الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرسة (الأرستقراطيين العراقيين الحديثة) !

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2015 / 12 / 8
كتابات ساخرة


هي مدرسة تأسست مع تأسيس الدولة حتى ألغيت مع تطور الناس في العصور الذهبية وعادت مع الإحتلالات والثورات ثم ألغيت ، حتى ظهرت مجددا في أيامنا المعاصرة الجديدة ، أسمها الحقيقي الطويل هو (مدرسة الأرستقراطيين الغبية القشرية الحديثة) وهي موجودة اليوم في (زمكان) قريب تقوم بتحويل السفهاء الى ملوك ، ليسوا ملوك حقيقيين وأنما دمى تتشبه بهم ، فارغون من الداخل مصبوغين بألوان زاهية تشد الناظرين أليها ، فلما سمع بها الناس ، سارع أغلبيتهم ممن يملكون ثمن الأجور بالتسجيل ليظهروا بمظهر مختلف يناهز الملوك والنبلاء في التعالي ونزع جلودهم القديمة ، حتى أن أحد العربان وكان لديه حمار ميئوس منه يمتلك حماقة أعيت من يداويها ، سارع على الفور بتسجيله ، عسى أن يتغيّر ويتعلم شيئا مفيدا ، أقتاده وربطه في باب المدرسة ودفع الرسوم وأستلموه منه وتركه فيها ، مرت الأيام والسنون فتذكّر صاحبنا حماره وأراد أن يعرف علومه وخبراته فزار المدرسة وهو يسأل عن الطالب (سلّوم) وهو أسم حماره ، أخبروه أن (سلّوم) هو مدير المدرسة فدخل عليه ، وجده يجلس على كرسي فخم لونه ذهبي و يرتدي بدلة أنجليزية وحذاء إيطالي ويتكلم بأنفه من خلف نظّاراته السميكة ، تعجب صاحبنا وهو يتطلع لسلّوم وكيف تغيّر وأنقلب من حمار الى (باشا) بمدة ليست طويلة ، وراوده الشك بأن هناك ألتباس ربما حصل ، فأكد له المدير أنه الأستاذ سلّوم بعينه ، فجلس قبالته على مضض وهو غير مقتنع بما أخبروه فتقبل الأمر مجاملةًوالشك يساوره ثقيلا ، وأضطر بالنهاية أن يفتح معه حديث طامعا بالوصول للحقيقة ، تنفس بعمق وهو يحدق بوجه (سلّوم) وأخبره بأنه يحبه من أيام طفولته حين كان (كديشا صغيرا) ، وأنه كان يطعمه أفضل الأغذية من (الجت والبرسيم) ويورده ماءا نظيفا ، كان أستاذ سلّوم ينظر بأستغراب لما يقوله الأعرابي ، بماذا تخطرف يارجل ، أنا أستاذ وباشا ومن علية القوم فكيف تسمح لنفسك أن تنعتني بالحمار ، أسترسل الأعرابي وهو يحاول كشف الحقيقة ، هل تذكر كيف كنت تحمل الأوزان وتهيم على وجهك من التعب ولاتنام إلا واقفا وكيف يركبوك الأولاد ويغسلونك ... ، طفح كيل (أستاذ سلّوم) فصرخ صرخة أقرب الى نهقة عظيمة ، وقام من مكانه ليرفس الأعرابي في بطنه حتى طرحه أرضا ، حينها أبتسم الأعرابي وقال : الآن تأكدت أنك حماري فكل شيء فيك يمكن أن يتغيّر ، إلا شيئان رفستك ونهيقك !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام