الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فترة التغاضي ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


فترة التغاضي ..
وجّه نائب المستشارة الألمانية "زيجمار جابرييل" تحذيراً للسعودية التي تنشرُ فكرها الإقصائي في أرجاء العالم عبر "مساجد" و"مراكز دعوة إسلامية ، حذرها بأن فترة التغاضي عن هذه "المساجد" قد انتهت ، ومن الآن فصاعداً ، ستتم مراقبة هذه المراكز والتدقيق في المضامين .
يعلمُ الجميع بأن الفكر الوهّابي هو الحاضنة الشرعية لكل الفكر الاسلامي المتطرف أينما كان ، لكن الجديد واللافت للنظر في تصريح نائب المستشارة ، هو الإعتراف الضمني بأن السلطات الألمانية ،على الأقل ، كانت تعرفُ بما يجري داخل هذه "المؤسسات" الوهابية ، لكنها كانت تتغاضى عنهُ ...!!
ويأتي السؤال ، لماذا هذا التغاضي ؟ وهل تغاضت دول أوروبية وغربية أُخرى عن "النشاطات " والفكر الذي روّجت له هذه المراكز والمساجد ...
لستُ من أنصار نظرية المؤامرة ، لكن تصريح نائب المستشارة ، تنبعث منه رائحة المؤامرة ..!! فكل قاريء أو مستمع مبتديء "للخطاب " أو "للأدبيات" الوهّابية ، يستطيع أن يفهم ودونما أدنى صعوبة ، بأن هذه الأدبيات والخطاب المتسربل بعباءة الدين ، يحثُّ على الكراهية وعلى الذبح .. فما الجديد في الأمر يا سيادة نائب المستشارة ؟!
اعتقد بأن هذا التغاضي كان نابعاً من تقاطع المصالح بين طرفي المعادلة ... وذلك منذ بدء "الجهاد" الأفغاني ...فالفلسطيني عبدالله عزّام ،غادرَ الاراضي الفلسطينية المحتلة ، والتي ما زالت محتلة ، ليجند الجهاديين "لحرب" الكفار السوفييت ، لكنه ، وهو استاذهم ، لم يسلم بجلده منهم ،فاغتالوه ..!!
مما يعني ، بأن فكرة "الجهاد " هي في الأصل فكرةٌ خدمت وما زالت تخدم طرفاً محددا في الصراع العالمي السابق واللاحق بين معسكرين ..
لكن هؤلاء الذين تربوا على فكر اقصائي ، يستبيح دماء المخالفين (أيّاً كان انتماؤهم الديني والعرقي ) ، ذهبوا مع فكرهم حتى آخر الطريق ، وعضُّوا اليد التي "أطعمتهم " وساندتهم ...
ومما يدعو للدهشة حقاً ، أنّ الذين تقاطعت مصالحهم مع هذا الفكر "التذبيحي" ، هم اليوم من يدعو الى محاربته وبكل قوة .. حيث قال الرئيس الأمريكي في خطابه ، بأن الولايات المتحدة "ستقضي" على ممثل الوهابية "داعش " ..!!
لكن ، هل يكفي القضاء على داعش ، للقضاء على الفكر الذي انتج داعش وعلى "تلاقي" المصالح المشتركة ..؟
للقضاء على داعش ،يجب القضاء على الفكر الذي انتج داعش ، بمعنى آخر "القضاء " على مهلكة الدواعش ... ولا ندعو هنا لغزو السعودية واسقاط نظام الحكم فيها ، فهذا أمرٌ غير وارد في الوقت الراهن ، بل "نزع" الغطاء الدفاعي عنها ، ومواجهتها بكل وضوح ، بأنها هي ومؤسستها الدينية وقراءتها المتوحشة للاسلام هي من ترفدُ داعش وامثال داعش ، بالمال والرجال ... فتلاميذ هذه المؤسسات والمساجد هم من ينضوون تحت لواء داعش ولو بشكل مستقل ..
على الغرب بكل دوله توجيه التحذير الذي وجههه نائب المستشارة للسعودية ، وعندها لن تبني السعودية مسجداً خارج بلادها ،إذا بثَّ التسامح وتقبل الآخر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي قاسم المحترم
جان نصار ( 2015 / 12 / 7 - 08:54 )
صدقت يا اخ العرب .اشد على اياديكم في مطالبكم بمحاربة الفكر الوهابي اولا
تحياتي ومودتي


2 - تحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 7 - 09:27 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اعتقد ليست هناك قراءة خاطئة للاسلام...فكل نصوص الذبح مقدسة و بلغة واضحة جداً...الحل بالنسبة للمسلمين هو الغاء تلك البنود و الاوامر التي هم يصفونها بانها منسوخ ٌ بعضها و الاخرى اسرائيليات و الثالثة القليل كُتِبَ بلغة تتحمل التأويل و هنا يجب عليهم الشرح و التوضيح
...................
يظن البعض ان الامريكان و الغرب امتطوا ظهور الحمير المسلمين في حربهم ضد السوفييت و هذا فيه جانب من الصواب ولكن ايضاً ان الحمير المسلمين ركبوا ظهور الحمير الغربيين للوصول الى ما يريدون...و هو حالهم و قوتهم و تأثيرهم اليوم
لذلك حمير الغرب يظنون انهم اصحاب فضل على الحمير المسلمين و حمير الاسلام يظنون انهم اصحاب فضل على حمير الغرب...و هذا ما يقال عنه تطابق المصالح لكن تطابق المصالح هنا لم يتم الاتفاق عليه علناً بين الحمير انما كل يضعه في عقله و ستراتيجه و عندما يختلفون يتقاتلون
لأن كل منهم اراد الضحك على الاخر و انهاكه بعد انهاك عدوهم المشترك
تحية لك و للغالي جان


3 - صباح الخير عزيزي جان
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 7 - 09:33 )
تحيات سخنات من الفرن
سبب المصايب والبلاوي هو الفكر الوهابي
لازم يزول من الوجود !!
لك خالص مودتي


4 - العزيز عبد الرضا الورد
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 7 - 09:37 )
يسعد صباحك
اتفق مع كل كلمة كتبتها ..!!
لكنني لا استغرب بأن مولانا -ريغان- قدس سره قد طلب من حميره ان يهبوا للجهاد المقدس وبشكل مباشر ، وعلى هذا اتفقوا ...
لك مودتي


5 - أخي قاسم: لا توجد نظرية اسمها نظرية المؤامرة!
أفنان القاسم ( 2015 / 12 / 7 - 10:24 )
من سمات النظام الراسمالي التنافس غير الشريف، وهو شكل من أشكال التآمر، فالمؤامرة للنظام الرأسمالي بنيوية... من ناحية إحلال فكرة الديمقراطية محل فكرة الداعشية من أسهل ما يكون، يكفي أن يكون لها شرطها، وفي هذا تكمن كل الصعوبة...


6 - شكرا استاذ افنان
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 12 / 7 - 11:20 )
تحياتي
بالضبط هذا ما يدعوني لعدم الايمان بنظرية المؤامرة
خالص مشاعر الود

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة