الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان دمشق … ما بين السطور أخطر؟ !

عيسى رفقي عيسى

2005 / 11 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


دون مقدمات أقول : من الواضح أن إعلان دمشق يتاجر بمشاكل الوطن والمواطن ويستغلها بشكل غير موفق مما يجعلنا نقع بين سندان النظام الأمني وسلبياته ومطرقة التدخل الخارجي وأدواته من – بعض – أقطاب الطرفين السابقين . وأشير هنا إلى الملاحظات الجدية والجيدة الواردة في مقال سلامة كيلة ملاحظات حول إعلان دمشق ومقال غسان موسى عفواً إعلان دمشق حول نفس الموضوع .
وتندرج السلبيات في سطورالإعلان وما بينها …ففي المقدمة تحميل كامل للنظام تبعات الوضع الراهن القائم و كأن الخاص هنا مهيمن ومسيطر على العام ولا علاقة جدلية بينهما وهذا ما يخالف المنطق العلمي والتاريخي . والتوقيت أتى منسجماً ومتناغماً مع حملات الخارج التي ظاهرها الدفاع عن الشرعية الدولية والديموقراطية … الخ بينما حقيقتها فرض إرادة الأقوى والتدخل السافر في الشؤون الداخلية لبلدان منطقة الشرق العربي وتغيير جغرافيتها السياسية إلى أنماط الدول ما قبل المعاصرة ( دول طوائف ومذاهب وقوميات … ) لخدمة الكيان الصهيوني واعتماد نموذجه وتثبيته كمرحلة ثانية من سايكس – بيكو جديدة و ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير.
لم يذكر إعلان دمشق رفضه القاطع للتدخل الأجنبي بل ذكره بمواربة وعلى مضض مما يؤشر إلى تقديمهم لأنفسهم كأدوات جاهزة لتنفيذ المخطط الخارجي أو على الأقل مرحبة بشكل مضمربهذا التدخل. ويشرعن إعلان دمشق حق تأسيس الأحزاب الدينية ( بحجة وجود بعضها في سورية بمنتصف العقد الثاني من القرن الماضي ) مما يجعلنا نستنتج أن الاتجاه الليبرالي في السياسة والذي تطرحه أغلب الأطراف الموقعة على إعلان دمشق هو اتجاه سيودي بالعباد والبلاد إلى عهود الإقطاع السياسي وبالتالي إلى نموذج الدولة اللاديموقراطية والمتخلفة الغير قادرة على مجابهة أية متطلبات للمشاكل المعاصرة التي تعترض سورية من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وخاصة متطلبات الصراع العربي الصهيوني ويمهد للتسوية وفق المصالح الامبريالية الأمريكية والصهيونية.
الطرح الدراماتيكي لمسألة غير واقعية وغير حقيقية في سورية وهي مسألة ( القضية الكردية ) وتخصيص الأقلية الكردية بها دون غيرهم وأجزم بأن طرحها بهذه الصورة ( كما وردت في إعلان دمشق ) هو إساءة لمصالح الشعب العربي السوري ومن بينهم الأكراد أنفسهم وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية من خلال تكوين وعي مفارق للواقع يعتمد استيراد الأساليب والوسائل في طرح حلول لمشاكل الأقليات القومية وغيرها، مع التأكيد بحق جميع السوريين بنيل الجنسية العربية السورية والاحتفاظ بالحقوق الثقافية والاجتماعية… .
ورغم ذلك فقد وردت في الإعلان بعض المطالب الإيجابية خاصة ما يتعلق منها بالانفراج السياسي المطلوب ولكن تضمين هذه المطالب المحقة في متن الإعلان بهذه الصورة قد أساء كثيراً لأحقية هذه المطالب وكأن من صاغ هذا الإعلان أراد طرح كل شيء دفعة واحدة وبتعارض منطقي تسووي ( من التسوية ) كأنه يريد ويتمنى تحقيق بعض هذه المطالب حصراً وهي ( تلك المطالب المنسجمة مع الغايات والمصالح الأمريكية والصهيونية ) أما مطالب الشعب العربي السوري فهي تحصيل حاصل ولذر الرماد في العيون .
أخيراً ليس إعلان دمشق بحاجة إلى إعادة صياغة عبر الحوار المفتوح ؟؟ ( كما يدعي أصحابه ) بل أن المنطلقات السياسية هي التي تحتاج أولاً إلى إعادة صياغة وتركيز الرؤية على الواقع العربي السوري بمنطلق تغييره نحو الأفضل وليس تكريسه كما هو أو إعادة إنتاجه بشكل أكثر تخلفاً كما يدعو إعلان دمشق . ويبدو أن المجتمع اللا سياسي الحاصل الآن ( نتيجة النظام السياسي كما يقول الإعلان ) أول المتأثرين بمفاعيله السلبية هم أصحاب هذا الإعلان ومؤيديهم من المعارضة السورية في الخارج خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية . وللموضوع بقية …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج