الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتبتها سراً .. أبعثها علناً

رنا جعفر ياسين

2005 / 11 / 3
الادب والفن


أغمضَ الليلُ أجفانهُ , و أرتعشُ هدبهُ عن نعاس ٍ لم يطلْ صحوي ... فما زلتُ أعبُّ المساء بإشتعال الذاكرة ..
. . . . .

في صباح ِ اليوم الأول من عيد الفطر المبارك , قبل عام مضى ... كانَ نومي قلقا ً .. أغفو .. و أصحو .. و فجأة ً غفوت ُبعمق ٍ كأنَّ هناكَ وشيجة ً من عمر تحنط َّ من الإنتظار , تسحبني إلى الحاضر بحضوركِ أنتِ من الماضي , كنتِ اللحظة َ بعمقها و إمتدادها .. رائحتكِ .. نظرتكِ .. قربكِ مني ..
كنتِ قريبة ً جدا ً.. حدَّ أني سمعتُ أنفاسكِ و قلقكِ , أوصيتني بأن أعتني بنفسي ...
رأيتكِ قريبة ً مني , و من وراءكِ ممرٌ طويل
إمتلأتُ بكِ .. ففاضَ عبقكِ حسرة ً و فزعا ً و إشتياقا ً
صحوتُ على وجهكِ أمامي .. و عيناكِ تحدّقُ بي
أغصُّ ...
لقد إكتفيتُ من الوحدة .

. . . . .


في رمضان , قبلَ أعوام ٍ أربعة ... كانَ لي موعدٌ ملطخ ٌ بإختناقكِ
تتنفسينَ عذابا ً ..
تتباطأ النبضاتُ ..
تـهـمـدُ ..
تزفرينَ ..
و يصرخون ََ..
و أســـــقـــــــــــط ُ.

. . . . .
. . . . .
. . . . .
. . . . .

الى أمي..
أحتاجكِ في لحظاتِ القراراتِ المهمة ِ
في لحظاتٍ يصابُ فيها كلُ من حولي بالصَّمم ِ
أحتاجكِ في لحظاتِ الفشل ِ الطويلةِ
أنزوائي الذاتي , قسرياً , في كتلتي يكبـّلني
كلُّ الفضاءاتِ أ ُحيطت بالسواد وتعطـَّرت برائحةِ المنيـّةِ
تلتصقُ أحلامي بلزوجةِ الأخفاق ِ و تنحدرُ نحو باحاتٍ رحبةٍ بالخواءِ المفرطِ
ممسوخة ٌ آمالنا تركضُ عارية ً في أزقةِ العدم ِ... فما الوجودُ الا حظ لا يسمُ الأغلبية َ إلا بالتعثـّر ِ
ما عادَ الموتُ دافئاً نلتحفُ به بعدَ خيبةٍ من صدق ِالنوايا , بل صارَ بارداً, أقسى علينا من قلوبنا
لم تعد الرغبة ُ في الوصول ِ تشتعلُ فيها جذوةَ ُالتحقيق ِ.. فكلُّ الطرق مغلقة ٌ و الأسلاكُ الشائكة ُ تمزّقُ القلوبَ قبلَ الرغبةِ
لم يعد النومُ العميقُ هنيئاً بل صارَ ايذاناً بكابوس ٍ مقيتٍ

حنيني الى حنانكِ ..
سربٌ من النوارس ِ أضاعت الطريقَ الى البحرِ
الأختناقُ.. شهيقٌ
و الزفيرُ بقايا شهقةِ موتٍ .. أخطأتني
لم يعدْ ظلـّي رمادياً بل صارَ حفنة ً من الكلوم تنزلقُ خلفي
بحثي عن حبٍّ يورثني فشلاً طوراً و غدراً تارة ً صارَ مثيراً للسخرية
و تلك الحقيقة ُالمضحكة ُ المبكية ُ تدورُ حولي كالذبابِ

كلُّ شيءٍ لم يبقَ كما تركته.... ملامحُ الوجوهِ المنخوبة ِ
رائحة ُ الشوارع ِ
ألوانُ البيوت ِ
أرصفة ٌ تتكدَّسُ عليها خيبات الأمل
زمهريرُ أرواح ٍ تتقمَّصُ أجساداً من الحديد ِ والخشب ِ
عيونٌ تحدّقُ في مستقبل ٍمصهورٍ

و كلما بحثت عنكِ تلكَ الطفلة ُ التي تشاركني جسدي لا تجدُ الا نواحاً يمضغُ سمعي و ذكرى مساءٍ لن أنساهُ ما حييتُ
...... فأينَ انتِ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_