الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحنُ داعش

علي قادر

2015 / 12 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تزامناً مع مايسمى بالربيع العربي بدأت داعش تلوح بالأفق وأخذت تظهر في عدة بلدان عربية وهي نتيجة حتمية لنهاية تنظيم القاعدة فلا بد من إعادة هيكلة تنظيم ولكن بمسمى ً آخــر .
منذ دخول داعش الى الموصل وهي مبيتة النية وبحسب تصريح لأبو محمد العدناني القيادي في داعش أن تصبح الموصل عاصمة الخلافة على حد قولهم خصوصاً بعد تمكنهم من صلاح الدين وجزء من كركوك والأنبار، هذا مازاد من إعتقادهم على إن الموصل هي العاصمة الإدارية للتنظيم وخصوصاً ان مكانها حيوي ستراتيجي فهو يعتبر طريقاً رابطاً بين العراق وسوريا مما يسهل من تحركاتهم شمالاً وغرباً الى سوريا وتركيا .
هاهي اليوم وأقصد هنا داعش أصبحت تحت مرمى روسيا والهجمات العنيفة التي تلقاها التنظيم من الروس وقبلهم القوات العراقية ورجالات الحشد الشعبي مما جعلهم مجبرين الى تغيير أو على الأقل التفكير بتغيير وجهتهم من العراق وسوريا الى بلدان أخرى، بالطبع مثل هكذا سيناريوهات مطروحة أمام داعش لأن المتابع لشؤون التنظيم لايرى اي مقومات دولة داخل التنظيم كما يزعمون رغم انهم قاموا بطبع جوازات سفر او حتى مسكوكات نقدية ، فهم نستطيع أن نسميهم ادوات لإلهاء الدول وإحداث زعزعة وعدم إستقرار في معظم الدول وهذا مانراه في وقتنا الحالي .
داعش بدأت تفكر بالإنتشار إقليمياً وهي تعمل على ذلك منذ أمد بعيد من خلال تبنيها هجمات تونس الأخيرة وماقبلها وهجمات مصر وفي سيناء بالتحديد ، لكن هذه المرة تريد أن تثبت أقدامها في القارة السمراء وليس فقط موطئ قدم ، فهي اليوم أعلنت عن دخول مايقارب 5000 مقاتل الى ليبيا وبالتحديد الى مدينة سرت، هذا إن دل على شــئ فانه يدل على إن الهجمات المستقبلية لداعش ستتوسع في مصر وتونس والجزائر والسودان ونيجيريا ستأخذ نصيبها من هجمات التنظيم وخصوصا ان في تلك البلدان أرضية خصبة ومؤيديين كثر لهذا التنظيم الإرهابي ، أعتقد كما يعتقد الكثيرين بأن مشكلة داعش لاتنتهي بالقضاء عليهم كافراد أو جماعات سواء تمت التوسعة عليهم بالضربات الجوية أو التدخل البري او ماشابه ، بل إن داعش مشكلة بنيوية مغروزة في تراث ومناهج الدول العربية ، كثير من الدول العربية الإسلاموية تطبق الى الآن عقوبات التعزير وقطع الرأس والرجم ، كل هذا ونتساءل من أين أتت داعش ، كثيرة هي المناهج الدراسية التي تتحدث وتتفاخر بحديثها عن الفتوحات الإسلامية التي قام بها القائد الفلاني أو الزعيم الفلاني حيث قام بسبي الناس وقتل كذا من أهل المدينة الفلانية وسلبهم أموالهم ونسائهم بحجة الغنائم ، أو التفاخر بأنهم قاموا بأسلمة المجتمع الفلاني بعد ان كانوا كفارا ً نصارى أو يهود ، طبعا بمنطق القوة لا عن رضاء نفس ، كل هذا ونتساءل لم َ الغرب يكرهون الدين الاسلامي ومن أين اتت داعش .
نتفق جميعا على إن ممارسات داعش الإجرامية لاتمثل الدين الاسلامي بالمجمل هذا الدين السمح المبني على الأخوة والتسامح والعطف ، لكن بالمقابل فهو الى حد كبير يطبق الشريعة الإسلامية في كثير من أحكامه ، رب سائل يسأل متى ينتهي هذا التنظيم وهل له نهاية بعد إن عاث بالأرض ِ فسادا ؟ ، الجواب سيكون وبدون لف ودوران هو علينا أن نقوم بتغيير المناهج الدراسية وعلى كافة المستويات والمراحل ، تلك المناهج التي تدعوا الى العنف والتفرقة والكراهية ومن ثم نلغي كتب التأريخ او بالأحرى مواد التأريخ التي تدعوا الى العنف والى التفرقة ، يجب ان نطبق نحن كمجتمعات عربية إجتماع موسع ولو إن هذا الأمر يعتبر ضرب من الخيال لكن دعونا نحلم ، إجتماع موسع نشرع فيه قانون يجرم ويحرم كل شخص يتكلم بالطائفية والعنصرية والقومية ، بعدها سنبني مجتمع علمي متمكن من أدواته يحترم الآخر .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م