الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيف الأحزاب القومية.. البارزاني نموذجاً

كريم كطافة

2015 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


البارزاني الأب كان قائداً لثورة مسلحة كبيرة من مقاتلين جبليين انتظمتهم تشكيلات قبلية، استعصى أمر تمردهم لعقود من السنين على جميع الحكومات العراقية بجحافل جيوشها المختلفة.. لكنهم أنهزموا أخيراً ليس بفعل تلك الجحافل المدججة بالسلاح ونوايا التدمير الشامل، بل بفعل التوقيع على بضعة أوراق لتنازلات متبادلة حصلت بين رأسي الدولتين المتقاسمتين لأرض الكورد. تخلى بموجبها صدام عن نصف شط العرب مع بضعة أميال من أرض خالية، ليتخلى الشاه الإيراني عن كونه القاعدة الخلفية للثورة الكوردية المسلحة.. خلال أسابيع قليلة من عام 1975 تُرجمت بنود الإتفاقية سريعاً على أرض الكورد. تشرذم الجيش الفلاحي الكبير بين قتيل وأسير ولاجيء وهربت القيادات العليا إلى منافٍ بعيدة.. قائد الثورة نفسه لجأ إلى أمريكا وتوفي هناك. السؤال لماذا حصل الذي حصل؟ الجواب بسيط؛ أن قائد الثورة لم يكن يثق بشعبه.. لذا سلم مفاتيح الحل بيد دولة مجاورة هي الأخرى تضطهد أكرادها.. وبمجرد أن تحقق لصاحب المفاتيح ما يريده من الدولة العراقية، حصل الذي حصل.
هذا تذكير بالتاريخ القريب.. الذي يحاول البارزاني الأبن الآن أن يكرره بتسليم مفاتيح قضية شعبه بيد الدولة التركية هذه المرة.. الدولة التي تضطهد أكرادها ولا تسمح لهم حتى بنيل عشر ما ناله أكراد العراق.. لقد سمح لهم بثلاث قواعد عسكرية داخل الأرض العراقية- الكوردستانية، حين كانت كوردستان خارج سيطرة الحكومة المركزية وهي ما زالت كذلك.
وهو يعرف قبل غيره أن الدولة التركية سواء كانت مقادة بحزب العدالة الإسلامي أو بغيره لن تسمح ولا بأحلامه أن يستقل بالأقليم العراقي.. وهذا هو أقصى ما يطمح له. لأن قضية حرية واستقلال الشعوب لا تنال بالإرتماء في أحضان دول هي أصلاً معادية لهذه القضية. هم لا يريدونه أكثر من شرطي يلجم اندفاعة الثورة الكوردية في تركيا هذا أولاً وثانياً أن يكون ورقة ضغط على الدولة العراقية التي ما زالت متشظية بين الطوائف لنيل أكبر قدر من المكاسب للدولة التركية. لهذا نجد الإبن وبسبب هذا الاستلاب الذي يعيشه بعيداً عن شعبه، مشتت الأهداف والنوايا.. مستعد لوضع يده بيد أقبح المجرمين الذين أذاقوا الشعب الكوردي الويلات وهل ثمة أقبح من البعثيين.. لقد وفر لهم المأوى والأمان وإمكانية العمل على تخريب البلد.. كما هادن القاعدة ولاحقاً داعش التي فعلت الأفاعيل في الشعب العراقي، قبل أن تنقلب عليه وتهجم على الإقليم حتى كادت أن تقضمه بكليته لولا تدخل إيران حسب تصريحه هو وليس تدخل تركيا.. ولما كانت إرادة أغلبية الشعب العراقي ليس مع إعطاء قواعد عسكرية ثابتة للجيش الأمريكي.. هو عمل على إعطائهم قواعد ثابتة.. كما نجده اليوم يضع يده بيد أقبح نظام حكم في منطقتنا الموبوءة بالإرهاب، (السعودية)، وهل ثمة أقبح وأجرم من هذا النظام السلفي الإرهابي.. وهل من لا يعرف ماذا تريد السعودية من العراق.. هذا غير المشكلة العويصة التي تسبب بها داخل الإقليم بتمسكه بكرسي الرئاسة وكأنه ملك يسعى لتوريث الحكم لأبناءه وأقاربه..
الواضح من أفعال هذا الرجل أن أمره ليس بيده.. ولذات السبب القديم الذي وقع به الأب؛ أنه لم ولن يثق بشعبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة