الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان يلعب بالنار

كور متيوك انيار

2015 / 12 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


اردوغان يلعب بالنار

كور متيوك
[email protected]
منذ بدء الازمة السورية والتي هي ازمة داخلية خالصة تدخلت تركيا تحت قيادة رئيسها اردوغان في تلك الازمة وبدأت تدعم المعارضة السورية ، وكانت تعتقد بأن إسقاط حكومة الرئيس بشار الاسد لن تستغرق اشهر فقط وليس اكثر لكن لم يكن حكومة بشار الاسد كما قدرته الحكومة التركية وظلت في سدة السلطة لما يقارب الاربعة الاعوام بينما تواجه تدخلاً عربياً وتركياً في شئونها ، ولقد فتحت تركيا حدودها لتدفق المقاتلين وعبور السلاح الى سوريا وتلك الدعم انتجت جماعات ارهابية وضعفت دور المعارضة السورية المسلحة ، لكن تركيا تستمر في دعم تلك الجماعات الارهابية التي تقاتلها الولايات المتحدة وحلفاءها ، بعد أن ادركوا بان الاسد لا يمثل التهديد الاكبر في المنطقة بل تنظيم الدولة الاسلامية هي الخطر الاكبر لكن اردوغان مازال لا يرى تهديد من قبل داعش .
و لان اردوغان لم يكن يتوقع ان يدخل روسيا فعلياً في معركة محاربة داعش و اصبحت تستهدف المناطق الذي يعتقد بان تنظيمات ارهابية متواجدة بها ، ومن المعروف ان التدخل الروسي في الازمة السورية هي مؤازرة ووقوف مع دولة حليفة ووضعت التدخل الروسي في سوريا اردوغان في مأزق و اصبحت تلك التدخل يهدد تحقق غاياتها ، لذلك اعتقد أن تركيا تعمدت إسقاط الطائرة الروسية فوق الاجواء السورية لتعقيد الوضع اكثر وحث إدارة الرئيس اوباما بمراجعة سياساتها حول سوريا ، وحسب رواية الجانب التركي فأنها عبرت حدودها لمدة ثواني .
ومنذ تدخل روسيا في الحرب ضد داعش كانت المواقف الامريكية غير واضحة حول التدخل الروسي ولقد ذهبت امريكا اكثر من ذلك بتوقيعها على اتفاقية مع الجانب الروسي لتفادي أي مواجهات اثناء قيامهم بضرب مناطق داعش في الاجواء السورية ، و لابد أن تركيا عندما فعلت ذلك كانت تعرف بأنها لن تكون وحيدة في محنتها فحلف الناتو ستكون موجودة وكذلك الولايات المتحدة و دول اوروبا لكن بعد الحادثة ربما ادرك اردوغان بأن إسقاط طائرة روسيا ليست كإسقاط طائرة سورية و أن طائرة سوخوي لن تكون مثل سفينة مرمرة .
ربما استرجع اردوغان ذاكرته الى لحظات التدخل الروسي في جورجيا و في اوكرانيا و اعادة القرم الى سيادتها ولقد مزقت روسيا اوكرانيا الى اشلاء متناثرة ولذلك للحماقة الذي تعامل بها الحكومة الاوكرانية مع الازمة وكانت تعتقد بان امريكا لن تتركها وحيدة لكنها تركت وحيدة تواجه موسكو واليوم لم يعد احد يتحدث عن اوكرانيا و القرم وتوجه بوتين مرة اخرى الى سوريا بسلاسة وثبات ، و لا بد لاردوغان أن يعرف بأن لا سبيل لتهدئة بوتين سوى بالاعتذار وتقديم تنازلات حقيقية والتي سيكون من ضمنها تسوية الازمة السورية و رفع تركيا يدها عن دعم الجماعات الارهابية في سوريا ، فالمواجهة مع روسيا لن تكون كمواجهة اسرائيل التي تعاني عزلة عربية وتعاني مشاكل دبلوماسية بسبب الازمة الفلسطينية لكن روسيا دولة كبرى و استفزازها سيكلف تركيا و اردوغان الكثير .
كان بالإمكان تفادي المواجهة مع روسيا ولقد فعلت اسرائيل ذلك عندما عبرت احد المقاتلات الروسية الى اجواءها لكنها لم تسقطها ، رغم ان ردوغان احتفل في البدء بإسقاط الطائرة الروسية لكنه سرعان ما ادرك بأنها كانت خطأ لا تغتفر ولقد صمت الجميع حتى الولايات المتحدة لان مثل هذا الخطأ لا يمكن الدفاع عنها ، وبعد إدراك اردوغان للخطأ طلب مقابلة بوتين في قمة المناخ بباريس لكن روسيا تقول أن لا لقاء بينهم ، وفي إطار محاولاته اليائسة اتصل بالكرملين لكن لم يكن هنالك مستجيب بل صمت رهيب و روسيا مستمرة في إجراءاته العقابية بطرد طلاب دراسات عليا و دكتوراة ومنع الترك من العمل في روسيا ووضع قيود صارمة على الشركات التركية و ايقاف الرحلات السياحية بين البلدين ومنع المواطنين الروس من زيارة تركيا ، ربما مواجهة الاسد اسهل لكن لن يكون الامر كذلك مع بوتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم