الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم متعددة وكثيرة مستترة في شمال العراق ومناطق اخرى

كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)

2015 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هناك عدد كبير من الأحزاب الكردية تقوم بعملية غسل أدمغة الكرد على المفهوم القومي الضيق (كوردايه تي) أي بعبارة أخرى أن عملية الكوردايه تي تحل محل الإسلام كدين وعقيدة، وهناك حزبان رئيسيان في كردستان العراق.. وهما:
(الحزب الديمقراطي الكردستاني) وتأسس في 16 /8 /1946 ومؤسسه الحقيقي إبراهيم أحمد وآخرون، وفي الأخير استحوذ على الزعامة ملا مصطفى البارزاني، نظرا لقيامه بعدة حركات عشائرية ضد الحكومة الملكية العراقية ما بين 1943 – 1945.
والحزب الثاني هو (الاتحاد الوطني الكردستاني) الذي تأسس في 1/6/ 1975 من عدة تيارات سياسية متباينة أولها (الكوملة) أي تجمع الشغيلة الكوردي بزعامة نوشيروان مصطفى، والثاني الخط العريض بقيادة جلال الطالباني والثالث (الخط الاشتراكي) بقيادة فؤاد معصوم.
أما الحزب الرئيسي في كردستان إيران فهو (الحزب الديمقراطي الكردستاني) على غرار وصيفه في العراق، ونستطيع القول بأن الحزبين توأمان لأن بداية ظهورهما المشترك كان أثناء قيام جمهورية مهاباد الكردية 1946 - 1947 في إيران، أما (حزب العمال الكردستاني) فهو الحزب الرئيسي في كردستان تركيا وقد تأسس عام 1984.
ويعد (الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي) أول حزب فكر في إنشاء منظومة أمنية خاصة به، وخاصة بعد قيامه بمحاربة الحكومة العراقية ابتداء من 11/9/1961 ولغاية 22 آذار 1975. وفي سنة 1963 توطدت العلاقات بين ملا مصطفى وشاه إيران مما حدا بجهاز المخابرات الإيراني (السافاك) إلى التغلغل في كردستان العراق، بعد قيام علاقات بين الحركة الكردية العراقية و(إسرائيل) على يد كاميران بن عالي بن بدرخان باشا الذي كان مقيما في فرنسا وله علاقات مع (الوكالة اليهودية) قبل إنشاء (الدولة العبرية).
بعد دخول جهاز المخابرات (الإسرائيلي) إلى مقر البارزاني في كَلالة وحاج عمران بواسطة (السافاك) الإيراني، قام الجهازان (الموساد والسافاك)
بالتفكير في إنشاء جهاز كردي أمني يرتبط بهما ويقوم بمهمة الحصول على المعلومات السياسية والعسكرية والاقتصادية عن العراق الذي كان عدوا مشتركا لإيران و(إسرائيل). والحقيقة أن تأسيس جهاز مخابرات كوردي ترجع إلى منتصف الستينات ولكن مسعود بارزاني يذكر في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكردية) أن تأسيس جهاز المخابرات (الباراستن) ويعني الحماية أو الوقاية يرجع إلى سنة 1967، على أية حال فان الجهاز تشكل من أقرب الناس إلى البارزاني أمثال شكيب عقراوي، حيث كان والده عميلا للانكليز، وفرنسوا حريري الذي كان معلما معينا في قصبة بارزان عام 1963، وعلى إثرها انضم إلى حزب البارزاني وأصبح مخلصا له.
وتذكر مصادر حزب الطالباني بأن فرنسوا كان يحمل الإبريق للبارزاني عندما يذهب إلى الخلاء، كما انضم إلى الجهاز محمد هرسين من أهالي السليمانية، وقتل بعيد انهيار الحركة الكردية 1975 في إيران لأنه كان يعرف الأسرار المالية وغيرها للأسرة البارزانية.
المشرف على الجهاز هو مسعود البارزاني نفسه الذي ذهب إلى (إسرائيل) في عدة دورات تدريبية، كما ذهب إليها أيضا عزيز عقراوي الذي أصبح وزيرا في الحكومة العراقية عام 1970 بعد اتفاقية آذار. وكان جهاز (الباراستن) في البداية بسيطا في الشكل والتنظيم ولكنه استطاع جمع معلومات مهمة عن الجيش العراقي وخططه قبل عام 1970، حيث قام هذا الجهاز بعدة عمليات، حيث تمكن من إصابة مدير أمن أربيل عن طريق تفجير قنبلة، كما قام بعدة عمليات إرهابية يذكرها فاضل البراك في كتابه (البارزاني بين الأسطورة والحقيقة). بعد انهيار الحركة الكردية عام 1975 أصبح هذا الجهاز شبه مشلول ولكنه لم ينته. وعندما حدثت أحداث عام 1991 كان لهذا الجهاز دور كبير في تصفية العديد من رجالات الأمن والاستخبارات وضباط الجيش العراقي وكوادر حزب البعث.
وبخصوص محافظة دهوك فقد تم نقل أكثر من مائة أسير في شهر آذار عام 1991 إلى العمادية ومنها إلى ديرالوك حيث قتلوا رميا بالرصاص وألقيت جثثهم في نهر الزاب الكبير، وهؤلاء كانوا ضباطا في الأمن والاستخبارات وبعض كوادر حزب البعث وبعض الأكراد المتعاونين مع الحكومة. وغني عن القول أن أسرة جيايي بن ديوالي آغا زعيم عشيرة الدوسكي حمت حوالي مائة رجل من كوادر الدولة وبقوا في أمان إلى أن جاء الجيش العراقي إلى دهوك في 31/3/1991 وأنقذهم. أما الذين كانوا قد أحتموا في دار إبراهيم الحاج ملو رئيس عشيرة المزوري آنذاك، فقد غدر بهم وتم تسليمهم إلى جهاز (الباراستن) حيث تم قتلهم بالطريقة البشعة كما ذكرناها آنفا.
وللتاريخ فأن أحد ضباط الأمن في سرسنك اختبأ يوم 14/3/1991 في منزل أحد مدعي العلم، ولكن مع الأسف فأن هذا الشخص لم يقتدِ بأم هاني أخت علي بن أبي طالب عندما أجارت أحد المشركين وقال لها الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقد أجرنا من أجارت أم هاني، فسلمه إلى (الباراستن) وقتل، ويعتقد أنه من أهالي الأنبار.
و(للحزب الديمقراطي الكردستاني) بزعامة مسعود البارزاني ثلاثة أجهزة أمنية وهي:
1 - جهاز المخابرات الذي يسمى (الباراستن) أو (التايبت) ومعناها التنظيم الخاص، وكان يرتبط بالحزب مباشرة في السابق والآن المشرف العام عليه أو رئيسه هو مسرور البارزاني النجل الأكبر لمسعود البارزاني وهو خريج كلية في واشنطن وتخصصه العلاقات الدولية، ولهذا الجهاز فروع رئيسية في دهوك ، زاخو، سنجار، الموصل، أربيل ، شقلاوة، صلاح الدين، كركوك، السليمانية، قضاء السوران (راوندوز وديانا) وهذا الجهاز ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
أ ‌- (الباراستن) ومعناها الحماية أو الوقاية.
ب - (التايبت) وتعني الخاص.
ج - (به ركَري) وتعني الدفاع.
ورؤساء الأقسام الثلاثة مسؤولين أمام رئيس الجهاز في كل منطقة أو في كل فرع من فروع الحزب، وبعض الفروع للحزب لا يتواجد فيها مقر رئيسي (للباراستن) وإنما له ممثلين كفرع الشيخان (عين سفني) والعمادية، وهذا الجهاز له مقر رئيسي في مصيف صلاح الدين وتحديدا في (سره ره ش) غرب مقر مسعود البارزاني ويتكون من ثلاثة طوابق مجهزة برقابة تلفزيونية وكاميرات للمراقبة وموقعه يشرف على سهل أربيل من جبل بيرمام. ولهذا الجهاز علاقات قوية مع المخابرات الأمريكية (CIA) ومع (الموساد) وعلاقته ضعيفة مع الاستخبارات التركية (MIT) (ملي) استخبارات تشكيلاتي و(CIT) جندرمة استخبارات تشكيلاتي، ومع المخابرات الإيرانية (الساوما) واستخباراتها (الاطلاعات).
وفي الحقيقة ولكي نكون منصفين فأن هذا الجهاز له وحدات خاصة للاغتيالات، وغالبية الأعمال الإرهابية التي جرت في الموصل وأطرافها من عمل هذا الجهاز أما بصورة مباشرة عن طريق عملائه أو عن طريق إرسال معلومات إلى الفرقة العسكرية الثالثة المتمركزة في موقع الكندي شمال شرق الموصل حيث يقوم الضباط الكرد بتنفيذها بحجة مكافحة الإرهاب، كما أن لهذا الجهاز تنسيق مع استخبارات وزارة الداخلية العراقية لأن غالبية الكوادر في الموصل وكركوك من أتباعهم، ولا ننسى أن لحزب جلال الطالباني جهاز آخر يسمى (زانياري) أي المعلومات، ويقوم بنفس المهام التي يقوم بها (الباراستن) في كركوك وديالى، وبنشاط أقل في الموصل، والجهازان لا ينسقان معا إلا في الأمور التي تخص الأمن القومي الكردي. وعندما تشكل فرع مديرية المخابرات العراقية في دهوك بعد الاحتلال فأن (الباراستن) نقل إليه نصف كوادره أي يمكن القول إن جهاز المخابرات العراقي في دهوك وغيرها في المحافظات الكردية هي فرع من فروع جهاز (الباراستن).
وهذا الجهاز كما ذكرنا لديه تنسيق مع جميع أجهزة ومخابرات الدول الإقليمية والعالمية، حيث يعطي المعلومات إلى كل من إيران وتركيا و(إسرائيل) و(CIA) وغيرهم.
من المعلوم أن مهمة جهاز مخابرات أية دولة هو حماية أمن الدولة من الأخطار التي تهددها ومكافحة شبكات التجسس التي تعمل على إيصال ما يتعلق بالبلد إلى الجهات الأجنبية لقاء ثمن، بينما جهاز (الباراستن) هو الذي يتجسس على العراق نفسه ويقوم بنقل المعلومات إلى الجهات الأجنبية التي ذكرناها أنفا حسب ما تمليه عليه مصلحته.
وفيما يلي بعض أسماء كبار كوادر (الباراستن) في الموصل والمناطق المحيطة بها:
- رئيس جهاز (الباراستن) في دهوك هو علي تتر.
- نيروي وهو يحمل شهادة دكتوراه في التاريخ الحديث يجيد الكردية والفارسية ولا يجيد العربية، وهو في الحقيقة من كوادر (حزب العمال الكردستاني التركي) وسبق أن اعتقلته السلطات العراقية وتم إطلاق سراحه فيما بعد، والأستاذ المشرف عليه في الماجستير والدكتوراه هو د. عبد الفتاح علي يحيى.
- أما نائبه فهو ناجي احمد عبد الله البيدوهي البرواري وهو خريج دار المعلمين والآن يدرس في كلية القانون شأنه شأن جميع كوادر الأحزاب الكردية الذين ليس لديهم شهادات متوسطة وإعدادية، وتم قبولهم بقدرة قادر في كليات القانون الأهلية وما أكثرها في كردستان، وهو شخص كتوم قليل الكلام فقد أحد عينيه في حوادث آذار 1991، متزوج من طبيبة وكان سابقا أول مسؤول لجهاز (الباراستن) في الموصل، وقد ذهب في عدة دورات تدريبية مخابراتية إلى فرنسا وغيرها كما شارك في دورات مخابراتية في مصيف صلاح الدين.
أما رؤساء أقسام (الباراستن) في دهوك فهم على الترتيب الآتي:
1 - آزاد سعدي عثمان كَرمافي من عشيرة الدوسكي وهو مسؤول قسم الدفاع (به ركَرى) وهو شخص شبه أمي لم يحصل على أي شهادة، ويعتقد أن له أدوارا كبيرة في تصفية العديد من الأشخاص في دهوك والموصل وأطرافهما، لا سيما أنه ابن أخت القاتل المشهور رجب نبي الكَرمافي الملقب بـ(رجو كَرمافي).
2 - شفان مصطفى من أهالي عقرة وهو مسؤول قسم (الباراستن) (الحماية) كان سابقا مسؤول قسم الموظفين في الدائرة، مهمته التحقيق مع الأشخاص الذين يتم اعتقالهم من قبل (الباراستن) أو من قبل (الآسايش) (الأمن الكردي) لحساب (الباراستن).
3 – (ريبه ر) عبد العزيز أتروشي وهو مسؤول القسم الخاص (التايبت) وهو شاب صغير من أسرة غالبية أفرادها يعملون في هذا الجهاز، فعمه بشير محمد طاهر أتروشي كان كادرا كبيرا في جهاز (الباراستن)، وهو خريج كلية الزراعة في الموصل وبعدها نقل إلى جهاز المخابرات العراقي فرع دهوك كنائب ثاني للمسؤول، أما عمه الآخر بهزاد محمد طاهر فهو يعمل أيضا في جهاز (الباراستن) مباشرة.
أما جهاز (باراستن الموصل) الذي يقع في الحي العربي قرب فندق نينوى أوبروى فمسؤوله يدعى محسن أبو بكر وهو خريج جامعة الموصل قسم الجيولوجي ومن قرية سويارى التابعة لناحية جمانكي شرق سوارتوكا، وهو من عشيرة برواري سفلى، ومن أبرز مساعديه أحمد أمين إيبو وهو من أهالي منطقة سميل عشيرة السليفاني، وقيدار نبي كمكي من عشيرة الدوسكي وهو خريج كلية الإدارة والاقتصاد جامعة دهوك، وحكمت كوريمى من عشيرة الدوسكي، وهناك شخص آخر يعتبر مسؤول الاغتيالات يدعى طاهر ماسيكي له شقيق يدعى عبد الله ويعمل مديرا للرقابة التجارية في دهوك.
أما مسؤول جهاز (باراستن سنجار) فهو آزاد ميراني من عشيرة فاضل مطني ميراني، ويساعده شخص يدعى حميد عمر من أهالي قرية صندور التي كانت في الأصل (قرية يهودية) تقع على بعد 10كم شمال دهوك، والمدعو حميد عمر كان يعمل في مكتب علاقات (الحزب الديمقراطي الكردستاني) (حزب بارزاني) في التسعينيات في دمشق، وقد اعتقلته السلطات السورية على أساس أن لديه علاقة مع (الموساد الإسرائيلي). ويبدو أن السلطات السورية علمت من مصادر كردية بأن عددا من يهود قرية صندور قد زاروا شمال العراق والتقوا به وبأسرته وبقية أسر قرية صندور لذلك اعتقلته، وبعد إطلاق سراحه تم نقل خدماته إلى جهاز (الباراستن) في سنجار وهو خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الموصل.
أما مسؤول جهاز (باراستن عقرة) فيدعى الشيخ سعيد محمد من أهالي قرية كَلي رمان الواقعة قرب قرية بريفكا وهو من أسرة لها علاقة قديمة بحزب البارزاني، فعمه شيخ علو مسؤول الفيلق الأول في بهدينان في دهوك على الرغم من أميته. ولديه شقيق يعمل ضابطا مسؤولا عن الطواريء في آسايش دهوك، و(لباراستن عقرة) سجن كبير يقع في مقر الجيش الشعبي في عقرة سابقا، ويعتقل فيه عدد كبير من العرب الذين تم اعتقالهم في الموصل وأطرافها.
أما بالنسبة للعمادية والشيخان فلا يوجد في الحقيقة دائرة (باراستن) خاصة بهما وإنما لديهما ممثلين خاصين بهما يرتبطان بـ(باراستن دهوك). والمدعو هندرين خالد شلي هو ممثل (الباراستن في الشيخان)، وهو ابن خالد شلي أحد المجرمين القدامى الذين كانوا يرتبطون بـ(الباراستن) سنوات السبعينات وكان قد قتل أحد العرب وابنه مع أحد الشبك أصحاب قرية الحسينية شرق شيف شرين على الطريق الرئيسي بين الشيخان وباعدري، وبعد الغزو الأمريكي طرد العرب السكان الأصليين لهذه القرية وسيطر عليها، بدعم من مسؤول المحور آنذاك المدعو عمر أوريى.

2 - جهاز الآسايش (الأمن العام الكردي): للحزبين الكرديين أمن خاص بهما يسمى (الآسايش الكشتي) أي الأمن العام ومقر (آسايش) حزب بارزاني يقع في أربيل، أما مقر (آسايش) حزب الطالباني فيقع في السليمانية.
ولم يتوحد الجهازان مع جهازي (الباراستن) و(الزانياري) رغم المحاولات الحثيثة والاجتماعات العديدة التي عقدها المكتب السياسي للحزبين لإنشاء جهاز أمني خاص بالأكراد يدعى (وكالة أمن وحماية كردستان) على غرار وكالة المخابرات الأمريكية، ورغم تعيين مسرور بن مسعود البارزاني على رأس هذا الجهاز فأن جهازي (الزانياري) و(الآسايش) التابعين للطالباني لم ينظما إلى هذا الجهاز.
أما بخصوص (آسايش) حزب بارزاني، فمديره العام هو (عصمت أركَورشي) من أهالي قرية اركوش المزورية التي انضمت إلى التحالف البارزاني في بداية القرن العشرين وأصبح رجالها يعتمرون العمامة الحمراء بدلا من السوداء.
ولأمن (الآسايش) التابعة للبارزاني عدة مديريات منها:
1 - أمن دهوك
2 - أمن أربيل
3 - أمن كركوك
أما أمن دهوك فترتبط به المديريات الفرعية التالية:
- أمن قضاء دهوك
- أمن قضاء الشيخان
- أمن قضاء زاخو
- أمن قضاء عقرة
- أمن قضاء سميل
- أمن قضاء تلكيف
- من قضاء سنجار
ورغم أن أقضية سنجار وتلكيف والشيخان تابعة لمحافظة نينوى، ولكن حزب بارزاني خصص لها مديريات أمن خاصة، وكأنه يريد سلخ هذه الأجزاء من البداية من محافظة نينوى وإلحاقها بالإقليم الكردي.
أما الهيكل الإداري لمديريات (آسايش) حزب بارزاني فهو على نفس السياق الذي كان سائدا عند مديريات أمن العراق سابقا، فهناك مدير ونائبه وشعبة سياسية والشعبة الجنائية والاقتصادية والتحقيق مع إضافة شعبة مكافحة الإرهاب وشعبة بنك المعلومات، كما تم تغيير اسم الشعبة السياسية إلى الشعبة المدنية (شارستاني) لمطابقته مع مباديء الديمقراطية المزعومة القادمة من وراء البحار ولذر الرماد في العيون.
ميكانيكية وإستراتيجية العمل الأمني الكردي للأحزاب الكردية إستراتيجية عامة وهي إقامة (كردستان الكبرى) التي تضم أجزاء من ست دول وهي حسب الترتيب: تركيا، إيران، العراق، سوريا، أذربيجان، وأرمينيا. أما بالنسبة لأكراد العراق فإن إستراتيجيتهم تتضمن إقامة كيان كردي مستقل أو شبه مستقل كونفدرالي أو فدرالي، تكون جبال حمرين حدوده الفاصلة مع القسم العربي في العراق، وبهذا الترتيب فأن محافظات: دهوك - أربيل - كركوك - السليمانية وغالبية أجزاء محافظة نينوى ما عدا القسم الغربي من الموصل وقضاء حمام العليل والحضر، فأنها جميعا تكون ضمن الكيان الكردي بما فيها أقضية سنجار وتلعفر وبعاج وتلكيف والحمدانية والشيخان وعقرة ومخمور، كما أن أجزاء عديدة من محافظة صلاح الدين ستقتطع بالإضافة إلى أقضية شهربان (المقدادية) وخانقين من محافظة ديالى فضلا عن قضاء بدرة وجصان من محافظة واسط وبعض أجزاء من محافظة العمارة أي بعبارة أخرى لا يبقى للعرب السنة إلا محافظة الأنبار وأجزاء صغيرة من الموصل وصلاح الدين، وإذا ما أضفنا إلى ذلك اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار لحساب محافظة كربلاء وهذا المخطط سبق أن تكلم به قادة ومثقفون أكراد على أساس أن المناطق المتنازع عليها ليس خاصة بكردستان فقط بل هناك مناطق أخرى في العراق.
وقد عملت الأحزاب الكردية من خلال إغداق الأموال وشراء الذمم على جعل كل الأقليات القومية والدينية غير العربية تابعة بطريقة أو أخرى للأكراد، فـ(الفيليون) الذين يعيشون في وسط العراق هم إيرانيون ينتمون إلى القومية اللورية وهذه القومية لها مقوماتها الخاصة بها في نظر علماء الأجناس واللغات الغربيين، وفي الوقت الحاضر فإنهم يعتبرون أنفسهم فرسا لأن جميعهم من أتباع المذهب الشيعي ولغتهم أقرب إلى الفارسية منها إلى الكردية، ولا يستطيع سكان بهدينان والسوران التفاهم معهم إلا بواسطة اللغة العربية.
أما بالنسبة للـ(شبك) فهم قومية خاصة صغيرة تعود إلى العهد الصفوي عندما غزا نادر شاه الموصل عام 1743 وبقي قسم من أفراد جيشه في هذه المنطقة واختلطوا مع بقايا التركمان فنشأ من هذا التكتل ما يسمى بـ(الشبك)، لذلك يحاول دعاة الأكراد الشوفينين إلحاق هؤلاء وأولئك الأكراد مع الطائفة اليزيدية التي تغير اسمها عن طريق إغداق الأموال إلى الأيزيدية وأصبحوا هم الأكراد الأصليين، والأطرف من ذلك أن المسيحيين السريان وهم أبناء عمومة العرب، لأن جميعهم ساميين أصبحوا أكرادا أيضا!!. والغرض من كل هذا هو اقتطاع أراضي هذه الأقليات وإلحاقها بالإقليم الكردي عن طريق ما ذكرنا سابقا، فضلا عن التشدق بحقوق الإنسان والقضاء على الإرهاب الصدامي والتكفيري، ولا تدري هذه الأقليات بأن أراضيها قد أستكردت وأنهم أصبحوا أكرادا بين ليلة وضحاها. وهم يعرفون أن الأكراد قد اعتدوا عليهم فاليزيديون يقولون بأن الأكراد قد قاموا بعملية إفناء لهم عن طريق 72 فرمانا وغالبية هذه الفرمانات أفتى بها علماء أكراد، كما أن الأكراد ذبحوا المسيحيين من الآشوريين والكلدان والسريان والأرمن في مذابح عامة في سنوات 1843-1847 وفي سنوات 1894-1895 وفي سنوات 1914-1918 وفي سنة 1933.
التكتيك أو المرحلية التي تتبناها الأحزاب الكردية لتنفيذ مشروع تمزيق العراق
اتبعت الأحزاب الكردية عدة خطوات تكتيكية لتنفيذ مشروعها الخطير لتقسيم العراق، وكما يأتي:
أ - عند سقوط بغداد خطط قادة الأحزاب الكردية للسيطرة على الموصل وكركوك وسرقة كل محتويات الأجهزة الأمنية من مخابرات استخبارات وأمن خاص، فضلا عن سرقة سجلات النفوس والطابو والأراضي والعقود الزراعية وسرقة الأموال والبنوك ودوائر الدولة والمعامل.. الخ.
ب - طرد العرب والمسيحيين والتركمان وتخويفهم بالإرهاب والقتل على أساس أنهم يعتبرون من أتباع النظام السابق.
ت - السيطرة على القرى الزراعية للمسيحيين والعرب والتركمان.
ث - السيطرة على عقارات الملاكين العرب في دهوك والموصل وكركوك وديالى وحتى بغداد.
ج - منع تداول والكتابة باللغة العربية في المحافظات الكردية والمناطق التي وصل إليها نفوذهم داخل الموصل وكركوك، وفي اقل الاحتمالات إضافة اللغة الكردية إلى الإعلانات واللافتات كلغة رئيسية تأتي بعد العربية وحتى في المناطق العربية الصرفة.
ح - إنشاء دوائر أمنية لـ(الآسايش) و(الباراستن) والاستخبارات العسكرية (هاولكاري) في المدن والقصبات العربية والمسيحية واليزيدية والتركمانية والمناطق المختلطة.
خ - إجبار العرب السكان الأصليين لمناطق مخمور – كوير – سميل - فايدة - جمبور - وان - تلكيف - الشيخان - بعشيقة - بحزاني - برطلة - قرقوش - تلعفر - سنجار - البعاج - على الرحيل بحجة انتمائهم للنظام السابق وبحجة مكافحة الإرهاب وهو السيف المسلط على رقاب أبناء الشعب العراقي.
د - التنسيق مع الأجهزة الأمنية الكردية من (باراستن) (مخابرات بارزاني) و(زانياري) (مخابرات طالباني) والآسايش بنوعيها الطالباني والبارزاني وبالتعاون مع الفرقة العسكرية الثانية والثالثة وغيرها في الموصل والكسك؛ لتصفية الزعامات والقيادات والمثقفين من العرب السنة ومن التركمان السنة ومن المسيحيين الوطنيين ومن (الشبك) الوطنيين واليزيديين من أتباع (حزب الإصلاح والتغيير) وإلصاق هذه التهم بـ(الإرهاب) و(القاعدة).
ذ - محاولة شراء الذمم من النفوس الضعيفة من بعض العرب والتركمان و(الشبك) والمسيحيين وتجنيدهم للعمل كمصادر معلومات وإدلاء عن طريق إغداق الأموال، لآن غالبية ميزانية الدولة العراقية كان تتوزع بين أربعة أحزاب رئيسة في العراق اثنان منها كرديان.. فميزانية الإقليم الكردي لسنوات 2004 - 2007 كانت أكثر من ميزانيات ثلاث دول مجاورة للعراق وهي سوريا والأردن ولبنان. وجميع هذه الأموال تصب في جيوب سراق الشعب الكردي والعراقي أمثال نيجيرفان بارزاني ومسعود وجلال طالباني وزوجته هيرو بنت إبراهيم احمد وأخوها هلو.الأجهزة الأمنية الكردية وبالتعاون مع أجهزة الحكومة العراقية من المخابرات ومخابرات وزارة الداخلية واستخبارات وزارة الدفاع و(منظمة بدر) قامت بعمليات تصفية نوعية للقادة العرب السنة في الموصل من أساتذة جامعة وضباط وكوادر عليا من حزب البعث وعلماء دين ودعاة، أي أنه لم يقوموا بعمليات قتل عشوائية للعرب على غرار ما كان يفعله النظام السابق ضد الأكراد والشيعة.
ويبدو للعيان أن الأحزاب الكردية نجحت في عمليات الاغتيال وتكريد مناطق واسعة للعرب والتركمان والمسيحيين أكثر مما فعله النظام السابق في المناطق الكردية رغم إمكانياته الهائلة وهذا في اعتقادنا يرجع إلى التنسيق والإشراف المباشر (للموساد الإسرائيلي) والمخابرات - المركزية الأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جهاز الپارستن والاسايش حامي الكورد
بيان الكلهري ( 2015 / 12 / 8 - 15:33 )
بداية غير موفقة في المقال حيث أوعزت الوطنية والمورداتية الى انها بديل لعقيدة الاسلامية ، فأي حزب من الأحزاب العربية و العراقية يحل الدين الاسلامي مكان القومية العربية والمبادئ الوطنية كي تتهم الحزبين الكورديين بالابتعاد عن العقيدة ، فليكن في علمك ان المبدأ الذي اعتمده الحزبين في تأسيسهما هو النضال من اجل نيل حقوق الشعب الكوردي ومطالبه فلذلك ما دخل الدين الاسلامي في مقدمتك الهشة هذه
ثانيا انت تتهم الحزبين وجهازهما الپارستن واسايش بأنهما قتلوا واعتقلوا ضباط واجهزة الأمن العراقية عام 1991 ، وهل لتلك البطولة وصمة عار ، ام هي خلاص من ابشع جهاز أمن قمعي وفاشت الذي حكم العراق بقيادة البعث ؟ العجيب من ذاك النفس العنصري يتمنى القمع من أعداء أعداءه ، ثالثا مالضير من يدافع ويحافظ جهاز الپارستن على أمن مواطنيه ؟ هل تريده ان يسمح لكل من هب ودي ان يخلوا بأمن الاقليم
رابعا جهاز البارستن والاسايش الكوردية من انظف وأشرف الأجهزة الأمنية في العالم لذلك نتمنى ان تشفى من عمى الذي اصيبت به بسبب الأموال المدفوعة لك من اجهزة المليشيات المالكية


2 - جهاز الپارستن والاسايش حامي الكورد
بيان الكلهري ( 2015 / 12 / 8 - 15:37 )
بداية غير موفقة في المقال حيث أوعزت الوطنية والكوردايتي الى انها بديل لعقيدة الاسلامية ، فأي حزب من الأحزاب العربية و العراقية يحل الدين الاسلامي مكان القومية العربية والمبادئ الوطنية كي تتهم الحزبين الكورديين بالابتعاد عن العقيدة ، فليكن في علمك ان المبدأ الذي اعتمده الحزبين في تأسيسهما هو النضال من اجل نيل حقوق الشعب الكوردي ومطالبه فلذلك ما دخل الدين الاسلامي في مقدمتك الهشة هذه
ثانيا انت تتهم الحزبين وجهازهما الپارستن واسايش بأنهما قتلوا واعتقلوا ضباط واجهزة الأمن العراقية عام 1991 ، وهل لتلك البطولة وصمة عار ، ام هي خلاص من ابشع جهاز أمن قمعي وفاشت الذي حكم العراق بقيادة البعث ؟ العجيب من ذاك النفس العنصري يتمنى القمع من أعداء أعداءه ، ثالثا مالضير من يدافع ويحافظ جهاز الپارستن على أمن مواطنيه ؟ هل تريده ان يسمح لكل من هب ودي ان يخلوا بأمن الاقليم
رابعا جهاز البارستن والاسايش الكوردية من انظف وأشرف الأجهزة الأمنية في العالم لذلك نتمنى ان تشفى من عمى الذي اصيبت به بسبب الأموال المدفوعة لك من اجهزة المليشيات المالكية


3 - الايزيديون كورد اصلاء
بيان الكلهري ( 2015 / 12 / 8 - 15:49 )
وان كنت لا تقر بان الايزيديين ليس لكورد انصحك ان تقرا عن الايزيدية لكاتب موثقون به وبمصدر معتمد عليه مي تتثقف وتلم معلومات صحيحة لا ان تكون مجرد كاتب يكتب فالقلم أمانة عليك ان لاتجره وفق غيلك وغضبك بعمى بصيرة


4 - الايزيديون كورد اصلاء
بيان الكلهري ( 2015 / 12 / 8 - 16:00 )
وان كنت لا تقر بان الايزيديين ليس لكورد انصحك ان تقرا عن الايزيدية لكاتب موثقون به وبمصدر معتمد عليه مي تتثقف وتلم معلومات صحيحة لا ان تكون مجرد كاتب يكتب فالقلم أمانة عليك ان لاتجره وفق غيلك وغضبك بعمى بصيرة

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد