الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط قناع التحالف الأميكي الدولي

بدر الدين شنن

2015 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أبعد من خطأ ، وأكثر من سذاجة ، اعتبار التحالف الأميركي الدولي ، الذي يضم نحو ستين دولة ، قد أقيم لمواجهة وتدمير " داعش " . , وبخاصة في سوريا والعراق . بدلالة أن الدول الداعمة للإرهاب بما فيه وأوله " داعش " تشكل أكثرية أعضائه ، وأن أميركا بالذات تقوم بقيادة هذا التحالف وتنسق ضرباته الجوية من البنتاغون مباشرة ، أو من القيادة الأميركية المركزية في أفريقيا والشرق الأوسط ، ولا غرابة أن تقوم بذلك من القاعدة الأميركية " عيديد " في قطر .

وقد كان واضحاً للكاتب في مقال سابق ، أن لهذا التحالف مهام أخرى غير مهام التصدي المزعوم " لداعش " . وقد برهنت وقائع عمل طيران التحالف على مدى أكثر من عام على ذلك . " فداعش " تحت مظلة التحالف كبر وتوسع . وكذلك كبرت وتوسعت التنظيمات الإرهابية الأخرى ، أمثال جبهة الصرة ، وجيش الإسلام ، وأحرار الشام ... بدعم أميركي وقطري وتركي وسعودي وأردني ، ولولا التدخل الروسي ، لكانت جميعها في دمشق أومدن أخرى ، أوفي بيروت ، أو قامت حرب إقليمية نسفت الاستقرار في معظم دول الإقليم وهددت السلم العالمي .

وقد تبين لكل ذي بصيرة سياسية في سوريا وحولها ، أن طيران التحالف قد جاء ليكون إسناد ناري جوي للتطورات الحربية المقبلة التي كان يجري الإعداد لها حشوداً ومقومات هجومية في شمال سوريا وجنوبها ، تشارك فيها مباشرة إسرائيل والأردن وتركيا .

بعد التدخل الروسي ، اقتحمت عوامل جديدة المشهد الحربي السوري ، وشكلت معوقات جادة لدور التحالف الأميركي الدولي ، أهمها سقوط قناع البراءة عنه ، وكشف عدم شرعيته الدولية باستباحته الأجواء السورية بذريعة " داعش " ، لفرض حظر جوي فوق سوريا ، وتمرير مخططات تركيا والأردن وإسرائيل والمملكة السعودية التوسعية ، واستكمال خريطة الشرق الأوسط الجديد .

وعلى ضوء ذلك ، ينبغي قراءة وفهم إسقاط تركيا للطائرة الروسية على خط التماس الجغرافي السوري التركي ، الذي كان يحمل خلفية متعددة الرسائل والأبعاد ، ولعل أهمها ، أن القوى الدولية المتحالفة مع تركيا ، إن في إطار " حلف الناتو " ، أو إطار التحالف الأميركي الدولي " ضد داعش " ، هي بصدد تغيير قواعد الاشتباك التي فرضها التدخل الروسي في سوريا وفي الإقليم ، وهددت جدياً بتدمير " داعش وما هو مرسوم له من أهداف نوعية إقليمية ودولية ، وقصرت زمن وجوده المادي فوق الأرض السورية . كان عليه أن ينجزها في غزواته وتوسعه ، من طرف ، وألغت السماء السورية المفتوحة أمام طيران التحالف ، وحجمت طلعاته وأهدافه من طرف آخر . وهذان الخطان المتوازيان ، تحجيم مساحة حركة وفعالية التحالف ، وتدمير داعش بشكل متسارع ومتلاحق ، عقدا المشهد الحربي السوري أمام التحالف الأميركي الدولي ووضعه في موقف سيء وحرج .

ولذلك لم يكن هجوم طيران التحالف الأميركي الدولي صباح 7 / 12 / 2015 على موقع دفاعي متقدم للجيش السوري في مواجهة " داعش " شرق دير الزور ، حيث تدور اشتباكات شرسة بين الجيش السوري و " داعش " خطاً أو مصادفة ، وإنما كا ن هجوماً استفزازياً متعمداً يحمل رسالة محددة لروسيا وسوريا والمجتمع الدولي ، ولكل مها بيل السياسة ، يقول فيها .. نحن هنا .. وسنتابع مهامنا الحقيقية التي اقتحمنا الأجواء السورية خلافاً للقانون الدولي من أجلها .. وهي تدمير الجيش السوري ، وتدمير البنى التحتية للدولة السورية .

قد يكون لدى البعض قراءة أكثر سذاجة وبلاهة للهجوم الأميركي الدولي في دير الزور ، وهي أن هذا الهجوم قد تم دعماً لاجتماع عشرات الأشخاص في الرياض عاصمة الدولة الأكثر تآمراً على سوريا ، والداعمة الرئيسية للإرهاب التكفيرى العربي والدولي ، باسم المعارضة السورية المسلحة وغير المسلحة ، في 8و9 من الشهر الجاري ، لتشكيل لجنة تمثلهم في لقاءات قد تجري مع ممثلي الحكومة السورية .

وكما أن إسقاط الطائرة الروسية ، رغم الندم التركي الكاذب على إسقاطها ، لم يكن عبثاً أو خطأً حسابياً ، فإن العدوان على موقع للجيش السوري الوطني المكشوف والمعروف ، ليس مصادفة ولا عدم دقة في التصويب . لقد كشف هذا العدوان أنشطة التحالف الهزلية ضد " داعش " قبله ، وكشف حقيقة مهام هذا التحالف الدولي في السماء السورية بعده .

ما يتطلب وضع حد لأنشطة هذا التحالف العدوانية . وإن لم يحدث ذلك ، فإن سوريا ستتعرض لاعتداءات هذا التحالف مرات ومرات ، وربما خسائرها أكبر وأكثر ، إن في استهدافها البنى التحتية للدولة السورية ومؤسساتها كما تفعل السعودية في اليمن ، أو في استهدافها للمواقع العسكرية .

سؤال بالمناسبة .. هل هو مجرد مصادفة ، أن يتزامن تقريباً ، أن توغل قوات عسكرية تركية في شمال العراق الشقيق ، وعدوان التحالف الأميركي الدولي على موقع للجيش السوري الوطني في شرق سوريا ؟ ..

إن عدوان التحالف الأميركي الدولي مؤشر على أن الحرب على سوريا ستتوسع .. وتتصاعد .
والمطلوب أن تتوسع وتتصاعد وحدة الشعب الوطنية .. ووحدة الجيش والشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ