاخيرلذلك هي تعمل على تصعيد المواقف دون محاولة اللجوء الى خيارات التفاوض رغم اعلانها الدائم عن رغبتها في الجلوس الى مائدة المفاوضات الا ان مواقفها الحقيقية تبقى خلف الكواليس, وتتبع المملكة في خوضها للصراع غير المباشر مع ايران سياسة تضخيم العداء كما اوردت ذلك وكالة المخابرات الالمانية في تقريرها الاخير حيث ورد فيه (تتبع المملكة السعودية سياسة تضخيم العداء الفكري والديني مع إيران، والنظر إليها بأنها الخطر الأكبر» وهذا التضخيم المتعمد ساهم في ايجاد حيز ايديولوجي خطير ساعد كثيرآ على نمو نفوذ الجماعات التكفيرية التي اصبح البعض منها خارج سيطرة الولايات المتحدة وحلفاءها الذين يلقون بأللوم على المملكة السعودية في تفرعن تلك الجماعات .ولاتخفي روسيا قلقها من الدور السعودي الخطير في المنطقة الا انها تحاول ان لاتكسر جميع الجرار على الرؤوس دفعة واحدة .ومع وجود المعسكرين واشتداد الصراع نرى ان المعسكر السوفيتي قد عاد بشكل جديد ومؤثر في الواقع العالمي الذي يسير نحو تعدد الاقطاب ونهاية عصر القطب الواحد.ولاتبدو الخيارات المتاحة امام دول صغيرة مثل سوريا او العراق كثيرة لذلك هي مضطرة الى الدخول في اللعبة الدولية التي لن تهدأ حتى يحدد الكبار شكل العالم العربي الجديد بعد الثورات التي ادخلت المنطقة في فوضى عارمة .الروس يقرأون الاحداث جيدآ وخطواتهم في هذا المجال مدروسة ولايبدو عليهم التسرع او الانفعال او حتى التهور في مغامرات عسكرية او اقتصادية خطيرة .ورغم ان الرئيس الامريكي تحدث عن موقف روسي ثابت في الوقت الراهن الا انه قد يتغير بعد ذلك مذكرآ الروس بالتجربة الافغانية الصعبة اعتقد ان روسيا درست تجاربها بشكل جيد لذلك فأن خطواتها العسكرية لن تذهب الى حد التدخل البري المباشر وانما فقط ضمن الحدود الامنة يساعدها في ذلك وجود جيش سوري قادر على القيام بالمهام المناطة به وكذلك استعداد ايراني واضح للتدخل العسكري البري كما تجلى ذلك واضحآ في تصريحات الكثير من المسؤولين العسكريين والسياسيين الايرانيين في حالة وصول الامور في سوريا الى مديات خطيرة وهذا يبدو مستبعدآ في الوقت الراهن .وبما ان روسيا تخوض حربآ استباقية لحماية وجودها من خطر الارهاب الذي بكل تأكيد ستستخدمه الدول الكبرى ضدها بعد الانتهاء من سوريا والعراق فقد احسنت قراءة الاحداث واستشعار الخطر القادم لذلك هي لن تتوقف في منتصف الطريق .كان "عقاب رومانوف" ذي الرأسين شعار الإمبراطور الروسي، واليوم يعود من جديد لينتصب على كتفي بوتين مذكرآ العالم بروسيا العظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال