الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإجتياح التركي لشمال العراق، من المستفيد؟

ضياء رحيم محسن

2015 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في أيام حربه ضد إيران، وليضمن وقوف تركيا الى جانبه، منح رئيس النظام السابق تركيا حرية الدخول الى جبال قنديل، لمطاردة حزب العمال الكوردستاني، واستمرت تركيا في هذا المنوال تطارد هذا التنظيم الكوردي المسلح طيلة سنوات تلت، ولم يشكل هذا مشكلة في ذلك الوقت للنظام السابق، لأنه كان بهذا يضغط على الكورد العراقيين، والذين يجدون أنفسهم بين مطرقة القوات التركية، وسندان قوات النظام الصدامي أنذاك.
بعد سقوط النظام ومجيء نظام جديد، لم تلتفت الحكومات المتعاقبة الى وجود هكذا إتفاقية، لأنها لم تكن إتفاقية مكتوبة أصلا؛ حتى يمكن القول بأنه يجب إلغاؤها أو تمديدها بشروط جديدة.
دخول القوات التركية الى داخل الأراضي العراقية، هو خرق لميثاق الأمم المتحدة، وتدخل سافر في شؤونه الداخلية، كان على وزارة الخارجية العراقية، أن لا تكتفي بإستدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة إحتجاج، بل أن تقوم بإبلاغ مجلس الأمن والطلب من المجلس عقد إجتماع عاجل للنظر في هذه المسألة، ويبدو أن الأتراك الذين يمرون بأزمة مع روسيا، عندما أسقطوا طائرة روسية، ومعاقبة روسيا لهم بقطع الغاز عنهم، قد أفقد القيادة التركية إمكانية الرؤية الصحيحة لما يدور على الساحة الدولية من تغييرات، قد لا تجري بما تشتهي السفن التركية.
المعيب حقا في هذا كله، هو التبريرات غير المجدية فيما يتعلق بالأخوة الكورد، والذين نرى انهم من أكثر الذي سيتضررون من هذا التدخل، لما هو معروف من موقف واضح لتركيا فيما يتعلق بحقوق الكورد الأتراك، والذين تستميت بعض الأحزاب الكوردية لضمها الى صفوفها، بغض النظر عن نقاط الإلتقاء والإختلاف مع تلك الأحزاب، في محاولة من تلك الأحزاب لضم أراضي من محافظة نينوى، لما يمكن أن يطلقون عليه (الدولة الكوردية) المستقبلية، وفي ضوء المتغيرات السياسية نشك بأن هذه الدولة المزعومة يمكن لها أن ترى النور أبدا، لذا فإننا من باب الحرص على الإخوة العربية الكوردية، ننصح من يحاول ركوب هذه الموجة، التفكير مرتين قبل أن يصبح طريقه بلا عودة، وعندها لات ينفع مندم.
ما يتعلق بالإخوة السُنة، موقفهم لا يزال متذبذب؛ لا مع هذا ولا مع ذاك، عدى بعض الأصوات النشاز التي تخرج أيضا من إقليم كوردستان، بحكم سكنهم في فنادق الدرجة الخامسة، وتركهم لأهلهم يعانون الأمرين من تنظيم داعش الإرهابي، وبمجرد دخول الدبابات والمدرعات التركية، ظنوا لوهلة أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الإقليم السُني، وينسى أولئك أنه ما هكذا يكون البناء الصحيح، فبناء الرمل لا يمكن أن يصمد مع أول موجة من البحر المتلاطم.
الموجة الأولى جاءت من الولايات المتحدة، راعية التحالف الدولي، والتي أكدت بأن اقوات التركية التي دخلت الى الأراضي العراقية، ليست من قوات التحالف، وهو الأمر الذي يعطي الضوء الأخضر للعراق بالإستعانة بروسيا لضرب هذه القوات الغازية، وهنا ستكون روسيا قد ردت الصاع صاعين الى أردوغان، ومن جهة أخرى فهي فرصة لمن يدعم تنظيم داعش بالتخلي عنه نهائيا، ذلك لأن الولايات المتحدة لم تعد ترغب بهذا المسخ الذي صنعته بأيديها ومولته من مال النفط الخليجي، خاصة بعد بروز الديك الفرنسي كلاعب في الحملة الروسية ضد تنظيم داعش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهذه المعميــــــــــــــــــــات؟؟؟
كنعان شـــماس ( 2015 / 12 / 8 - 19:07 )
يااستاذ دخول القوات التركية بموجب القانون الدولي وقرار لمجلس الامن الدولي ان هذا الدخــــــــــــول هو سليم مئة بالمئة وقد يكون لموازنة دخــــــــــول قرابة نصف مليون جندي ايراني بملابس مدنية من معبر الزرباطيـــــــة بحجة زيارة كربلائيــــة هذه الدخـــــــــــولات الدولية لايحق للحكومات او شبه الحكومات المجاورة للاراضي التي تســــيطر عليها دولة الخلافة الاســـــلامية في العراق والشام بل يحق لاي دولة قيام جيوشها بالتدريبات بالذخيرة الحيـــــة في الوقت الذي يناسبها على اية اهداف يسيطر عليها خنازيـــــــــر دولة الخلافة اما اعتراضات حكومة بغداد فهي لرفع العتب لااكثر


2 - رد
ضياء رحيم محسن ( 2015 / 12 / 9 - 04:00 )
شكرا جزيلا لقراءتك للمقال، فقط للتوضيح القانون الدولي الذي تتحدث عنه لا يجيز لدولة اجتياح دولة اخرى لأنه يعتبرها دولة محتلة، كما لا يوجد قرار لمجلس الأمن، فقط كانت اتفاقية بين نظام صدام وتركيا حول مطاردة حزب العمال الكردستاني وبامكانك مراجعة القانون الدولي وتصريحات الولايات المتحدة الأخيرة وحلف الناتو الاخيرة فيما يتعلق باجتياح تركيا الاخير وستعرف الحقيقة واضحة بدون رتوش، اما ما يتعلق بدخول زوار ايرانيين فهذا ناتج عن ضعف الاجهزة الادارية في المنافذ الحدودية والتي لم تستطع استيعاب مئات الالاف من الزوار الايرانيين وغير الايرانيين، مع ان الحكومة الايرانية اعتذرت عن هذا التصرف وتم تعويض العراق عن الاضرار من قبل الايرانيين.
شاكر لك مرة اخرى تفضلك بزيارة الصفحة وقراءة المقال، لأننا في نهاية الامر ننشد خير العراق

اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال