الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنشودة الكون الأنيق

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)

2015 / 12 / 9
الادب والفن


أنشودة الكون الأنيق
جواد بشارة

من الفرادة اللامتناهية في صغرها
فريدة من نوعها
انبثق كل شيء من اللاشيء
هي أصغر مليارات المليارات المليارات المليارات من نواة ذرة
ومن منا من يعرف ما هي الذرة
إنها الجزء الصغير الذي لاينقسم كما يعتقدون
لكنها خذلتنا وانقسمت إلى اللامتناهي في الصغر
كثيفة ساخنة بلا حدود
وأبعد من اللامتناهي في كثافتها وصغرها وحرارتها
لا نراها لكنها موجودة
وهي أصل الوجود
كما أخبرنا العلماء و الصوفيون
لها أوتار تتذبذب لتعزف لحن الوجود
وتسمعنا سمفونية الكون
سيدة المكان والزمان ونسيجهما الزمكان
انفجرت وانتفخت وتضخمت تخطت المستحيل
حتى الضوء لم يفلح في مجاراتها في توسعها
وما يزال يجر أذياله خلفها
إلى أبد الدهر
أنجبت لنا الغازات والنجوم والبشر
وليتها لم تفعل
فنحن ضائعون
تائهون
نبحث عن أصل
ونغرق في المجون
نبحث فيها عن وجه الإله
ونردد ترنيمة الخلاص
نغوص في الأوهام ونعبد اللغز
ننتظر الضوء
طائراً يحمل على جناحيه الزمن
يحملنا للماضي ويلوح لنا بالأزل
مغامرة لا تنتهي نخوضها نحن البشر
من الفرادة جئنا وإليها سنعود
لنبدأ من جديد
في دورة متعاقبة لا تنتهي
أمامنا وفوقنا وخلفنا وتحتنا فضاء لاينتهي
مرصع بلآليء نسميها مجرات ولعلها أكوان
تتراقص وتتطاحن وتفنى وتعود من جديد
في حلة بهية
ملونةً زاهيةً فاتنةً نقية
ممتدة منذ اللابداية وإلى اللانهاية
تسكنها مسوخ كونية نشبهها بالثقوب السوداء
والثقوب الدودية
تفترس كل شيء وتخلق اللاشيء
يخافها حتى الله
تتحدى جبروته
تفني ملائكته وجنوده
وتحطم أسلحته
تعري رسله وأنبيائه
وتدور زاهية ومنتصرة
تبتلع كل شيء يقترب من أفقها
ومنها استوحى الله جحيمه
يرمي فيه من يتجرأ على عبادة الصدفة
يشهر في وجهه سلاح الخلق والنظام
والعقاب والثواب
لكنه يعجز عن فك طلاسمها
ضاعت الحدود بين الوهم والواقع
الظاهر والباطن
العلة والمعلول
ومعها ضاع البشر وظلوا تائهين في مسافات الوجود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغة العلم
رائد الحواري ( 2015 / 12 / 9 - 21:59 )
استخدم لغة العلوم في نص أدبي يعتبر مشقة للكاتب، ومع هذا استطاع أن ينجح في تجربيه هذه، فكرة النص سوداء، بعض الالفاظ كان تحوي بالجمال -أمامنا وفوقنا وخلفنا وتحتنا فضاء لاينتهي
مرصع بلآليء نسميها مجرات ولعلها أكوان
تتراقص وتتطاحن وتفنى وتعود من جديد
في حلة بهية
ملونةً زاهيةً فاتنةً نقية - لكنها استخدم لتأكد المعنى الاسود للواقع، وهذا يسير إلى الحالة القاسية التي تعكس ذاتها على الكاتب، ومن ثم على النص، فهو يحمل شيئا من الجمال/الابجابية/الخيط الابيض، لكن بؤس الواقع، يجعل السواد يعم كل شيء


2 - فرادة
ماجدة منصور ( 2015 / 12 / 10 - 15:13 )
هذا الكلام...ليس ككل الكلام أبدا0
بل هو نثر..أم لعله شعر منثور!!!0
في هذا النثر كلام و كلمات...لكنها ليست كالكلمات0
ليتقدس العلم..لأنه قادتنا الى الفرادة و به نكاد أن نشبه الإله0
احترامي

اخر الافلام

.. محلناش حاجة.. انهيار طالبات الثانوية العامة عقب انتهاء امتحا


.. صباح العربية يرشح لك أفلاما تستحق المشاهدة




.. نظرة الغرب للثقافة السعودية تغيرت في السنوات الأخيرة


.. بدء امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة..التعليم: و




.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا