الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الثوريين والمهام الراهنة

منظمة العمل الشيوعي - تونس

2015 / 12 / 9
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إفتتاحية العدد الثاني من جريدة الشيوعي الصادرة عن منظمة العمل الشيوعي - تونس:
وحدة الثوريين والمهام الراهنة
سرّع النظام في الآونة الأخيرة من وتيرة قمعه لمجمل التّحركات المناهضة له قصد تهيئة الظّروف الملائمة التي تسمح له بتمرير حزمة من القوانين الرّجعية المُشرّعة للفساد والإستبداد ومزيد النّهب والتفقير وفرض خيارات المؤسسات المالية العالمية. وقد سعى في ذلك إلى تنفير الجماهير الشعبية من السياسة بشكل عامّ و من التّنظُّم السّياسي بشكل خاص وإلى ضرب الأشكال الجنينيّة لتنظّمها عاملا على تشويه التّحرّكات الجماهيريّة ومحاصرتها بغية منع مزيد توسُّعها وانتشارها وبناء الجدران بينها وبين الثوريين وعموم المقاومين عبر الإدّعاء أنّها تحرّكات تهدف الى زعزعة الأمن وتهيئة الظّروف لإنتشار وتغوّل الإرهاب. ورغم الصّراعات التي تشقّه وعجزه عن تجاوز أزمته وإنفضاح سياساته المعاديّة للشعب فإنّه نجح نسبيّا في تصليب عود تحالفاته السّياسية والمحافظة على وحدة مواقف الأغلبية البرلمانيّة المُعبّرة عنه وإحكام هَيمنته على جهازي الإعلام والقضاء... وفي الجانب الآخر نلاحظ بإستمرار ضعف التّحالفات المضادّة له ولخياراته وهو ما يزيد من بسط هيمنته واستمرار سياساته الإجراميّة ومن بين العوامل المساعدة له في ذلك عزلة "جُزر المقاومة" وتشتّتها، الشيء الذّي يخدم مصلحته ويجعل تحركات الجماهير الشّعبية سهلة الإحتواء وسهل التلاعب بها.
أمام هذا الوضع على الثّوريين دراسة اللّحظة الرّاهنة جيّدا والوعي بموازين القوى والعمل جدّيًا على تَوحُّدهم وتصليب عود تحالُفاتهم و وضع التّكتيكات المناسبة عبر تعيين خطط مناسبة تتلاءم مع مدّ الحركة أو جزرها والنضال من أجل تطبيق تلك الخطط بتثويرأشكال النضال والتنظيم القديمة وتعويضها بأشكال جديدة وتحيين الشّعارات ممّا يساعد على ربح بعض المعارك الجزئية وبعض المواقع الجديدة وهو ما يساعد على الإنتشاربصفة أوسع والإنخراط ضمن المعارك الجماهيرية بصفة أكبر والتنّظم بصفة أصلب وأقوى دون تناسي ربط مجمل هذه التّكتيكات بالهدف الإستراتيجي. فهدف الإستراتيجية هو الإطاحة بالنظام أمّا التكتيك فهو أقل شأنا لا يهدف سوى إلى إنجاز بعض المهام وبالتّالي فهو جزء من الإستراتيجيا وظيفته أن يخدمها لا أن ينفصل عنها أو يتصادم معها.
وبالتّالي فعلى الثوريين "المسك في كل لحظة بتلك الحلقة المحدّدة من السلسلة التي ينبغي أن نتشبّث بها بكلّ قوّانا حتى نستطيع السّيطرة على السلسلة كلّها وحتى نهيئ الإنتقال الى الحلقة التّالية. وفي هذه الحال لا يكون تعاقب الحلقات وشكلها وتسلسُلها بسيطا ومجرّدا من المعنى والدلالة كما هو شان السّلاسل العادية التي يصنعها الحداد"(لينين).
إنّ فشل النّظام في حلّ مشاكل الجماهير وعدم قدرته بالضرورة على ذلك بسبب عناصر تكوينه ومجمل إرتباطاته بخيارات الإمبريالية وفشل برلمانه الصّارخ في التعبير عن مطامح الشعب وانكشاف دوره كمشرّع للفساد والإستبداد وحام لقلاع الإستغلال والعمالة إضافة إلى إندماج الإصلاحيّة ضمن نطاقاته ممّا جعلها صوتا إحتجاجيّاأُفقه الوحيد البحث عن تسويات مُذلّة مع دوائره بالتاليمعارضةأيّاتجاه جذريّ وإرجاء أيّ نشاط ثوريّ ضدّه.. إنّ كلّ هذا يُحتّم بناء بديل ثوريّ وإنّ أي إنتظار أو تردُّد في انجاز ذلك لن يُديم سوى سيطرة الرجعيّة ومساعدتها على تجاوز مأزقها وحلّ تناقضاتها وبالتّالي بقاء الجماهير الشعبية تحت هيمنتها لمدّة أطول فأطول.
ليس صحيحا كما يروّج النّظام انّه لا يوجد مستقبل فإمّا حكمه أو الخراب والإرهاب مقفلا بالتالي أفق التّغيير بل بالعكس يوجد مستقبل آخر وما على الثوريين سوى فضح هذا الإدّعاء "والإنفصال جدّيا وجذريّا عن هذا المستقبل الكارثي وبالتالي فتح فضاء لشيء جديد يأتي".
فالذين ناضلوا ويناضلون ضدّ قانون المصالحة ليسوا في خندق الإرهاب وإضرابات العمّال وسائر الكادحين من أجل تحسين وضعهم المعيشيّ ورفض تسريحهم نتيجة سياسة الخوصصة ليس هدفها التخندق ضمن خندق الإرهاب ونضالات الجماهير الرّيفية لا تزرع متفجرات ولا تنتج الدّواعش بل هي تسعى إلى ملئ البطون الخاوية وتحرُّكاتهم تهدف الى تحرير القوى المنتجة ونضالات المعطّلين عن العمل لا تهدف الى مصالحة مع المجموعات الإجراميّة والإرهابيّة بل تكافح من أجل الحقّ في العمل.
انّ كلّ هؤلاء يطمحون إلى "خلع السّلاسل عن الزهور التي كانت تزينها لا لكيْ تواصل الانسانيّة حمل هذه القيود بشكلها الخالي من كل تخيّل وفرح بل لتخلع سلاسلها وتمدّ يدها الى الزهرة الحيّة"(كارل ماركسنقد فلسفة الحقّ لدى هيجل). إنّ من المهامّ الأساسيّة لدى الثّورييّن تصليب وحدتهم والعمل على توسيع تحالفهم وإزالة كل العراقيل أمام ذلك ونحن نعني بوحدة الثّورييّن الآن الجبهة الثّورية.
إنّ تطوير عمل هذه الجبهة وتوسيع نطاق عملها يعتبر حلقة أساسيّة في تقدم عمل الثّوريين وجذب طاقات أخرى ضمن نطاق حركتها وحقل نشاطها وهو ما يساعد على تطوير الصّراع ضدّ النّظام وتعميق التّناقض معه وتنظيم عديد المقاومين على أسس صلبة مناهضة له.
يمكن ان نحدد مستويات العمل المقاوم في مستويات ثلاث:
1- مستوى مواصلة العمل الدؤوب على بناء الحزب الشيوعي
2-مستوى تدعيم بناء الجبهة الثورية
3-مستوى التنّظم الجماهيري الواسع
فعلى المستوى الأوّل من الضّروري تكثيف الدّعاية للفكر الشّيوعي والدّعاية الواسعة لبرنامج الثّورة والقطع مع الشّعاراتية ووضع الخطط اللاّزمة للتّغيير الثّوري وهو ما يستوجب حوارا عميقا بين الشّيوعيين على إختلاف تنظيماتهم وبناء الأطر الحاضنة لذاك الفعل وتلك المهمّة.
أمّا على المستوى الجبهوي فمن الواضح أن اللّحظة كما أسلفنا القول تستوجب تجميع جزر المُقاومَة المتناثرة إلاّأنّ ذلك يستلزم ضرُورةَأن تكُفّ المجموعات والتّنظيمات المقاومة المُتموقعةُ خارج الجبهة عن الإنعزالوالسكتاريّة وفتح حوار جدي وتوضيح مُجمل تمايُزاتها بقصد بناء وحدة صلبة عوض التّهرب من ذلك ورفض أيّ عمل مُشترك حتى ولو كان جزئيّا. أمّا على المستوى الثّالث- أيْ المستوى الجماهيري-فقد بات من الواجب حلُّ عديد الإشكالات التي تعيق أو تُعطّل فعاليّتهُ.
لقد نشأت بُعيد الإنتفاضة عدّة أطر جماهيريّة أسهمت في خلق زخم مقاوم إلاّ أنّ انقلاب موازين القوى لصالح الرّجعية سرّع في اضطراب حركة هذه الأُطر هذا إضافة إلى عدم وُضوح بوصلتها منذ بدء نشاطها وهو ما جعلها تتفكّكُ وينحسر نشاطُها ممّا أصاب العديد من عناصرها بالإحباط والإنكفاء على الذّات والإنعزال عن أي نشاط نضاليّ والتّسليم بالهزيمة والرفض للتّنظُّم. كما تجدُر الإشارة أن أُطرًا أخرى نشأت (لجان دعم/حملات/لجان تأطير...) للقيام بمهمّات وقتيّة ومُحدّدة إنتهت وتفكّكت بإنتهاء تلك المهام. إنّ الوعي بهذا الوضع يفرض عملا دؤوبا من أجل رسم خيوط اتّصال مع العناصر المقاومة من الأطر الجماهيرية التّي تفكّكت وتطوير النّقاش معها وإيجاد أرضيّة عمل مشترك صحبتها سواء بالتنّظم داخل أطر جماهيرية أخرى أصلب وأنفع للمقاومة أو بناء قطب عمل جماهيري أوسع على أرضية مهمّات واضحة ودائمة. أمّا الأطر المُؤقّتة فما على عموم المُناضلين سوى أن يُقيموا بجدّية وبصفة مشتركة، قصور تلك الأطر في دفع الحركة بسبب بنيتها ومجمل عناصر تكوُّنها المؤدّية ضرورة إلى تفكّكها والعمل على إبداع أطر أخرى دائمة وعلى أسس جماعيّة لا فرديّة وواسعة لا ضيّقة ودائمة لا مؤقّتة.
إنّنا في منظمة العمل الشيوعي نرى أنّ حلّ تلك الإشكالات المتراكمة والمُعطّلة لحركة المقاومة الشّعبية في المستوى الثّاني او الثّالث (عمل جبهوي زائد مستوى الأطر الجماهيرية) يكمن في عقد مؤتمر وطني للمقاومة وللمقاومين سنُفصّل رؤينا له في ورقة مُستقلّة قريبًا.
إنّ ولادة الجديد عمليّة صعبة معقّدة وطويلة وهي تمُرّ حتما عبر هدم العوالم القديمة وفي سبيل ذلك ينصبُّ جهد الثّوريين وعموم المقاومين. فلنعمل إذن بكل جدّية على ذلك فمُعاودة الإنتفاض عقلانيّة لأنها لازمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي